فرنسا تبدأ إجراءات تجريد الأسد من وسام جوقة الشرف
١٧ أبريل ٢٠١٨تعتزم الحكومة الفرنسية تجريد الرئيس السوري بشار الأسد من وسام جوقة الشرف ، وهو أرفع الجوائز الفرنسية، إذ قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "يؤكد الاليزيه أن هناك إجراء تأديبيا لسحب وسام جوقة الشرف".
ويأتي الإعلان عن عزم باريس تجريد الأسد من هذا الوسام بعد يومين من الضربة العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى نظامه، بعدما اتهمته الدول الثلاث بالوقوف خلف هجوم مفترض بالأسلحة الكيماوية استهدف مدينة دوما الواقعة في الغوطة الشرقية لدمشق التي كانت خاضعة حتى الأمس القريب لسيطرة فصائل معارضة.
وكان الرئيس الأسبق جاك شيراك قلّد الأسد وسام جوقة الشرف من رتبة الصليب الأكبر، (الرتبة الأعلى على الإطلاق)، بُعيد تولي الرئيس السوري منصبه خلفا لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد. وتعود صلاحية سحب الوسام إلى السلطة التي تمنحه، أي رئيس الجمهورية.
ويُمنح حوالي 3000 شخص في فرنسا هذا الوسام كل عام ، بما في ذلك 400 أجنبي جرى الاعتراف بهم بفضل "خدماتهم المقدمة لفرنسا" أو للدفاع عن حقوق الإنسان أو حرية الصحافة أو لأسباب أخرى ، وفقا لموقع "ليغون".
وكان الأسد قد اتهم بسلسلة من الهجمات الكيميائية على شعبه خلال الحرب الأهلية التي مزقت سوريا منذ عام 2011. وأصبح الأسد منبوذاً للقوى الغربية، إلا أنه ظل حليفا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ساعد النظام السوري في الحرب ضد جماعات المعارضة المسلّحة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها الرئيس إيمانويل ماكرون تجريد أجنبيٍ من أعلى شرف فرنسي، إذ سبق أن سعى إلى سحب الجائزة من المنتج الأميركي الشهير هارفي واينستين، بعد سلسلة من الاتهامات بارتكاب اعتداءات جنسية وجرائم اغتصاب.
ومنذ 2010 أصبح تجريد الشخصيات الأجنبية من وسام الشرف في فرنسا أمراً أكثر سهولة، بعدما صدر مرسوم يجيز تجريد كل شخص أجنبي من هذا الوسام إذا "ارتكب أعمالا منافية للشرف".
وبموجب هذا المرسوم سحب الوسام من الدرّاج الأميركي لانس ارمسترونغ بعد ثبوت تعاطيه عقاقير منشطة كما تم سحبه من المصمّم البريطاني جون غاليانو. أما تجريد المواطنين الفرنسيين من هذا الوسام فهو عملية تتم بصورة تلقائية إذا ما حُكم على حامل الوسام بالسجن لفترة سنة على الاقل مع النفاذ.
وكان الرئيس السابق فرانسوا هولاند قد أثار غضب النقاد بمنحه الوسام إلى ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف في عام 2016، على الرغم من الارتفاع الكبير في أحكام الإعدام الصادرة بالسعودية ، وهي عقوبة طالما اعتبرتها فرنسا غير إنسانية.
جدير بالذكر أن منح وسام جوقة الشرف بدأ في فرنسا خلال عهد نابليون بونابرت عام 1802. ويُمنح الوسام كأعلى تكريم من قبل الدولة الفرنسية.
س.م/ (أ. ف. ب)