260411 Syrien Israel
٢٧ أبريل ٢٠١١منذ خمسة أسابيع والناس في سوريا يتظاهرون من أجل الحرية والديمقراطية، فيما ترد قوات الجيش والأمن على المحتجين بطريقة وحشية. هذه الأوضاع جعلت الحكومة الإسرائيلية تتابع الوضع في سوريا بقلق كبير.
وفي العادة يعبر وزراء الحكومة الإسرائيلية عن آرائهم علنا، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب منهم التزام الصمت إزاء الاضطرابات التي تقع في الجارة سوريا، حسب ما أعلنته الإذاعة الإسرائيلية الشبه حكومية. ومن مكتب رئيس الحكومة تسرّب إلى الخارج إيضاح قصير بأن الحكومة الإسرائيلية لا تزال تعتقد بأن إيران لن تتدخل في سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد. ومعروف أن إيران وسوريا تنسقان سياسيا مع بعضهما البعض منذ أكثر من ثلاثين سنة.
عدو معتدل يمكن التعايش معه
من وجهة النظر الإسرائيلية فان الحذر مطلوب. صحيح أن الأسد ونظامه عدوان لإسرائيل، لكن مع ذلك أمكن التعايش معهما منذ نحو 40 سنة، حتى أنه في بعض المراحل تفاوضت الحكومة الإسرائيلية مع مبعوثين للأسد حول السلام.
لكن الأحداث الحالية في سوريا أحدثت بلبلة على الصعيد السياسي والعسكري والرأي العام في إسرائيل، الأمر الذي يظهره على سبيل المثال تعليق للعقيد في قوات الاحتياط مايك هيرتزوغ بثته إذاعة الجيش وتحدث فيه عن "الكثير من المخاطر". وقال المسؤول العسكري في هذا السياق: "من الواضح من جهة أنه من الأفضل لنا أن يتحول الشرق الأوسط إلى الديمقراطية، ولكن الطريق إلى ذلك محفوف من جهة أخرى بالمخاطر". وأضاف محذرا من أنه "وخلال عملية الانتقال من الدكتاتورية إلى الديمقراطية هناك قوى كثيرة مناهضة للديمقراطية تحاول التقدم إلى الأمام والوصول إلى سدة الحكم".
وخلال الانتفاضة في مصر تخوفت إسرائيل من إمكان وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة. وفي حالة سوريا يتخوف الكثير من الإسرائيليين من مما قد يترتب على سقوط نظام الأسد؛ فقيام نظام إسلامي متشدد مكان النظام الإسلامي العلوي المعتدل سيشكل تهديدا كبيرا إسرائيل.
تفكك أعداء إسرائيل
ويناقش سياسيون وصحافيون إسرائيليون مسألة التداعيات المحتملة لسقوط النظام السوري على الدول الجارة الأخرى لسوريا. فمن ناحية يوجد محور سوريا ـ إيران المرتبط بصورة وثيقة مع حزب الله الشيعي في لبنان وحركة حماس. هذا المحور المعادي لإسرائيل سوف يضعف في حال تغيّر الحكم في سوريا. وهذا يعني، في رأي ألكس فيشمان، من جريدة "يديعوت أخرونوت" أن إسرائيل ستستفيد من ذلك. ووافقه على هذا الرأي زفي يهيسكيلي من القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، الذي أشار إلى أن إيران تعد بمثابة العمود الفقري لسوريا، كما أن إيران نفسها تشعر بالقلق من فقدان دميتها وحليفها في الشرق الأوسط وكذلك من فقدان تأثيرها على حزب الله في لبنان.
وأضاف فيشما: "أنظروا فقط كيف يصمت زعيم حزب الله حسن نصر الله، وكيف يطأطأ أتباع الحزب رؤوسهم متخوفين من التداعيات" التي قد تحصل. ويعتقد الصحفي الإسرائيلي، فيشمان، أن ظهري كل من زعيم حركة حماس خالد مشعل، والجهاد الإسلامي سوف يقصما قريبا. وأنهى بالقول إن كل طرف "يكافح الآن من أجل البقاء وهو ما يفسّر قلق الإيرانيين الكبير".
ولا يستبعد معلقون آخرون من أن تشكل اضطرابات سوريا تهديدا لإسرائيل. وكتب رئيس مفاوضي إسرائيل السابق في محادثات السلام مع سوريا، إيتامار رابينوفيتش، حول ذلك يقول بأنه ليس من المستبعد أن يستفيد الأسد وحلفاؤه الإيرانيون من حدوث أزمة في لبنان أو في قطاع غزة، مضيفا أن وقوع حرب ضد إسرائيل من الممكن أن يوحد السلطة والمعارضة من جديد في سوريا.
سيباستيان إنغلبريشت/اسكندر الديك
مراجعة: عبده جميل المخلافي