فيس بوك: صانع ثورات الألفية الثالثة
٤ مارس ٢٠١١ثورات العالم العربي مستمرة ولا احد يعرف إلى أين ستصل، هذه الثورات ليست انقلابات عسكرية، ولا مؤامرة سياسية عسكرية يصدر بعدها البيان رقم واحد، هذه الثورات يصنعها نظام صغير لا احد يتخيل قوته، انه نظام موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك، نحن نعيش في الألفية الثالثة، وهذا هو عصر العولمة وتبادل المعلومات، ومن لا يفهم ذلك أو لا يقبل أن يفهمه سوف يبقى خارج مسيرة التاريخ.
إذا موضوع حوارنا اليوم ثورات الفيس بوك في العالم العربي ، و يدور الحوار بين مصر وتونس والعراق و ألمانيا - عبر 3 قارات- وهو انجاز تحقق بفضل ثورة الاتصالات والمعلومات التي تميز الألفية الثالثة فأين هو العراق في عصر ثورة المعلومات؟ أين الصوت العراقي على شبكة الفيس بوك؟ ولماذا لا يستجيب احد لدعوات بعض الشباب للإصلاح؟
ثورة الفيس بوك انطلقت من الريف التونسي
الإعلامية التونسية صوفيا الهمّامي دخلت الحوار من منطقة رأس جدير على الحدود مع ليبيا مشيرة إلى أن الشاب ( محمد البو عزيزي) احرق نفسه في منطقة سيدي بوزيد احتجاجا على عدم توفر فرصة عمل له رغم شهادته الجامعية ومضايقة عناصر الشرطة وأهانتهم له في عمله البسيط كبائع متجول، ثم خرجت عائلة الشهيد( 9 أشخاص) في تظاهرة صغيرة أمام مبنى المحافظة، بعدها انشأ شباب الفيس بوك موقعا للتضامن مع شهيد سيدي بوزيد وأطلقوا شرارة الثورة. وذهبت الهمّامي إلى أن الفيس بوك تحول في تونس إلى بديل عن أجهزة الإعلام الرسمية ونجح في تنظيم عناصر الثورة ونشر أخبارها في كل أنحاء البلد.
مدينة سيدي بوزيد هي مركز لمنطقة ريفية يقوم اقتصادها على الزراعة ويبلغ عدد سكانها نحو 700 ألف نسمة ولكن خدمة الانترنت كانت متوفرة فيها ، الأمر الذي سهّل على الشباب التواصل المستمر. واليوم يدعي الجميع أنهم صنعوا الثورة ولا احد يعرف بالضبط من صنعها.
الثورة في مصر، نموذج لأثر عصر الاتصالات
ومن القاهرة أشار الناشط الشاب على الفيس بوك مروان عبد العزيز إلى أن ما حدث في تونس أثّر بوضوح على الشارع المصري ، مبينا أن البداية انطلقت من الفيس بوك حيث أطلقت مجموعة "كلنا خالد سعيد" ( وهو شاب انتزعه عناصر الأمن المصري من مقهى للانترنت وقتلوه ضربا) في محافظة الإسكندرية موقعا لها على الفيس بوك ، ولاقت دعوات المجموعة قبولا كبيرا من لدن الشباب الذين تجمعهم نفس المعاناة من ممارسات وزارة الداخلية المصرية التعسفية بحق الشباب. هذه المجموعة هي التي تولت تنظيم تظاهرة يوم الغضب المصري.
في مصر استجابت القوات المسلحة المصرية للوضع الجديد بطريقة متحضرة وواقعية حيث أنشأ موقع عسكري للتواصل عبر الفيس بوك.
مطالب الإصلاح في العراق
الصحفي والناشط على الفيس بوك ضياء رسن شارك في الحوار من بغداد مشيرا إلى أن الوضع في العراق يختلف عنه في تونس ومصر، فهناك من يقول أن العملية السياسية في العراق تلبي طموح الشارع ، وقد وصلت القوى السياسية الفاعلة والمعارضة إلى مواقعها عن طريق صناديق الاقتراع، وهذا كان سببا مهما في حجم الحضور المتواضع للمتظاهرين، كما أن مطالب المتظاهرين لم ترق إلى مستوى المطالب السياسية بتغيير الحكومة لإدراك المتظاهرين أنها حكومة منتخبة، وبقيت المطالب منحصرة في مجالات تحسين الخدمات وإعادة تأهيل البنية التحتية والقضاء على الفساد الإداري. وتواصل بعض الشباب عبر موقع الفيس بوك لكنهم لم يصلوا إلى نهاية مقنعة بالنسبة لهم.
بعد الثورات في المنطقة بدأت أسئلة من نوع آخر:
من هم قادة الثورة؟
هل يمتلك الشباب بدائل عن تركيبة النظم القديمة؟
كيف سيشارك الشباب في صنع القرار السياسي؟
من يمثل الشباب؟
أين موقع المعارضة السياسية التقليدية في المرحلة الجديدة؟
ألغيت وزارة الإعلام في مصر، كيف ستنشأ شبكة البث العام المصرية الجديدة؟
ودعونا المستمعين لمشاركتنا الحوار بالإجابة عن سؤالنا:
هل ينجح الشباب في تغيير المجتمع العراقي عبر وسائل الاتصال الحديثة؟
فأشار المستمع أبو عبد الله من بغداد إلى أنّ الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي هي تقنيات حديثة في المجتمع العراقي لأن العراق كان يعيش تحت حكم شمولي مطلق حرّم على الناس الاتصال بالعالم، من هنا فإن حجم انتشارها وتأثيرها في المجتمع ما زال محدودا.
ملهم الملائكة
مراجعة: هبة الله إسماعيل