علماء: الأفيال تتعاطف مع أقرانها في أوقات الشدة
١٨ فبراير ٢٠١٤قال علماء من تايلاند إن الأفيال الآسيوية تتعاطف مع أقرانها في أوقات الشدة وتعزي بعضها البعض عند نفوق أحد أفراد القطيع. وأظهرت الدراسة التي أجريت تحت إشراف يوشوا بلوتنيك بجامعة ماهيدول في تايلاند، ولأول مرة بشكل منهجي، ما يعلمه خبراء الفيلة منذ وقت طويل ألا وهو أن هذه الحيوانات بالغة الذكاء وأنها تتعاطف مع أقرانها.
وأوضح الباحثون أنهم اكتشفوا أن "الفيلة تثور عندما ترى أقرانها يعانون من ضغط عصبي وتقترب منها وتعمل على تهدئتها كما تفعل قردة الشمبانزي أو الإنسان على سبيل المثال". وراقب الباحثون خلال الدراسة نحو 26 فيلا على مدى نحو عام في أحد المحميات الطبيعية شمال تايلاند وسجلوا ردود فعلها على الأحداث من حولها ومنها رد فعلها عندما ترى كلبا ضالا أو ثعابين على سبيل المثال "فعندما يفزع فيل تنتصب أذناه ويتحرك ذيله في الهواء ويطلق صوتا متذمرا" حسبما أوضح بلوتنيك، المتخصص في علم النفس الحيواني وأضاف: "في مثل هذه المواقف يأتي فيل آخر غالبا ويلمس الفيل المصاب بالفزع بحذر بخرطومه، بل ربما وضع خرطومه في فم هذا الفيل الفزع، وهذه هي المصافحة بالنسبة للفيلة.. وكأن الفيل يقول لقرينه: لا تخف، أنا هنا من أجلك، لن أفعل لك شيئا".
ومعلقا على نتائج الدراسة قال الخبير الألماني المتخصص في الفيلة ريشارد لاير الذي تخصص في مراقبة الفيلة على مدى أكثر من 30 عاما :"الفيلة تتصرف في مواقف الإجهاد العصبي بشكل شبيه بتصرف الإنسان بدرجة مدهشة". ومشيرا لذلك قال لاير، مستشار مركز الفيلة التايلندي، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن الإنسان يعزي إنسانا آخر من خلال وضع يده حول خاصرته وتهدئته بالحديث معه "وكذلك تفعل الفيلة من خلال اقترابها من أقرانها التي تعاني من الضغط العصبي، وتتلامس بخرطومها ويحك بعضها بعضا وتطلق أصواتا مطمئنة". وحسب معلومات لايرس فإن إناث الفيلة أكثر ما يقدم عزاء للفيلة الأخرى. كما أوضح الخبير الألماني أن عزاء الفيلة لبعضها قد يستمر عدة أيام وذلك بحسب درجة الغضب "فعندما تفقد الفيلة الأم طفلها على سبيل المثال تستمر أعراض الحزن والضغط العصبي فترة أطول وكذلك يستمر معها العزاء مدة أطول". كما أكد لاير أن الفيلة تعتبر منذ فترة طويلة إلى جانب القردة والحيتان من أذكى حيوانات العالم.
ا ف/ ط أ (د ب أ)