صواريخ باتجاه القدس لأول مرة و"الجهاد" تقرّ بمقتل قيادي فيها
٧ أغسطس ٢٠٢٢أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الأحد (السابع من أغسطس/ آب 2022)، مقتل ثلاثة من قياديي "حركة الجهاد الإسلامي"، بينهم قائد منطقة جنوب غزة بالحركة.
وذكر أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، عبر موقع تويتر، أنه تم قتل خالد منصور قائد المنطقة الجنوبية في "الجهاد"، إلى جانب عدد من مساعديه، مضيفاً أن العملية على ما يبدو، أسفرت عن مقتل قيادييْن بارزين آخرين بالحركة.
واعتقل الجيش الإسرائيلي 19 عضوا في حركة الجهاد الإسلامي التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية". ومن بين المعتقلين قياديان بارزان أحدهما باسم السعدي المتّهم بتدبير سلسلة هجمات ضد الدولة العبرية.
في المقابل أعلن الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيان إطلاق صواريخ باتجاه القدس، بعد وقت قصير على انطلاق صفارات الإنذار في المنطقة بحسب الجيش الإسرائيلي.
كما اكدت سرايا القدس الجناح المسلح للحركة مقتل "خالد سعيد منصور" عضو المجلس العسكري وقائد منطقة جنوب قطاع غزة جراء استهدافه في غارة إسرائيلية على رفح، والذي أعلن الجيش الإسرائيلي مقتله في وقت سابق.
ارتفاع عدد القتلى
على ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة القتلى في موجة العنف الأخيرة في القطاع بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، إلى 29 بينهم ستة أطفال وأربع سيدات، وجرح 215 آخرين مع تواصل الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الثالث. بينما نفت إسرائيل في بيان مسؤوليتها عن مقتل أطفال في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية في بيان بأنّ قواتها "لم تقصف جباليا خلال الساعات الماضية"، مضيفة "ثبُت بشكل قاطع أن الحادثة كانت نتيجة لفشل إطلاق صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي". وتابعت "بحوزتنا مقاطع فيديو تُثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الحادثة لم تكن نتيجة غارة إسرائيلية".
صواريخ على تل أبيب ومدن أخرى
ومنذ ظهر الجمعة، تؤكد إسرائيل بأن نحو 400 صاروخ وقذيفة هاون أطلِقت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال الجيش الإسرائيلي إن نظام القبة الحديد اعترض معظمهما.
ويتوقع الجيش الإسرائيلي، وفقاً للناطق باسمه مواصلة غارته على قطاع غزة لمدة أسبوع، وأضح المصدر أنه "لا تجري حاليا أي مفاوضات لوقف إطلاق النار".
وللمرة الأولى منذ بدء موجة العنف الأخيرة اطلقت صفارات الانذار في تل أبيب، فيما أعلنت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي، في بيان صحافي مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ على المدينة.
وجاء في البيان أنه "ضمن عملية وحدة الساحات سرايا القدس تقصف تل أبيب وأسدود وعسقلان وسديروت برشقات صاروخية كبيرة".
واشتعلت حالة التوتر، التي بدأت أول أمس الجمعة، بعملية اغتيال إسرائيلية استهدفت القيادي العسكري البارز في حركة الجهاد تيسير الجعبري داخل شقة سكنية في خطوة "استباقية" وفقاً للجيش الإسرائيلي الذي قال إن "الحركة كانت تخطط لتنفيذ هجمات إرهابية" ضد إسرائيل.
وتعد جولة التوتر الحالية في غزة هي الأكثر حدة منذ أيار/مايو 2021 عندما اندلع قتال عسكري عنيف بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، استمر 11 يوما ما تسبب في مقتل أكثر من 255 فلسطينيا و13 في إسرائيل.
دعوات لوقف العنف
من جهتها، أعربت منسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز، عن قلقها البالغ إزاء التصعيد "المستمر والخطير" للعنف في غزة ومحيطها بين المسلحين الفلسطينيين وإسرائيل.
ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة عن هاستينغز القول في بيان إن "الوضع الإنساني في غزة متردّ في الأصل، وليس من شأن هذا التصعيد الأخير إلا أن يزيد الوضع سوءا."
ودعت إلى ضرورة أن تتوقف الأعمال القتالية لتحاشي المزيد من الوفيات والإصابات في صفوف المدنيين في غزة وإسرائيل. وقالت :"يجب أن تحترم جميع الأطراف مبادئ القانون الدولي الإنساني بما في ذلك مبادئ التمييز وتوخي الحيطة والتناسب".
وحثت على ضرورة ألا يتم تعطيل حركة العاملين في المجال الإنساني، ونقل الحالات الطبية الحرجة، والبضائع الأساسية، بما في ذلك الغذاء والوقود إلى غزة، لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
انقطاع الكهرباء في غزة
وفي سياق متصل، قال محمد ثابت المتحدث باسم شركة توزيع الكهرباء السبت إن محطة الكهرباء أُغلقت "بسبب نقص الوقود".
وأدى أسوأ اندلاع للعنف بين الطرفين منذ الحرب الخاطفة العام الماضي إلى حرمان القطاع المحصور بين مصر والبحر الأبيض المتوسط وإسرائيل ويبلغ عدد سكانه 2,3 مليون نسمة، من محطة الطاقة الوحيدة لديه.
وعادة يتمّ نقل الديزل الخاص بالمحطة بشاحنات من مصر أو اسرائيل التي أغلقت معبريها الحدوديين مع غزة الثلاثاء بسبب مخاوف أمنية.
بإعلان توقف محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة أطلقت وزارة الصحة "العد التنازلي لتوقف الخدمات الصحية خلال 72 ساعة" مشددة على ان "الساعات القادمة حاسمة وصعبة".
واوضحت ان انقطاع التيار الكهربائي يهدد العمل في الأقسام الحيوية في المستشفيات.
وعلى أحد جانبي الحدود تنطلق صفارات الإنذار بصورة متواصلة في بلدات اسرائيلية محذرة من عمليات قصف. وفي الجانب الآخر، تبدو مدينة غزة مشلولة بشوارعها المقفرة بمعظمها ومتاجرها التي أغلقت أبوابها.
و.ب/م.س (رويترز، د ب أ، ا ف ب)