عشر سنوات على ميلاد آيفون الذي غيّر العالم
٩ يناير ٢٠١٧في 9 كانون الثاني/ يناير 2007 شهد اول هاتف آيفون النور، وبهذا الخصوص يقول شتيفان إيرمان مدير تحرير إحدى المجلات المختصة في الإلكترونيات" كان آيفون أول هاتف ذكي نقال مجهز بشاشة يمكن من خلاله استخدام الانترنيت والهاتف والاستماع إلى الموسيقى"، . فما هو اليوم عادي بالنسبة إلى كل مستخدم للهاتف الذكي، من الطفل الصغير إلى الجدة كان في تلك الفترة حدثا ثوريا. وقبل آيفون لم توجد سوى هواتف كبيرة الحجم ثقيلة الوزن مزودة بشاشة عرض صغيرة بلون واحد وكيبورد كبير وإمكانية ضعيفة لاستخدام الإنترنيت.
كيبورد افتراضي
أما جهاز آيفون فيعرض على شاشته في حال ضرورة الاستخدام كيبوردا ، ولم يعد الأمر يتعلق بجهاز هاتف بسيط، بل بجهاز كمبيوتر نقال قابل للاستخدام براحة وفي كل مكان.
في ألمانيا يملك ثلثا مجموع السكان هاتفا ذكيا أو ما يُعرف بالانجليزية "سمارتفون". وبات هذا الهاتف جهازا عاديا بالنسبة لكل الأطفال مثل السيارات بالنسبة إلى الكبار. وتفيد دراسة للمعهد الألماني للثقة والأمن في الانترنيت إلى أن نحو 1.2 مليون من الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 8 أعوام يستخدمون بانتظام الانترنيت. وأولئك الذين لا يقدرون بعدُ على القراءة والكتابة فإنهم يلمسون بالأصبع رموز بعض التطبيقات.
عالم الأعمال لن يستغني عنه
وقال توبياس كولمان أستاذ علوم التجارة الإلكترونية وعلاقات الأعمال بجامعة دويسبورغ إيسن إن الجهاز الجديد شكل بالنسبة لعالم الأعمال "قفزة ثورية". وعمل الأيفون على جعل الانترنيت متوفرا في كل جيب سروال، وكل شركة قادرة على الوصول الى أي زبون. وأوضح كولمان في حوار مع DW أن "موكب النصر بالتطبيقات المتوفرة أظهر أن الزبائن يحبون أيضا إدارة أعمال اقتصادية باستخدام الجهاز النقال".
وقطاع السفريات تغير بسبب الأيفون، إذ بفضل التطبيقات الموجودة في الهاتف الذكي يمكن التعرف على موقع وجود الزبون وبالتالي تقديم عروض له مثلا الفنادق الموجودة بقربه. وحتى الأسفار يتم الآن حجزها من خلال الهاتف النقال.
أكثر من مليار أيفون بيعت
والتجارة بالهاتف الذكي تشكل صفقة ضخمة تطغى عليها الهواتف النقالة مثل سامسونغ الذي هو مزود بخدمة أندرويد من غوغل. والجزء الأكبر من الأرباح تحققه شركة "آبل" بهواتفها الذكية، إذ أن هوامش الربح عالية للغاية مقارنة مع المنافسة. وفي السنوات العشر منذ إدراج الجهاز تم بيع أكثر من مليار أيفون من مختلف الأجيال. ويقول الأخصائيون إن جهاز أيفون يمثل أنجح المنتجات المعروضة من قبل شركة "آبل"، وقال شتيفان إيرمان مدير تحرير إحدى المجلات المختصة إنه "يدر أرباح كبيرة على صناديق الشركة وحولها إلى أثمن شركات العالم. وكل شيء تكيف مع آيفون ـ ليس فقط السوق برمتها خارج آبل، بل حتى آبل نفسها".
التبعية تتحول إلى مشكلة
و حسب الأخصائيين، يبدو أن ركيزة الشركة ترتج، لأن النموذج الجديد لأيفون لم يعد يحقق أرقام البيع المرجوة. وقال الأستاذ إيرمان إن شركة آبل خفضت من وتيرة إنتاج أيفون 7 ، لأن الشركة أدركت أن المبيعات لن تكون بالحجم المتوخى، وهي لا تريد إنتاج كميات هائلة تبقى في المستودعات. وتدور التساؤلات حاليا حول إستراتجية القائمين على الشركة لتأمين مستقبلها، ويتم الحديث حاليا ولو في تكتم عن سيارة آبل، وهي سيارة تسير بالكهرباء ستُعرض مستقبلا في الأسواق.
كلاوس أولريش/ م.أ.م