قلق على المدنيين وملامح كارثة إنسانية في اليمن
١ أبريل ٢٠١٥تفيد الأنباء الواردة من اليمن باتساع رقعة المعارك الضارية والقصف الكثيف في جنوبي البلاد أيضا، بعد أن كانت غارات التحالف العربي بقيادة السعودية تستهدف العاصمة صنعاء ومعاقل الحوثيين وحلفائهم من أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح في شمالي البلاد.
ومع اشتداد حدة المعارك وشراستها، يزداد الخطر على المدنيين، حيث أعربت وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية عن قلقها حيال مقتل مزيد من المدنيين الذين يسقطون ضحايا للنزاع، في حين تلوح في الأفق أزمة إنسانية. وفي هذا الإطار أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "قلقه العميق" حيال المعلومات التي تحدثت عن مقتل عدد كبير من المدنيين، مذكرا "جميع الأطراف المعنية بالعمليات العسكرية في اليمن بواجباتها التي تندرج ضمن القانون الإنساني الدولي لجهة حماية المدنيين".
كما أعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عن مقتل أكثر من 60 طفل على الأقل وإصابة 30 آخرين في المعارك الدائرة في اليمن منذ أسبوع. وقال جوليان هارنيس ممثل اليونيسيف في اليمن "ينبغي الإسراع في حماية الأطفال، وعلى كل أطراف هذا النزاع أن يبذلوا ما بوسعهم لحماية الأطفال".
ولفت الصندوق إلى أن "المعارك أصابت الخدمات الصحية الأكثر بدائية بأضرار كبيرة وكذلك النظام التعليمي"، مشيرا إلى "انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية" كمشكلتين تطالان الأصغر سنا.
انتهاك القانون الإنساني الدولي
كما أعربت منظمة الصليب الأحمر الألماني عن قلقها الشديد جراء تدهور الوضع الإنساني في اليمن، وقالت يوليا مايكسنر، منسقة البرامج الإغاثية للمنظمة في اليمن "إن الهجمات على المدنيين وموظفي الإغاثة لا يمكن القبول بها بتاتا. إننا نطالب أطراف الصراع باحترام القانون الإنساني الدولي، وتجنب مثل هذه الهجمات" التي تستهدف المدنيين. وأضافت أن الوضع المعاشي والإنساني كان سيئا حتى قبل المعارك الحالية، وهي الآن "مهددة بالانهيار، فمنذ أيام يتوسع نطاق المعارك ويهرب المزيد من العائلات من مناطق العمليات في العاصمة صنعاء وعدن وفي شمالي البلاد".
كذلك دعت منظمة هيومان رايتس ووتش إلى حماية المدنيين، وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "يتعين على القوات التي تقودها السعودية والقوات التابعة للحوثيين اتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بحماية المدنيين أثناء الهجمات. وتثير التقارير المتعلقة بالغارات الجوية والأسلحة المضادة للطائرات المستخدمة في مناطق مكتظة بالسكان مخاوف جدية من عدم اتخاذ تدابير كافية لضمان سلامة المدنيين".
تدهور الوضع الإنساني في عدن
إلى ذلك، تزداد الظروف المعيشية تدهورا في عدن مع انقطاع في المياه والكهرباء ونقص في المواد الغذائية، حيث تشهد المدينة قصفا من الجو والبحر على قوات الحوثي والوحدات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح وتدور معارك عنيفة في المدينة بين مقاتلي الحوثي وقوات اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وقال نائف البكري، وكيل أول لمحافظة عدن لشؤون المديريات، إن عدن تشهد حالة انسانية صعبة للغاية في ظل الحصار الذي يعانيه السكان نتيجة الاشتباكات الدائرة داخل المحافظة وعلى أطرافها. وفي حين أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أنها عالجت "أكثر من 550 جريحا منذ 19 اذار/مارس نتيجة اشتباكات في عدن ولحج ومناطق أخرى في الجنوب". أكد المتحدث العسكري للتحالف العربي اللواء أحمد عسيري أن الهدف من الغارات هو وقف تقدم الحوثيين باتجاه عدن، وأقر باحتمال سقوط مدنيين جراء ذلك قائلا "إذا كان هناك قتلى بين المدنيين (...) فإن ذلك ليس ضمن أهداف العملية فالأضرار الجانبية يمكن أن تقع".
وبعد مقتل نحو أربعين نازحا في غارة على مخيم المرزق للنازحين في شمال اليمن يوم الاثنين (30 مارس/ آذار)، قالت الأمم المتحدة إن الضربة الجوية تمثل انتهاكا للقانون الدولي وإن المسؤولين يجب يحاسبوا، إذ قال فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة "أيا كانت القوات التي تضربهم فإنها تنتهك القانون ويجب أن تكون هناك محاسبة على ذلك وفي نهاية الأمر يجب أن تتوقف جميع الهجمات المماثلة. وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 200 شخص أصيبوا في قصف المخيم بجروح بينهم عشرات إصاباتهم خطيرة.
وقد أعرب الاتحاد الاوروبي "عن قلقه البالغ" للخسائر بين المدنيين في اليمن. وقالت متحدثة باسم مفوضة الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني "نحن قلقون جدا لآثار المعارك في اليمن التي لها انعكاسات رهيبة على السكان. والمعلومات بشأن ضحايا مدنيين محزنة".