في ذكرى هجوم زولينغن العنصري ميركل تتوعد اليمين المتطرف
٢٩ مايو ٢٠١٨قالت المستشارة الألمانية اليوم (الثلاثاء 29 مايو/ أيار 2018) "إن اليمين المتطرف لا ينتمي في كل الأحوال للماضي فقط" وأضافت أنه "يتم بشكل دوري اختبار حدود حرية التعبير بشكل مخطط له، ويتم كسر تابوهات يتم توظيفها كأداة سياسية". وذكرت المستشارة بالمرحلة النازية وبجريمة الهولوكست. كما أشارت إلى أن العداء للأجانب لا يزال واقعا في ألمانيا ويستهدف اللاجئين مثلا.
وفي 29 أيار/مايو 1993، أدى حريق متعمد في بلدة زولينغن في غرب ألمانيا الى مقتل خمس تركيات تتراوح أعمارهن بين 4 و27 عاما وأثارت صور المبنى المحترق صدمة واستنكارا في المانيا والعالم. وحكم القضاء على منفذي الاعتداء وهم أربعة من النازيين الجدد بالسجن لفترات تتراوح بين 10 و15 عاما.
وحضرت المستشارة ميركل مراسم التكريم مع وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو ومولودة غينش (75 عاما) التي فقدت ابنتيها وحفيدتيها وابنة أختها في الحريق.
ورسميا تشاوش اوغلو موجود في البلاد للمشاركة في مراسم الذكرى، الا ان زيارته تثير امتعاضا في المانيا اذ تصادف قبل أقل من شهر على موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في 24 حزيران/ يونيو في تركيا.
ويخشى منتقدو النظام التركي ان يستغل وزير الخارجية الفرصة للقيام، رغم رفض برلين، بحملة لصالح الرئيس رجب طيب اردوغان بين أفراد الجالية التركية في المانيا التي تُعد الأكبر في العالم وتضم ثلاثة ملايين نسمة. وبين هؤلاء نحو 1,4 مليون يمكنهم المشاركة في الاقتراع، وهي أصوات يريد اردوغان كسبها خصوصا وان استطلاعات الرأي تحذر من انه لن يحصل على الغالبية المطلقة في ولايته الرئاسية الثانية.
رفضت برلين السماح لمسؤولين أتراك بخوض حملات على أراضيها لهذه الانتخابات على غرار ما حصل في ربيع 2017 قبل استفتاء حول توسيع سلطات الرئيس.
وآنذاك، اتخذت دول أوروبية عدة موقفا مماثلا ما أثار غضب اردوغان وتسبب بأزمة بين تركيا والمانيا قبل ان يسعى البلدان إلى التقارب مؤخرا.
من جهته أكد وزير الخارجية الالماني هايكو ماس الذي شارك أيضا في المراسم ان "العمل المروع في زولينغن كان ولا يزال هجوما ضدنا وضد قيمنا وتعايشنا السلمي وايضا ضد كل ما يميز المانيا".
وندد الرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير بـ"العمل الوحشي" في 1993 وتعهد بـ"حماية" كل المواطنين. وتكافح ألمانيا موجة جديدة من الهجمات العنصرية وتصاعد نشاط اليمين المتطرف بما في ذلك دخول حزب "البديل من اجل المانيا" الى البرلمان، بعد تدفق اكثر من مليون طالب لجوء الى البلاد منذ عام 2015.
ونجح هذا التشكيل الاحد في حشد خمسة الاف متظاهر في برلين في مقابل 25 الفا شاركوا في تظاهر مضادة له، مستغلا الخوف الذي يثيره تدفق طالبي اللجوء الى البلاد، وهو يكثف من استفزازاته للجالية التركية. وفي شباط/فبراير، أثار نائب محلي من حزب "البديل من أجل المانيا" جدلا عندما أشار الى الاتراك بانهم "تجار كمّون" و"جمَّالون".
ح.ز/ ح.ح (د.ب.أ)