قوات الأكراد بسوريا.. مصير معلق بترامب وأردوغان وماكرون
٣٠ مارس ٢٠١٨قالت قوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها الولايات المتحدة الجمعة (30 مارس/ آذار 2018) إنها لم تُبلغ بأي خطة لانسحاب القوات الأمريكية، التي تعمل في سوريا ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أشار أمس الخميس إلى أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سوريا "قريباً جداً"، تصريح مفاجئ نفت حتى وزارة خارجيته علمها به أو بأي خطط مرتبطة به.
وقوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، هي الشريك الرئيسي للتحالف بقيادة واشنطن في سوريا، حيث يشارك نحو ألفي جندي أمريكي في المعركة ضد تنظيم "داعش". وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية كينو جابرييل لرويترز في رسالة مكتوبة: "لا يزال عملنا وتنسيقنا مستمراً في إطار برنامج الدعم والعمليات المشتركة في جميع المناطق". ووصف تصريح ترامب بأنه "ليس واضحاً والتصريحات التي أتت من مسؤولين أمريكيين آخرين في الإدارة الأمريكية لم تؤكد ذلك أو تنفه".
مسؤولون أمريكيون لا يعلمون بخطة ترامب؟
وعندما سُئِلت المتحدثةُ باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت إن كانت الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سوريا أجابت أنها ليست على علم بأي خطة من هذا النوع. وسُئِل المتحدثُ باسم التحالف الجمعة إن كانت القوات الأمريكية تلقت إخطاراً بقرار للانسحاب أو تستعد لتنفيذ ذلك فأجاب بأنه لن يعقب على أي عمليات مستقبلية. وقال الكولونيل رايان ديلون في رسالة بالبريد الإلكتروني لرويترز إن تنظيم "الدولة الإسلامية" لا يزال يسيطر على أراض في منطقتين بسوريا قرب هجين على نهر الفرات وفي دشيشة قرب الحدود مع العراق.
وذكر أنه جرى تقليص عمليات التحالف الهجومية بسبب الأحداث في شمال غرب سوريا حيث تتصدى قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب لتوغل تركي يستهدف الوحدات في مدينة عفرين السورية. وقال ديلون: "التحالف وقوات سوريا الديمقراطية يواصلان البحث عن فرص لاستغلال نقاط داعش وتنفيذ ضربات ضد من تبقوا من الإرهابيين".
استياء تركي من فرنسا
من جانب آخر رفضت تركيا الجمعة أي وساطة فرنسية بين أنقرة وقوات سوريا الديموقراطية، التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية. وقدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا العرض خلال لقائه وفداً من قوات سوريا الديموقراطية في وقت متأخر أمس الخميس. وأعرب ماكرون عن "أمله في إقامة حوار بين قوات سوريا الديموقراطية وتركيا، بمساعدة فرنسا والمجتمع الدولي"، وفق بيان صادر عن قصر الإليزيه.
إلا أن تركيا رفضت ذلك بشكل مطلق، في خطوة من المرجح أن تزيد التوتر بينها وبين فرنسا التي عبرت عن قلقها بشأن العملية العسكرية التركية الجارية في شمال سوريا. وقال بكر بوزداغ، نائب رئيس الوزراء التركي، إن الموقف الفرنسي يضع باريس على مسار تصادم مع أنقرة. وكتب على تويتر الجمعة "من يتعاونون مع الجماعات الإرهابية ويتضامنون معها ضد تركيا... سيصبحون هدفاً لتركيا مثل الإرهابيين"، وأضاف "نأمل ألا تتخذ فرنسا مثل هذه الخطوة غير المنطقية".
وبدوره لم يرحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات الرئيس ماكرون وقال إنه "حزين جداً" لموقف فرنسا "الخاطئ تماماً". وقال أردوغان في خطاب حاد اللهجة ألقاه أمام أعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة "من أنتم لكي تتحدثوا عن وساطة بين تركيا ومنظمة إرهابية؟". وأضاف أردوغان "لا تتدخلوا في أشياء تتعدى حدودكم، لا نحتاج وسيطاً".
من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو "ليس من الممكن القول إن بلداً يستقبل وحدات حماية الشعب الكردية في الإليزيه ليس منحازاً. أنتم في صف واحدٍ مع الارهابيين".
ومن جانبه، قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين: "نرفض أي جهد يهدف إلى تشجيع حوار أو اتصالات أو وساطة بين تركيا وهذه المجموعات الإرهابية".
وشكلت قوات سوريا الديموقراطية خلال السنوات الاخيرة رأس حربة في مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية من قبل أنقرة وحلفائه الغربيين.
وأطلقت تركيا في كانون الثاني/ يناير الماضي عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا وطردتها في 19 آذار/ مارس من معقلها عفرين.
ص.ش/ع.غ (رويترز، أ ف ب)