قائد الانقلاب في الغابون يؤدي اليمين رئيسا "انتقاليا" للبلاد
٤ سبتمبر ٢٠٢٣أدى الجنرال بريس أوليغي نغيما، الذي أطاح برئيس الغابون علي بونغو أونديمبا اليمين الدستورية اليوم الاثنين (الرابع من سبتمبر/ايلول 2023) رئيسا لفترة انتقالية.
وأقسم أعلن أوليغي نغيما أمام قضاة المحكمة الدستورية مرتديًا الزي الأحمر للحرس الجمهوري الذي كان يقوده، على أن "أحافظ بكل إخلاص على النظام الجمهوري ... وأن أصون مكتسبات الديموقراطية".
ومنذ قيادته الانقلاب العسكري الأربعاء الماضي على علي بونغو أونديمبا، يظهر نغيما يوميا محاطا بضباط كبار من قوات الجيش والدرك والشرطة.
وغداة الانقلاب، عيّن قادته قائد الحرس الجمهوري الجنرال بريس أوليغي نغيما (48 عاما) على رأس "لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات". وأكد أوليغي أن الانقلاب جرى "بدون إراقة دماء". ولم يعلَن وقوع قتلى أو جرحى إلى اليوم.
ويؤكد الرجل القوي الجديد في ليبرفيل أن مكافحة الفساد وسوء الإدارة ستكون على رأس أولوياته، فضلا عن "النهوض بالاقتصاد" وإعادة توزيع العائدات والثروات على المواطنين. ووعد الجمعة بتنظيم "انتخابات حرة وشفافة وذات مصداقية وهادئة"، بدون أن يحدد تاريخا لذلك. وهو يعتزم قبل ذلك اعتماد دستور جديد "من خلال استفتاء"، يضمن قيام "مؤسسات أكثر ديموقراطية ... واحتراما لحقوق الإنسان"، مشددا في المقابل على وجوب "عدم التسرع".
ودعت جماعة المعارضة الرئيسية في الجابون، تحالف التغيير 2023، والتي تقول إنها الفائز الشرعي في انتخابات 26 أغسطس آب، المجتمع الدولي إلى حث المجلس العسكري على إعادة السلطة إلى المدنيين .
وأعلن العسكريون فجر الأربعاء الماضي "نهاية نظام" علي بونغو ، بعد أقل من ساعة على إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 26 آب/أغسطس، متهمين إياه بتزوير النتائج. وما زال بونغو رهن الإقامة الجبرية.
انتخب بونغو (64 عاما) عام 2009 بعد وفاة والده عمر الذي قاد البلاد لأكثر من 41 عاما. وحكمت العائلة منذ أكثر من 55 عاما هذه الدولة النفطية الصغيرة التي تعدّ من الأغنى في وسط إفريقيا، غير أن الثروات فيها تبقى محصورة بيد النخبة الحاكمة التي تتهمها المعارضة والانقلابيون بـ"الفساد" و"سوء الإدارة".
و ندد الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وقسم كبير من العواصم الغربية بالانقلاب، غير أن هذه المواقف ترافقت بصورة عامة مع إشارة إلى أنه "مختلف" عن الانقلابات الأخرى التي شهدتها القارة وطالت ثماني دول خلال ثلاث سنوات، موضحة أنه تلى انتخابات يُشتبه بأنها شهدت عمليات تزوير. ومضى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى حد التحدث عن "انقلاب مؤسساتيّ" سبق الانقلاب العسكري.
ومن المقرر أن يجتمع زعماء المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا (إيكاس) اليوم الاثنين لبحث ردهم على الإطاحة بعلي بونغو. وحثوا الأسبوع الماضي الشركاء بقيادة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي على دعم العودة السريعة إلى النظام الدستوري.
ع.ج.م/ح.ز (أ ف ب، رويترز)