كاتب ليبي: القذافي ذاق بعض ما أذاقه لمعارضيه طوال عقود
٢٠ أكتوبر ٢٠١١"الفرحة" هي الكلمة والشعور الذي سيطر على الليبيين مع توارد الأنباء عن نهاية معمر القذافي. وهى ليست فقط فرحة النصر بل فرحة نهاية عصر دام لعقود طويلة من الظلام والديكتاتورية بكل ما يتعلق بها من صور قمع مختلفة مارسها القذافي على شعبه.
لكن الكاتب الليبي المقيم في إنجلترا غازى القبلاوى مدير تحرير موقع امتداد الثقافي لديه وصف آخر للمشاعر التي انتابته مع إعلان نبأ نهاية القذافي، حيث يصف الأحداث وما صاحبها بالسريالية، قائلاً "منذ بداية أحداث الثورة في ليبيا والأجواء كلها بالنسبة لي ولجيلي سريالية ولا تصدق. خصوصاً أن جيلنا عاش عمره كله تحت نظام القذافي. وطوال حياتنا لم نر سوى صورته، وكل ما كان يحاول فعله القذافي هو ترهيبك وإخافتك منه ولذلك فحتي الآن لا أستطيع أن أصدق أو استوعب ما حدث. ونفس الأمر ينطبق على الكثير من الليبيين الذين ستجدهم يشككون حتى الآن في صحة نبأ مقتله، لأنك حينما تقضي حياتك تحت حكم ديكتاتور من هذا الشكل يصبح من الصعب أن تصدق أنه انتهي، ليس نظامه فقط، وإنما جسدياً أيضاً".
يضيف غازى معلقاً على الظروف التي أحاطت بنهاية القذافي "كنت أفضل أن يتم القبض عليه ومحاكمته، فعلى الأقل كانت محاكمته ستمثل ترسيخاً لدولة القانون التي قامت الثورة الليبية من أجل تأسيسها. لكن يبدو أن الأمور تسير بشكل مختلف في ساحة المعركة"
نهاية القذافي رسالة لكل الطغاة العرب
"في بنغازى مثل كل أنحاء ليبيا الفرحة تغمر الجميع بنهاية الطاغية" بهذه الجملة يصف الكاتب الليبي فرج العشة أجواء مدينة بنغازى بعد تواتر الأنباء عن نهاية معمر القذافي التي يصفها قائلاً "مقتل القذافي هو النهاية المنشودة التي كنا ننتظرها لهذا الطاغية، بالطبع لم يكن القتل هدفا، لأنه كان مطلوباً حياً وتطور الأمر في ميدان المعركة أدى إلى مقتله".
يضيف فرج قائلاً "القذافي عول على أنه سيحكم الليبيين كما يشاء ويفعل بهم كما يشاء ويموت موتاً طبيعيا على فراشة مثل أي طاغية. لكن هذه الثورة أثبتت قدرة الليبيين على التغيير وتدمير نظام هذا الديكتاتور. وشخصياً منذ اندلاع الثورة كنت أدرك أن نهاية هذا الطاغية مثله مثل أى طاغية سوف تكون نهاية بشعة، فهذا الرجل قتل، وشنق، وسحل في الشوارع معارضيه وخصومه والآن يتذوق جزءاً من هذه النهاية مثلما أذاقها للكثير من ضحاياه".
وعن أثر نهاية القذافي على بقية الثورات العربية يقول العشة: "نهاية القذافي بهذا الشكل أيضاً تمثل رسالة قوية إلى كل الطغاة العرب ودعم لثورات الشعوب العربية تحديداً في اليمن وسوريا. أتخيل الآن بشار الأسد يشاهد هذه النهاية وفي داخله يرتعب، وبالتأكيد ستكون نهايته شبيهه بنهاية القذافي".
أحمد ناجي
مراجعة: عارف جابو