صحف أوروبية: مكافحة "داعش" لن تنتهي في عام 2016
٢٩ ديسمبر ٢٠١٥كتب صحيفة "انديبندت" اليسارية الليبرالية البريطانية تعليقا على طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي من الرمادي تقول: "بعد أن استعادة القوات العراقية سيطرتها على مدينة الرمادي، تتجه الأنظار نحو مدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق بشمال غرب البلاد، والتي استولى عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" في حزيران/ يونيو من العام الماضي. والموصل هي تماما أهم مدينة خاضعة لسيطرة التنظيم الإرهابي. ومنذ شباط / فبراير الماضي انتشرت الكثير من الشائعات بشأن طرد الجهاديين منها، لكن منذ قرابة العام لم يحدث شيء في الواقع. وتميز المشهد بخسارة داعش مواقع ومناطق هنا وهناك، مقابل السيطرة على مناطق أخرى في مواقع أخرى. وربما يكون تنظيم "الدولة ألإسلامية" في حالة تراجع في العراق، لكنه في نفس الوقت يحتفظ بمواقعه في سوريا المجاورة ويحقق تقدما كبيرا في أفغانستان. الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" لم تنته بعد، ولم يطرأ تغيير كبير في ظروف مكافحته".
وفي السياق ذاته كتبت صحيفة "دي تلغراف" الهولندية تعليقا أشارت فيه إلى أهمية مواصلة جهود مكافحة التنظيم الإرهابي رغم النجاحات التي تحققت في العراق: "وعد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم أمس الاثنين بأن يكون عام 2016 "عام النصر النهائي" على داعش. ويبدو أن ذلك يشكل هدفا طموحا للغاية، إذ إن خسارة الرمادي ودون شك تعتبر ضربة قوية لتنظيم داعش، الذي فقد خلال العام، الذي شارف على النهاية، السيطرة على عشر الأراضي التي يستولي عليها في العراق وسوريا. كما يشير الخطاب الحماسي لأبي بكر البغدادي، زعيم التنظيم، إلى انتشار الخوف والرعب في نفوس الجهاديين في "دولة الخلافة"."
وتابعت الصحيفة الهولندية قائلة: "لكن ينبغي عدم نسيان حقيقة أن عملية تحرير الرمادي استغرقت أشهرا طويلة. وذلك رغم ضخامة قوة أعداء التنظيم، بما في ذلك دول حلف شمال الأطلسي وروسيا والعراق، إلى جانب العديد من الجماعات المتمردة. علاوة على ذلك يوسع تنظيم "الدولة الإسلامية "وجوده ونفوذه في دول مثل ليبيا ومصر. كما أظهر خلال اعتداءات باريس، أنه قادر على نقل عمليات القتل والخراب إلى الدول الغربية. وهو ما يجعل مهمة مكافحة هذا التنظيم أمرا ملحا. ولكن على الدول المشاركة في مكافحة التنظيم أن يدركوا أن مهمة مكافحة داعش لن تنتهي في عام 2016، بل ستستغرق وقتا أطول وتتطلب نفسا أطول".
من جانبها تناولت صحيفة "دي برسه" الصادرة في فيينا موضوع النقاش الجاري حول إستراتيجية مكافحة داعش في تعليقها وكتبت تقول: "يجب خوض الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" على عدة جبهات، إذا أريد لها النجاح: هذه الحرب تحتاج إلى إجراءات أمنية لمنع وقوع اعتداءات إرهابية. وتحتاج إلى إجراءات لمكافحة التطرف من أجل منع وقوع الشباب الأوروبي بين براثن إيديولوجية تنظيم "الدولة الإسلامية". وفي الوقت نفسه يجب استخدام القوة العسكرية لمكافحة هياكل دولة الخلافة من جيش ووحدات شرطية. وبالتوازي مع الإجراءات المذكورة يجب البحث الحثيث عن حلول سياسية للأزمة السورية والخلافات الداخلية العراقية، التي ساعدت تنظيم "الدولة الإسلامية" في الظهور على المسرح الإقليمي والدولي. إنها مهمات صعبة دون شك، إلا أن عام 2015 أظهر جليا أن تنظيم "الدولة الإسلامية" تنظيم يمكن الانتصار عليه."
أما صحيفة "راين ـ نيكارـ تسايتونغ" الألمانية فتوجه الأنظار في تعليقها إلى قضية جوهرية أخرى في خضم مكافحة داعش فكتب تقول: "رغم أن بعض القوى الفاعلة على الأرض تعتبر جزءا من التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، كالمتمردين السوريين أو الحشود الشعبية في العراق، إلا أن نظرتها وتصوراتها عن طبيعة كيان الدولة لا تختلف كثيرا عن نظرة العدو. فهي تقاتل من أجل هيمنتها وليس من أجل الدفاع عن قيم، وفق مفهومنا الغربي".
وفي ألمانيا أيضا أشارت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" في تعليقها إلى موضوع آخر بالقول: "كُلَّما صغرت الرقعة التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية"، فقد التنظيم من جاذبيته، بما في ذلك تلك الشعارات الفارغة التي يطلقها ما يسمى "بالخليفة". لكن الانتصار في الرمادي أظهر بشكل جلي أن التعاون والتناغم بين القوات المحلية الفاعلة على الأرض وبين القوى الجوية للتحالف ممكن ويحقق النجاح المطلوب. بيد أن مهمة مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" تحتاج إلى إستراتيجية شاملة. ومن الوهم الاعتقاد بأن تلك المهمة يمكن تنفيذها دون استخدام القوة العسكرية. فهذا وهم يدفع المدنيون ثمنه بحياتهم".