في ذكرى "النكسة" ـ مظاهرات ومسيرات في اتجاه حدود إسرائيل
٥ يونيو ٢٠١١أعلنت مصادر فلسطينية في دمشق اليوم (الأحد 5 يونيو/ حزيران) مقتل ثلاثة متظاهرين بنيران الجيش الإسرائيلي، بعد أن تمكنت مجموعة من الشباب من تجاوز الحواجز الأمنية للوصول إلى مرتفعات الجولان في ذكرى حرب عام 1967 التي يسميها الفلسطينيون ذكرى النكسة.
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن عدداً من الشباب الفلسطينيين يقدر عددهم بحوالي 300 تمكنوا من الوصول إلى منطقة الأسلاك الشائكة على خط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا، وحاولوا عبور المنطقة لرفع العلم الفلسطيني على الجانب الآخر، ما أدى إلى إطلاق النار عليهم من قبل القوات الإسرائيلية المتمركزة بالقرب من المنطقة. وشاهد مراسل لرويترز في مكان الحادث الحشود وهي تنقل أربعة متظاهرين على الأقل على
محفات لكن لم يتضح على الفور ما إذا كانت النيران الإسرائيلية هي التي أصابتهم.
وأشارت قناة الجزيرة الإخبارية إلى إصابة 14 متظاهراً بجروح جراء إطلاق النار عليهم من قبل الجنود الإسرائيليين، فيما أكد شهود عيان في المنطقة أن الاشتباكات في منطقة الحميدية بين متظاهرين فلسطينيين يستخدمون العصي والحجارة والجيش الإسرائيلي لا تزال مستمرة، ولم يتم تأكيد الخبر من مصدر آخر.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن العشرات من المتظاهرين حاولوا اختراق الحدود مع إسرائيل عند تلة الصيحات المحاذية لقرية مجدل شمس، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي بدأ بإطلاق أعيرة نارية في الهواء، ومن ثم أضطر في النهاية إلى إطلاق النار باتجاههم ولم يتحدث عن ضحايا.
وتشهد الأراضي الفلسطينية اليوم تظاهرات جماهيرية على نقاط التماس مع إسرائيل لإحياء الذكرى الرابعة والأربعين لحرب الخامس من يونيو/ حزيران عام 1967 المسماة بذكرى النكسة، التي أسفرت عن احتلال إسرائيل لكل من مرتفعات الجولان، والضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس الشرقية، وشبه جزيرة سيناء.
وخرج المئات من وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية في مسيرة مركزية بدعوة مشتركة من الفصائل الفلسطينية إلى حاجز قلنديا العسكري الخاضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي، فيما تجمع العشرات على الجانب الآخر من الحاجز المؤدي إلى مدينة القدس. وشهد قطاع غزة مسيرة مماثلة توجهت إلى منطقة السياج الفاصل مع إسرائيل، لكنها انفضت بعد حوالي النصف ساعة، بحسب ما أفاد مراسل قناة الجزيرة هناك.
وكانت إسرائيل قد قامت باتخاذ تدابير أمنية مكثفة وأعلنت حالة التأهب في المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية، تحسباً لاندلاع مواجهات على الحدود اللبنانية والسورية وفي الضفة الغربية وقطاع غزة. وتم نشر الآلاف من عناصر الشرطة الإسرائيلية وقوات حرس الحدود ووحدات خاصة في مختلف المناطق، خاصة في شمال إسرائيل ومدينة القدس.
من جهة أخرى كانت التنظيمات الفلسطينية في لبنان قد قررت إلغاء فعالياتها التي كانت مقررة قرب الحدود الإسرائيلية، بعد أن أعلن الجيش اللبناني إغلاق تلك المنطقة. وبالرغم من ذلك وضعت قوات الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني في حالة استنفار قصوى بعد أن أصدرت بعض الجمعيات والتيارات بيانات دعت فيها للتظاهر باتجاه الحدود مع إسرائيل.
وكان مئات المتظاهرين عبروا الحدود بين سوريا وإسرائيل في ذكرى "النكبة" في 15 مايو/ أيار الماضي، الذي يصادف ذكرى إعلان قيام دولة إسرائيل عام1948. وأسفرت هذه الحادثة غير المسبوقة عن سقوط عشرة قتلى، ستة على الحدود اللبنانية وأربعة في الجولان.
ومن حينها حفر الجيش الإسرائيلي خندقاً على طول السياج، وأقام أسلاكاً شائكة إضافية وزرع المزيد من الألغام على طول خط وقف إطلاق النار. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي العام الماضي أنه زرع في الجولان "نحو ألفي لغم محاطة بحواجز مشار إليها". وألغى الجيش مأذونياته في نهاية الأسبوع وجهز وحداته المنتشرة عند الحدود بأسلحة مكافحة الشغب، على ما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي.
(ي.أ/ د ب أ/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي