في ألمانيا: طريقة جديدة لعلاج الورم الليفي الحميد
٣ يوليو ٢٠١٣"أعاني من نزيف حاد أثناء فترة الحيض التي لا تقل مدتها عن سبعة أيام " هكذا عبرت أنتيا عن معاناتها التي تتكرر كل أسبوعين تقريبا، ما يمنعها من مغادرة المنزل في بعض الأحيان حسبما تروي "منذ ست سنوات تنتابني آلام حادة في أسفل البطن أثناء فترة الطمث، أعجز خلالها عن ممارسة حياتي بشكل طبيبعي".
دفعت شدة الألم التي تنتاب أنتيا للتوجه إلى طبيبتها، لتنصحها بإجراء عملية استئصال الرحم لوجود ورم ليفي حميد لديها، إلا أن أنتيا (46 عاما) رفضت إجراء هذه العملية، ما دفعها للتوجه إلى إحدى العيادات الألمانية الخاصة التي تعتمد طريقة جديدة في إزالة الأورام الليفية.
ضرورات إستئصال الورم الليفي
و تصف أخصائية الأمراض النسائية في مدينة بون سابينه بلومنتال الأورام الليفية بأنها أورام حميدة تتكون داخل رحم المرأة، وتؤكد الطبيبة بلومنتال أن لهرمون الأوستروجين دور هام في تكون هذه الألياف المزعجة، مشيرة إلى أن السبب الحقيقي لظهور هذه الأورام الليفية لايزال غير معروف تماما، وتستطرد سابينه بالقول " العامل الوراثي يزيد من احتمال الإصابة بتليف الرحم".
وفي حديثه مع DW يشير طبيب الأشعة ماتياس ماتسكو أن نسبة الإصابة بهذا المرض لدى النساء اللواتي تجاوزن سن الـ30 تبلغ 20 بالمئة. ويؤكد ماتياس على ضرورة إزالة الأورام الليفية موضحا سبب ذلك بقوله " إذا تسبب الورم في حدوث بعض المشاكل كنزيف وآلام أو كان سببا في عدم القدرة على الإنجاب مثلا، فلابد من معالجة الورم".
علاج بواسطة الموجات فوق الصوتية
وتعتمد طريقة العلاج الجديدة لإزالة الألياف على استخدام الموجات فوق الصوتية المركزة، ما يعني أن استئصال الورم الليفي يتم بدون تدخل جراحي، ما يجعل طريقة العلاج الجديدة غير مؤلمة. إذ تُسلط الموجات فوق الصوتية على بطن المريضة، وبواسطة صور الرنين المغناطيسي يتم تحديد مكان الليف الذي يتم إتلافه بالحرارة، وذلك بتوجيه الموجات فوق الصوتية بشكل مركز على جزء من الورم.
ومع استمرار توجيه الأشعة على كامل أجزاء الورم يتم إتلافه كاملا حسبما يشرح أخصائي الأشعة ماتياس ماتزكو ويضيف موضحا "في الواقع يتم استخدام تقنية المحافظة على الاتجاه المستخدمة في الصواريخ، ما يضمن توجيها دقيقا للأشعة".
وبالرغم من أن العملية غير مؤلمة إلا أنها متعبة. إذ يستغرق العلاج مدة زمنية تصل إلى أربع ساعات، يتحول بعدها الورم إلى نسيج ميت، يتلفه الجهاز المناعي فيما بعد. وبعد الانتهاء من إجراء العلمية يمكن للمريض العودة إلى المنزل مباشرة، وهو ما فعلته أنتيا التي تشعر بارتياح كبير بعد إجراء العملية، فأنتيا تؤكد على أن حياتها تحسنت كثيرا، ولم تعد تعاني من النزيف الطويل المزعج أثناء فترة الحيض، لتحيا بذلك حياة طبيعية بعيدة عن الآلام والمتاعب.